تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


التقاء الثقافات في "جنان الأنهار الأربعة"....حديقة بروح شرقية وطراز أندلسي في العاصمة الألمانية




برلين - محمد نبيل - توجد في العاصمة الألمانية برلين، حديقةً شرقية أُطلق على تسميتها "جنان الأنهار الأربعة"، وهي مفتوحة في وجه الزوار القادمين من داخل وخارج ألمانيا، و الراغبين في اكتشاف فضاء ثقافي ذي روح معمارية شرقية


حديقة جنان الأنهار الأربعة في برلين
حديقة جنان الأنهار الأربعة في برلين
تصميم جزائري
في السابع من يوليو عام 2005، افتتح وزير الاقتصاد الألماني "هاغالت فولف"، رفقة شخصيات سياسية ألمانية، "جنان الأنهار الأربعة"، أو الحديقة الشرقية، في العاصمة الألمانية برلين. يدعم هذا المشروع الفني والبيئي الذي وصلت قيمته المالية إلى 2,3 مليون يورو، كل من ولاية برلين، مؤسسة البيئة، وزارة العمل والاقتصاد والمرأة و جمعية برلين الخضراء.

تقع الحديقة في ضاحية "مارتسان" بالقسم الشرقي من برلين، وهي ضاحية اشتهرت خلال السنوات التي تلت الوحدة الألمانية عام 1990، بوقوع العديد من الاعتداءات العنصرية على الأجانب المقيمين فيها. وأسندت مهمة تصميم الحديقة إلى المهندس الجزائري كمال الوافي المقيم في ألمانيا، وهو معماري متخصص في تصميم الحدائق على الطراز الأندلسي.

وحسب المصادر الألمانية، لعبت خبرة كمال الوافي السابقة كمصممٍ لمجموعة من الحدائق المتنوعة داخل معرض "أكسبو" الدولي، الذي أقيم في مدينة "هانوفر" الألمانية، صيف عام 2000، دورا إيجابيا في ترجيح كفته، وفوزه بمناقصة تصميم الحديقة التي شارك فيها معماريون ومتخصصون أجانب من جنسيات مختلفة.

أصالة
يكتشف الزائر لفضاءات "جنان الأنهار الأربعة"،أصالة الروح الشرقية و أبعادها الجمالية والفنية. وحول هذا الفضاء المعماري المتميز، قال المهندس كمال الوافي إنه "مزج في تصميم مشروع الحديقة بين أسلوبين معماريين، جمعا بين روح التصميم المعماري للحدائق الأندلسية الشهيرة في غرناطة وأشبيلية وقرطبة، وبين مبادئ أحدث النظريات العالمية في مجال تصميم الحدائق"، موضحاً أن "الحديقة الجديدة محاطة من الخارج بسور على الأسلوب الأندلسي التقليدي".

ووضع المهندس الجزائري كمال الوافي تصميم الحديقة عام 2004، بتعاونٍ مع المتخصص في علم التاريخ الباحث المغربي محمد الفايز. أما أعمال البناء والزراعة والرصف، إضافةً إلى تركيب تقنيات المياه، فقد قامت بها شركات ألمانية متخصصة. وتقول التقارير الصحافية الألمانية، إنه جاء بعمّالٍ مغاربة خصيصاً إلى برلين من أجل إتمام الأجزاء الفنية الخاصة بالحديقة، مثل أعمال النقش البارز والتبليط والزخرفة، وخاصةً تلك المتعلقة بالزخارف العربية المشبّكة والمسماة ب"الزلّيج"، والرسم و التخطيط. هذه المساهمة العربية أعطت للحديقة وجهها الفني المميز، وعكست خاصيتها العربية والإسلامية، و هو الأمر الذي دفع العديد من المختصين في فن العمارة إلى القول بأن : " جنان الأنهار الأربعة تمثل كنزاً تراثياً شرقياً في العاصمة برلين التي أصبح لها هذا الامتياز بهذا المعلم الشرقي."

موقع متفرد
يقع "جنان الأنهار الأربعة" على مساحةٍ تقدر بـ 6100 متر مربع، وتشكل فيها ساحة الرياض مساحة تقدر بـ 2268 متر مربع. ويُجسد فضاء "جنان الأنهار الأربعة" تقاليد بناء الحدائق في العديد من البلدان العربية، ويُبرز الطابع الفني الإسلامي، بل أكثر من ذلك تضم الحديقة دلالاتٍ عميقة عن الفن الشرقي الغني الذي يضرب جذوره في التاريخ البعيد.

هذا المعلم الفني والجمالي يثير الزوار بسحره الخلاب الذي يتوسط هذه الحديقة، حيث يوجد الكشك الخشبي وبحيرة صناعية مصغرة. أما الجداول فتقسم الفناء الداخلي المحاط بأربعة أسوار.

يكتشف زوار الحديقة أصالة معمارها التي حولت الرياض إلى واحة جميلة ومصدر مائي رائع. أما فضاءات الحديقة، فهي مزركشة "بالزليج" وبالجبس، ما يضفي عليها رونقاً وجمالاً خلاباً. ولعل خير مثالٍ على الصدى العميق الذي تخلّفه حديقة "جنان الأنهار الأربعة"، هو ما يصرح به زوار الحديقة الشرقية من انطباعات تنشرها الصحافة الألمانية. فالبعض وجد في مصداقية فن التنسيق داخل هذه الحديقة، ما يشبه كتاباً، يقرأ في سطوره ما تركه فكر أطباء و فلاسفة عرب و مسلمين، أمثال ابن رشد وابن سينا و غيرهم.

يضم "جنان الأنهار الأربعة" أربعة مداخل مزينة بالزهور. أما ساحة الرياض، فتتكون من أربعة أجزاءٍ ونافوراتٍ وأحواضٍ يلعب فيها الماء دوراً كبيراً في علاقته بالضوء، مما يقدم انعكاساً ضوئياً مثيراً. يتوسط الحديقة أربعة حقول مستطيلة، حيث توجد بها نباتات متعددة الأنواع، هذا بالإضافة إلى الأشجار والنخيل، و الزهور التي تفوح روائحها العطرة في كل أرجاء الحديقة.

تعد الحديقة الشرقية في العاصمة الألمانية برلين، معلما جديدا يجسد روح السلام والثقافة الإسلامية، نظراً للمكانة التي تمثلها عالمياً. فزائر برلين عليه أن يعرج على هذه الحديقة للتأمل واسترجاع عبق التاريخ العربي و الشرقي

محمد نبيل - إذاعة هولندا العالمية
الثلاثاء 12 يناير 2010