نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الثورة السورية بعيون مصرية






انهزمت الميليشيات المتمردة في حلب لأسباب يطول تفصيلها، لكن من الممكن أن نجملها بأن نقول إنه لم يبق شيء تقريبا يميزها عن بشار إلا حجم التسليح والدعم، فانتصر الأكثر سلاحا والأقوى دعما..!


  أولا: أخطؤوا لأنهم سلكوا طريق السلاح من البداية، عندما ظهر السلاح انتهت الثورة كفعل شعبي وكطاقة أمل تبعث على التغيير ولها خصم واحد محدد متوحش جرائمه مفضوحة أمام العالم.. تحول الصراع إلى صراع بين وحشين.
ثانيا: أخطؤوا لأنهم لم يراهنوا على شعبهم بل على الخارج، وتصوروا أن دولا أخرى يمكنها أن تقدم للشعب السوري الأمن والحرية، الحقيقة أن هذه الدول الأخرى استثمرت في أجندتها هي، وكذلك فعل بشار الأسد، فتحول الأمر إلى نظام وكيل لقوى أجنبية يقاتل وكلاء لقوى أجنبية أخرى، ولم يعد الشعب طرفا فاعلا في المعادلة.
ثالثا: انتهاج أسلوب حرب العصابات هو الأمثل عندما يكون فارق القوة كبيرا بين المتحاربين، الذي حصل هو عكس ذلك، عمل المتمردون بدلا من ذلك على احتلال مساحات محددة من الأرض، والتمركز في مدن بعينها والتكتل في معاقل معروفة ومحددة، واعتمدوا على بناء الحواجز والمعسكرات ووضع المنصات التي تستعمل لإطلاق الذخائر الثقيلة.. هذا كله من أساليب عمل الجيوش النظامية.. وفي هذا المجال تفوق من لديه قوة نيرانية أكبر وأهداف واضحة ومحددة.
رابعا: فشلوا في تقديم أيديولوجيا جامعة للشعب، حلم بالتغيير يلتف حوله جميع الناس، فكما عمل بشار على تحويل الصراع إلى صراع طائفي، دأبوا هم أيضا من ناحيتهم على تأكيد ذلك.. فقدموا للعالم نموذجا لا يتحمس لدعمه أحد بشدة، وقدموا للشعب نموذجا يدعو إلى الانقسام لا التوحد.
خامسا: افتقر كثير منهم إلى الإخلاص لما يمكننا تسميته بالقضية السورية، الحقيقة أن كثيرا منهم كانوا يقاتلون مقابل أجر..! ارتضوا العمل بقواعد المرتزقة فحصلوا أيضا على معنويات المرتزقة وليس أصحاب القضية.. وهذا لا يجعلهم متميزين عن كثير من مرتزقة الأسد.. فكان النصر للأقوى بالحسابات المادية البحتة.
وأخيرا..
الحروب الأهلية هي أبشع ما صنعه الإنسان على الإطلاق، والمنتصر فيها مهزوم..
سوريا لن يتم تقسيمها..! لكنها لن تعود كما كانت.. ولن يُعاد إعمارها ثانية قبل عقود من الزمان..!!
كنتُ قد كتبتُ مقالا منذ أربع سنوات في إحدى الصحف شبهت فيه الحرب السورية بالحرب الأهلية اليونانية التي وقعت في أربعينيات القرن الماضي.. وقد انتصر النظام في هذه الحرب انتصارا يبدو ساحقا.. لكنه سقط بعد وقت قصير بانقلاب عسكري متواضع..!
لقد انتهى النظام في سورية إكلينيكيا.. رغم هزيمة المعارضة..!
سيسيطر الروس والإيرانيون على مقاليد الأمور في سورية لبضع سنوات بعد الحرب.. وسيبسطون نفوذهم على سورية المدمرة.. وغير المسيطر عليها بالكامل حتى وقت بعيد..! وستكون النتيجة في النهاية هي انسحابهم من البلاد بعد التأكد من استتباب الوضع الأمني لصالح النظام بشكل جيد.. أما فواتير إعادة الإعمار فلن يتكفل بها أحد.. وعودة الكفاءة السورية التي هاجرت إلى الخارج بالملايين لن يقدر عليها أحد.. وسيسقط النظام الذي صار له ثأر في أكثر البيوت السورية.. بعد أن تنتهي الحرب بزمن.
سيسقط بالطريقة الوحيدة التي نعرفها للتغيير السياسي.. والتي لم نعرف غيرها منذ عشرات السنين.. وهي الانقلاب العسكري.
لن يصنع هذا فارقا على الأرض على كل حال.. لكنه سيطوي صفحتي النظام والمعارضة معا.
ولا.. لم تنته سنوات المعاناة بعد.
أخيرا:
أنا في صف الشعب.


محمد عبد الناصر
الجمعة 9 ديسمبر 2016