نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


التغير المناخي تحدي كبير للألعاب الشتوية




سولدن (النمسا) – "تنفسنا الصعداء لانهمار الجليد بغزارة بعد طول انتظار واستمرار تراجع كثافته بشكل كبير لفترة طويلة، نظرا لحاجة ممارسي رياضة التزلج على الجليد في الجبال لوجود طبقات هائلة منه"، كان هذا ما صرح به فولفاجانج ماير مدير المنتخب الألماني للتزلج على الجليد قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة العالم. فبعد موجة الصيف شديدة الحرارة التي مرت بها أوروبا هذا العام، لم تنخفض درجات الحرارة خلال موسم الخريف كما كان متوقعا، وكانت هناك مخاوف كبيرة بشأن مستقبل البطولة في حالة ما لم ينهمر الجليد كالمعتاد.


و مع ذلك، قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة من محطة سولدن بالنمسا، بدأ انهمار الجليد بغزارة شديدة أكثر مما كان متوقعا أيضا، مما اضطر القائمين على البطولة لإلغاء التجارب الافتتاحية للرجال لوجود مخاطر كبيرة على حياة اللاعبين، ولم يكن السبب هذه المرة قلة الجليد بل زيادة معدلاته أكثر من المطلوب. وهكذا لم يعد التغير المناخي، مجالا تقتصر تحدياته على المحافل السياسية ومعايير الاستهلاك، بل أصبح يؤثر بشكل كبير على أنماط من الرياضة مثل التزلج على الجبال. ولكن كيف أصبح التغير المناخي يؤثر إلى هذا الحد وبصورة مباشرة على الرياضات الشتوية المرتبطة بالجليد؟ على عكس رياضات أخرى، فإن التزلج على الجليد، التزلج على ألواح الجليد، أو (بياثلون) وهي رياضة شتوية أوليمبية حيث تتخلل دورات التزلج على الجليد مسابقات رماية بالبندقية، وغيرها من الرياضات الشتوية مرتبطة دوما بأحوال الطقس. ومن ثم يصبح البديل إقامة موسم التزلج بمواصفات خاصة جدا وأحيانا على مسافة تبعد بآلاف الكيلومترات عن المعتاد. من جانبه حذر بطل التزلج على الجليد السابق كريستيان نيروتر في مقابلة مع صحيفة "شتراوبنجر تاجبلات" من أن "التطور الحالي خطير ويعد مأساة حقيقية". وكان أجداده يقيسون مستوى انهمار الجليد في جبال الألب، ولكن في الوقت الحالي لم يتبق شيئا ليقاس، ويضيف "يجب أن يتوافر لدينا جليد طبيعي، ومناظر خلابة تشجع الناس على قضاء الإجازات، فالتزلج على الجليد لن يكون ممكنا، طالما أن سفوح الجبال لا يوجد بها سوى صخور حادة جرداء من أية طبقات جليد". ومن ثم أصبحت ظاهرة التغير المناخي محور تفكير الكثيرين من ممارسي الرياضات الشتوية، سواء التزلج أو البياثلون أو القفز على الثلج، ومع ذلك فإن الألماني إيريك فرنزل، البطل الأوليمبي لرياضة الثنائية الشمالية (كومبينيه نورديك)، يرى الأمر مخيفا إلى هذا الحد، حيث يقول "عندما كنت مراهقا كنت أمارس الرياضة على جبل جليد داخشتاين (النمسا)، كنت أرتدي الزلاجات وانطلق، أما الآن فيجب علي أن أسير لمسافات طويلة حتى أصل إلى مسارات الجليد". ويعتبر التزلج على المنحدرات الثلجية من أكثر الرياضات الشتوية التي تأثرت بالتغير المناخي، نظرا لأن طبيعة ممارستها تتطلب وجود طبقات كثيفة للغاية من الجليد، ليس فقط في أوقات المسابقات بل في أوقات التدريب أيضا. على العكس بالنسبة للبياثلون يمكن عمل مضمار يحاكي الثلج الطبيعي، وممارسة القفز على الثلج يمكن لممارسيها الهبوط على المروج، لكن هذا النوع من التزلج الذي يطلق عليه الألبينو لا يمكن ممارسته إلا وسط طبقات مهولة من الجليد. بدوره يقول المتزلج النمساوي فرتز دوبفر "يجب التحلي بمخيلة إبداعية عند تصميم المسابقة"، حيث يرى أن البديل نظرا لتراجع الجليد في أوروبا يتمثل في إقامة المسابقات إما في الأرجنتين أو نيوزلندا. فيما يضيف مدير المنتخب الألماني للتزلج الألبينو ماير "فكرنا لأول مرة هذا العام في فتح مركز تدريب أولي ليكون قاعدة انطلاق في أمريكا الجنوبية، لأن الشتاء هناك كان رائعا بحق". ومع ذلك، فإن جداول مسابقات الرياضات الشتوية مازالت بعيدة عن التبعات العنيفة للتغير المناخي، وتعتبر الإلغاءات أو التأجيل بسبب ندرة الجليد أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المواسم الأخيرة مجرد استثناء، بينما يعتقد ماير أن الوضع سوف يستقر في المستقبل القريب. كما يضيف "لست خبيرا في المناخ، ولكن التوقعات تشير إلى أن الشتاء سوف يظل مستقرا حتى عام 2050، على الرغم من أن الوضع أصبح أقل توقعا مقارنة بالسابق". في الوقت الراهن مازال لدى محطات التزلج في أوروبا رصيد وافر من الجليد لتعويض ندرة هطول الجليد بصورة عاجلة ويسيرة، وفيما يتعلق بمسابقات القفز على الثلج فإن الحلول متاحة وبسيطة، ويمكن بسهولة تعويض الفاقد في المنحدرات التي يقفزون عليها، أما قمم الجبال فلا تحتاج لذلك. يوضح هورست هوتتيل، المدير الرياضي لفريق القفز على الثلج الألماني قائلا "لا نعاني من الضغط المستمر بسبب درجات الحرارة الباردة، بعد أن نجحنا في توفير بدائل فعالة". ومن ثم يضيف أنه بالرغم من انقضاء فصل الصيف الحار، واستمرار درجات الحرارة المرتفعة خلال شهري تشرين أول/ أكتوبر، وتشرين ثان/ نوفمبر، يتعامل ممارسو الرياضات الشتوية مع الأمر بهدوء. "صحيح أننا ننتظر بشغف انهمار الجليد، ولكن في رياضة مثل التي نمارسها وجدنا بدائل ويمكننا تحمل الأمر بدون جليد".

باتريك رايكارت وماكسمليان هابت
الخميس 22 نونبر 2018