نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الجنوب التونسي يتطلع الى من يحميه من جيرانه أثر أزمة حدود صامتة بين تونس والجماهيرية




تونس - الهدهد - فوجئ سكان الجنوب التونسي خاصة التجار الذين يترددون بسياراتهم على مدينة طرابلس بفرض السلطات الليبية ضريبة مالية على جميع أصناف السيارات التي تدخل إلى الجماهيرية عن طريق بوابة "راس جدير" التي تعتبر الرئة والمتنفس الوحيد لمدن الجنوب التونسي من حيث التبادل التجاري وجلب البضائع .


كلام الوحدة المغاربية حبر على ورق في خيمة العقيد
كلام الوحدة المغاربية حبر على ورق في خيمة العقيد
و كانت الجماهيرية الليبية الى وقت قريب تستثني تونس من بعض القوانين أوالشروط التي كانت تفرضها من حين لآخر على بعض الدول الأخرى كالتبادل التجاري أو دخول العمالة الى أراضيها.
التجار الصغار والكبار الذين اعتادوا استخدام بوابة راس جدير عبروا ل ( صحيفة الهدهد الدولية ) عن استيائهم من هذا القرار الذي أحال الكثيرين منهم على البطالة لأن المبلغ الذي يحصله الليبيون كما يقولون يفوق ما يحصلون عليه من أرباح فهي تتراوح بين 150 و350 دينار تونسي للسيارة الواحدة.
القرار الليبي المفاجئ لم يحرك الجانب التونسي للرد بالمثل حماية لمواطنية ولم يصدرحتى اللحظة أي قرار بل ظلت الحدود مفتوحة لجيران تونس جميعا بلا استثناء،وخصوصا الليبيين الذين كانوا يجدون في تونس متنفسهم خلال فترة الحصار وبعدها فقد ارتفع عدد السياح الليبيين في تونس بنسبة 17 بالمائة في الشهور الخمسة الأولى من عام 2009. ويصل عدد السياح الليبيين سنويا إلى مليون و400 ألف، وهكذا تتصدر ليبيا المرتبة الأولى في السياحة التونسية وتأتي بعدها الجزائر ثم الدول الأوروبية التي بدأت تتراجع نسبيا
ومع هذاالتوتر الذي ينذر بأزمة في العلاقات يتساءل التجار الصغار في الجنوب التونسي الذين تضرروا من الاجراءات الاخيرة كيف يصدر هكذا قرار من دولة ترفع شعار الوحدة الكاملة بين اقطار المغرب العربي ويضيف هؤلاء : ان اي كلام عن وحدة التراب المغاربي مجرد حبر على ورق
ويرى مراقبون محايدون أنه رغم شعارات الوحدة والتأكيد على العلاقات الثنائية الخاصة التي كادت تتوج بوحدة اندماجية لا يشعر التونسيون بالثقة في مواقف جارتهم المتقلبة وتقوم الجماهيرية بين الفترة والاخرى بتقديم ما يؤكد شكوك جيرانها وهناك ادلة كثيرة على ذلك فقد سبق و أخضعت ليبيا السلع الأجنبية الواردة عليها إلى ضريبة جمركية قدرت بواحد في المئة وضريبة على الاستهلاك بخمسة في المئة وهو ما اعتبره الجانب التونسي تراجعاً عن اتفاقية التبادل الحر بين البلدين.
كذلك فرضت ليبيا على المسافرين التونسيين التصريح عند عبورهم الحدود عن مبالغ تقل عن خمسمئة دولار وهو ما اعتبره التونسيون عرقلة لحركة تنقل الأشخاص بن البلدين.
وقد تميزت العلاقات الليبية - التونسية على الدوام بعدم الاستقرار والانتقال من النقيض الى النقيض فهم يذكرون ان نتيجة الوحدة الاندماجية بين القذافي وبورقيبة مطلع السبعينات بدل ان تقود للازدهار قادت الى طرد 16 الف عامل تونسي من الجماهيرية وهذا الرقم سيتضاعف بعد حقبة من الزمن ففي عام 1985 طردت ليبيا 34 الف عامل تونسي عقب حملات اعلامية مكثفة تبودلت فيها التهمة من كل لون ونوع
وغير قضايا العمالة و الحدود وتقلبات المزاج حولها هناك الخلاف على الجرف القاري وعدم التزام ليبيا بما وقعت عليه من اتفاقيات بشأنه
ويقول تونسي شهد هذه التقلبات جميعها : صحيح ان العقيد القذافي قاد جرافة ليهدم الحدود بين البلدين لكن الصحيح أيضا ان تعامل النظام الليبي مع جيرانه التونسيين يخلق على الدوام بسبب الغطرسة والتخبط حدودا نفسية كريهة تكرس عدم الثقة وتتحول الى حدود اخرى تصعب أزالتها بالجرافات



تونس - الهدهد
الثلاثاء 23 يونيو 2009