نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الحانات التقليدية في بريطانيا بين ارتفاع الاسعار وخطر الاغلاق






لندن - ناوال ابارداه – مضى عهد كان من النادر على أي بريطاني أن يذهب من منزله إلى مقر عمله، أو العكس، دون أن يُصادِف واحدة، على الاقل، من الحانات المنتشرة في أنحاء البلاد. فهذه الحانات التقليدية جزء أصيل من الثقافة البريطانية، مثل شاي بعد الظهيرة (شاي الساعة الخامسة) أو المروج الخضراء التي شُذِبتْ بعناية فائقة.
أما الان، فالظروف تُجبِر المزيد من الحانات على إغلاق أبوابها. وخلال النصف الاول من العام الجاري، أغلقت حوالي 500 حانة أبوابها، بعد أن سارت الامور في هذا الاتجاه قبل سنين.
ولجأ عديد من أصحاب الحانات إلى زيادة أسعار الجعة ليتمكنوا من مواصلة العمل، وحتى لا يلقون نفس المصير.


 
ولكن هذه الاستراتيجية أتت بنتائج عكسية، حيث بدأ كثير من البريطانيين يشترون الجعة من المتاجر المحلية وتناولها في المنزل، بدلا من الذهاب إلى الحانات.
ويقول باتريك لين، وهو مدير حانة "لام آند فلاج" التاريخية في "كوفينت جاردن" بالعاصمة لندن: "قبل عشرين عاما، كان الناس يذهبون إلى الحانات، ربما مرتين أو ثلاث، أو أربع مرات أسبوعيا... أما الان (فيذهبون) ربما مرة واحدة في الاسبوع."
أمضى لين الذي بلغ الثالثة والاربعين من العمر، حوالي 24 عاما في هذا المجال، حيث كان يدير في الماضي إحدى الحانات في مدينة "كوفنتري" الصناعية السابقة في منطقة "ميدلاندز"، وسط إنجلترا.
وتُلقي "الجمعية البريطانية للحانات والجعة" باللائمة، جزئيا، في هذه الحالة التي وصلت إليها معظم الحانات التقليدية في البلاد على حظر للتدخين صدر في عام 2007
كما تُلقي الجمعية بجزء من المسؤولية على التغييرات التي طرأت على كيفية قضاء كثير من البريطانيين وقت الفراغ، على ارتفاع الأسعار.
كما ارتفعت الضرائب على المشروبات الكحولية بشكل كبير خلال الاعوام الماضية. ووفقا للجمعية البريطانية للحانات والجعة، تصل الضرائب حاليا على مشروب الجعة الواحد إلى حوالي 34 بنسا (71 سنتا).
ويتعين على أصحاب الحانات مواجهة ارتفاعات الأسعار في مجالات أخرى.
يقول لين: "تضاعفت الضريبة على الاعمال التجارية بأكثر من ثلاثة أمثال." وكانت لندن ومنطقة "ساوث إند" الاكثر تضررا من هذه الزيادة.
ويعتقد لين أن ارتفاع أجور العمال كان سببا رئيسيا في إغلاق الكثير من الحانات أبوابها.
ويبلغ أرخص سعر لشراب الجعة في "لام آند فلاج" اليوم أربعة جنيهات أسترلينية (3ر5 دولار)، بزيادة 10 بالمئة، مقارنة بما كان عليه السعر قبل عامين.
وتضاعف سعر مشروب الجعة في بريطانيا، بشكل عام، في الفترة بين عامي 2000 و 2007، وفقا لبيانات الجمعية البريطانية للحانات والجعة.
وخلال نفس الفترة، تراجعت أعداد الحانات التقليدية في البلاد من 800ر60 إلى 350ر48.
ويعزو خبراء هذا الانخفاض إلى تغير الرغبات بين الشباب في كيفية قضاء وقت الفراغ، فهم يريدون التسلية وقضاء وقت ممتع على نحو مختلف بدلا من الجلوس إلى مائدة وتناول شراب.
ووفقا لـ "دليل الغذاء الطيب"، الذي يوجه إلى أفضل المطاعم في بريطانيا، والذي يصدر سنويا منذ عام 1951، يمكن العثور على أرخص شراب جعة في مقاطعتي شروبشاير وهيرفوردشاير، حيث يصل السعر إلى 37ر3 جنيهات أسترلينية.
أما في لندن، فيصل سعر شراب الجعة إلى 44ر4 جنيهات.
ويعتقد المواطن البريطاني العادي أن السعر المعقول لشراب الجعة هو ثلاثة جنيهات، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجيف" في شهر حزيران/يونيو الماضي. وشمل الاستطلاع 40 ألف بريطاني.
وكشف استطلاع آخر صدرت نتائجه مؤخرا أن أغلبية البريطانيين صاروا يرون أن دفع مقابل شراب جعة ليس بالامر الميسور، ماديا.
ولكن كيف تستطيع حانة "لام آند فلاج" التي أُنشئت في عام 1623، الاستمرار فى البقاء؟
وكان لين على وشك الاجابة، عندما قاطعته زبونة بالقول:" شكرا جزيلا... إنها حقا رائعة."
يقول لين: "هذا هو السبب... يأتي الزبائن (إلى هنا) ثم يُخبِرون أصدقاءهم ... وهكذا تظل الحانات على قيد الحياة."
وليس هناك أدنى شك في أن الموقع الذي تحظى به "لام آند فلاج" في واحدة من أكثر المناطق السياحية ازدحاما في لندن، يمثل سببا جوهريا وراء ذلك.
وربما تأثرت الحانات الاخرى التي تبعد عن منطقة وسط لندن، أو تلك التي تقع خارج العاصمة، بالتطورات السائدة مما أضطرها إلى إغلاق أبوابها.

ناوال ابارداه
الاحد 25 نونبر 2018