نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


التحولات في العائلات الملكية الحاكمة: عملية بطيئة ولكن حثيثة لإحلال الأجيال الشابة




لندن- مايكل دونهاوزر – يبلغ عمر الأمير تشارلز 64 عاما، أمضى 61 منها وليا للعهد، وهو رقم قياسي سيكون من الصعب أن يتمكن أي عضو في أي أسرة ملكية أوروبية في أن يتخطاه. بالرغم من ذلك فإن هذا الرقم يسلط الضوء على حقيقة أوضاع الملكيات الحاكمة في أوروبا بدءا من مدريد وصولا إلى أوسلو، وهو ما يفتح الباب أمام عملية إحلال واستبدال لتمكين الأجيال الأكثر شبابا من الجلوس على هذه العروش، فيما يبدو أنها ستكون عملية بطيئة، إلا أنها حثيثة وحاسمة.


التحولات في العائلات الملكية الحاكمة: عملية بطيئة ولكن حثيثة لإحلال الأجيال الشابة
إذا كانت الملكة بياتريث قد قررت التنازل عن عرش هولندا إلى نجلها ويليام الكسندر، فإن الجارة بلجيكا، قرر ملكها ألبرت الثاني، أنه قد حان الوقت لتسليم الصولجان إلى نجله الأمير فيليب. أما في إنجلترا، فيبدو أنه بدت تلوح في الأفق مؤشرات على إمكانية وجود تغيير، على الرغم من أن مسألة تنازل الملكة إليزابيث الثانية عن العرش يبدو أمرا غير وارد.

يذكر أن حالة الملك إدوارد الثامن أدخلت التاج البريطاني في أزمة قوية أثرت على الملكة نفسها، مما جعل والدها الملك جورج السادس يعتلي العرش آنذاك. أما الآن فالملكة إليزابيث الثانية ترسل إبنها الأمير تشارلز لحضور ملتقى تجمع الكمونويلث في سريلانكا، بوصفه ممثلا للتاج البريطاني، وهو عكس ما حدث قبل عامين حين حضرت الملكة بنفسها هذا التجمع الهام في استراليا.

ويرى المحللون أن هذه الرحلة تعد اختبارا: فإذا أدى الأمير تشارلز دوره فيها جيدا وبنجاح، بالرغم من شعبيته الضعيفة بين دول الكمونويلث، فإن هذا سيؤهله لتصدر المشهد في أحداث أكثر أهمية. ومن ناحية أخرى فإن نجل ولي العهد، الأمير ويليام سيكون بمقدوره تولي مهام رسمية أكثر، خاصة بعد مولد ابنه البكر الذي أصبح الثالث في ترتيب ولاية العرش، مما قد يضطره إلى ترك عمله في القوات الجوية. هذا الوضع قد يمهد الطريق أمام اتخاذ قرار استثنائي، في حال عدم قدرة الملكة على الاستمرار في أداء مهام منصبها. تنص القوانين البريطانية في هذه الحالة على تعيين الأمير تشارليز وصيا على العرش، فيما تحتفظ الملكة حتى آخر يوم في حياتها بلقبها الملكي.

"يمكنها أن تظل ملكة حتى دون أن تفعل أي شيئ"، وفقا لما أشار إليه من قبل فيليب زيجلر المتخصص في السيرة الذاتية للأسرة المالكة. أما مؤرخ آل ويندسور هوجو فيكرز فأكد في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه "لكي يتم ذلك يجب أن تكون الحالة الصحية للملكة خطيرة فعلا. مثل أن تتعرض لأزمة قلبية حادة".

ويتكرر النموذج الملكي البريطاني في العديد من الحواضر الأوروبية، حيث لا يفكر أصحاب الجلالة بها في التقاعد أو التنازل عن العرش، بالرغم من الفضائح التي طالتهم، مثلما هو الحال مع الأسرة الملكية الإسبانية التي تدهورت صورتها كثيران حيث بات العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس يبحث عن وسائل لاستعادة شعبيته المتردية، بعد اضطراره لتقديم اعتذار للشعب إثر قيامه برحلة صيد في أفريقيا، بينما في الوقت الذي تمر فيه بلاده بأسوأ أزمة اقتصادية عرفتها في تاريخها.

وبالرغم من بلوغه الـ75 وهو نفس عمر الملكة بياتريث، ملكة هولندا، إلا أن الملك خوان كارلوس أكد بما لا يدع مجالا للشك في كانون ثان/ يناير الماضي، أنه لا ينتوي التخلى عن العرش إلى نجله ولي العهد الأمير فيليب قائلا "إنني اتمتع بلياقة كبيرة ولدي الاستعداد لمواصلة تحمل المسئولية".

جاءت تلك التصريحات عقب تعافيه من عملية جراحية أجريت له في الفخذ عقب الإصابة التي تعرض لها في بتسوانا أثناء رحلة الصيد الشهيرة.
بالرغم من ذلك، فإن فضيحة الفساد التي طالت إنياكي أوردانجارين، زوج إبنة الملك، الأميرة كريستين، جعلت الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للملك خوان كارلوس.
في السويد، تأثرت سمعة الملك كارل جوستاف (67 عاما) بصورة كبيرة، بسبب نشر أحد كتب السيرة الذاتية التي تتضمن شائعات حول غزواته الليليه للتردد على أماكن مشبوهة.

في النرويج الملك هيرالد الخامس، لا يزال برغم أعوامه الستة والسبعين يواصل مهام منصبه، ويصر على الحضور بنفسه لمراسم منح الأوسمة والنياشين في بطولة القفز والتزلج على الجليد.

نجح العاهل النرويجي المولع بالرياضات الشتوية المترفة في التعافي من مرض سرطان، ليؤكد مجددا أن التخلي عن العرش ليس من بين أولويات حياته على الأقل في الوقت الحالي، وهو الرأي الذي تشاركه إياه مارجريت الثانية ملكة الدنمارك برغم بلوغها الـ 73 من عمرها.

ومع ذلك وبالرغم من إصرار الملكيات الأوروبية القديمة على التمسك بالعروش، إلا أنه لوحظ مؤخرا أنه يتم تدريجيا نقل صلاحيات موسعة والتنازل عن مهام أكبر للأجيال الجديدة من الأمراء أولياء العهد. تسير الأمور على هذا النحو في إسبانيا فيما يتعلق بالمهام الملكية الخارجية التي باتت توكل على نحو أكبر للأمير فيليب.

ولا تخلو حياة ولي العهد من إثارة وامتيازات، فالأمير هاكون ولي عهد النرويج بمقدوره بدلا من الجلوس على العرش أن يطوف العالم على متن يخته الفاخر، بينما يقوم بمهامه كسفير للنوايا الحسنة ضمن برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

مايكل دونهاوزر
الخميس 15 غشت 2013