نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


الجمال ينتصر على الأسلاك الشائكة والبنادق.. سجينات ماليزيات يحولن السجن إلى منتجع للتجميل




كوالالمبور - خلف جدار من الاسلاك الشائكة والبنادق الالية، تنكب عاملات تجميل، سجينات، بهدوء على خدمة زبوناتهن تحت مراقبة الحراس الصارمة، في اول «منتجع داخل السجن» في ماليزيا
وبمعزل عن الاجراءات الامنية المشددة، يشهد هذا المنتجع نشاطا حثيثا في اكبر سجن للنساء في ماليزيا، يعود على السجينات العاملات بخبرة مهنية يمكن لهن الافادة منها بعد اطلاق سراحهن


الجمال ينتصر على الأسلاك الشائكة والبنادق.. سجينات ماليزيات يحولن السجن إلى منتجع للتجميل
بين زبونات هذا المنتجع نور اليزا عثمان (45 عاما) التي زارت صالون سجن كاجانغ للمرة الثانية، قائلة «لست خائفة على الاطلاق لأنني اؤمن بأن هؤلاء السجينات مدربات جيدا لخدمة الزبونات، وبأن امننا مكفول هنا».
أسعار جيدة
واضافت الزائرة الام لأربعة اولاد فيما كانت السجينة «فرح» تصبغ لها شعرها بالحنة: «اشعر براحة هنا، الاسعار جيدة ولست بحاجة الى الانتظار لوقت طويل من اجل تصفيف شعري كما هو الامر في بقية صالونات التجميل». اما «فرح»، بشعرها المرتب المشدود الى الخلف وسترتها الخضراء وسروالها الفضفاضين، فتبدو كأي مزينة اخرى بمعزل عن رقمها المحاك على زيها اسوة بغيرها من السجينات.
وقالت «فرح» وابتسامة تعلو محياها «انا سعيدة جدا لنيل هذه الفرصة، لدي زبونات منتظمات هنا بلغ بهن اللطف ان طلبن الي العمل لديهن ما ان يطلق سراحي، نظرا لروابط الالفة التي ولدت بيننا». واضافت «هذه تجربة جيدة للغاية وقد تعلمت مواهب مفيدة هنا، وانا افكر بافتتاح منتجع خاص بي اذا كان لدي ما يكفي من المال بعد اطلاق سراحي».
«فرح»، وهو اسم مستعار اختارته حاملته نزولا عند طلب ادارة السجن، هي مواطنة اندونيسية عملت كنادلة قبل ان تتجاوز مدة اقامتها الموقتة في ماليزيا، مما ادى الى اعتقالها والحكم عليها بالسجن لمدة سنة.
وتعمل «فرح» حاليا مع ست سجينات اخريات في المنتجع الذي يتطلب ارتياده اجتياز اربع نقاط تفتيش امنية كل صباح، وصولا الى الصالون الذي يبعد بضع مئات من الامتار عن زنزانات هؤلاء.
حرية اختلاط
وما ان تبلغ السجينة المبنى المريح حيث يفوح عبير الزيوت المعطرة حتى يسمح لها بالاختلاط بحرية بالزبونات والدردشة والضحك معهن، فيما تعمل مع زميلاتها على خدمة هؤلاء طيلة نوبة من تسع ساعات، تحت اعين رقابة مكثفة لثلاث حارسات.
ولا يسمح بالعمل في المنتجع سوى للسجينات اللواتي لم تتم ادانتهن بجرائم خطيرة او عنيفة. وتمثل الاجنبيات نحو 60% من 1600 سجينة في هذا السجن، بينهن الكثيرات من الاندونيسيات المحكومات على خلفية تهم تتعلق بالهجرة غير الشرعية.
وقد استقبل السجن عددا وافرا وثابتا من الزبونات منذ افتتاحه في اواخر العام الماضي، وقدم رزمة خدمات كاملة «من الرأس الى القدمين»، تتضمن العناية بالبشرة والاظافر والتدليك، لقاء 8.5 دولارات.
وقالت آمرة السجن الضابطة فوزية حسيني ان «الرد كان رائعا حتى الان»، مضيفة ان «العديد من الزبونات كن مترددات في القدوم الى السجن في البداية لكن... هذا البرنامج يمكن ان يغير النظرة العامة حيال السجينات يحيث يصبح من السهل للمجتمع ان يقبل بهن في المستقبل».
وتنال السجينات العاملات في المنتجع مردودا ضئيلا من عملهن، فيما تخصص بقية الارباح لتمويل برامج اعادة التأهيل على غرار صفوف الخبازة والحياكة. وقالت فوزية نحن في الاساس نساعدهن في تحضير انفسهن على التكيف مع المجتمع مجددا ما ان يتم اطلاق سراحهن. نحن نأمل ايضا ان يتمكن هذا البرنامج من رفع نقاب السرية عن السجن في اعين عامة الناس. واضافت آمرة السجن كل الامر يتعلق بتفويض سلطة ما لهؤلاء السجينات ومنحهن شعورا بالثقة، وهكذا تولدت فكرة تأسيس هذا المنتجع

أ ف ب
الخميس 1 أكتوبر 2009