ولكن كان الملفت مؤخرا، تزامن تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، من أن روسيا قلقة من أن تثير ثورات الربيع العربي المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث "صدع قد يكون كارثيا" بين السنة والشيعة، مع ظهور تقرير استخباري تركي يتحدث عن احتمال انزلاق الأمور في كل من سوريا والعراق نحو حرب أهلية.
> وقال لافروف أن "هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن أنتصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار و الأمنالدوليين...محاولة إدخال عنصر الدين في المواجهاتالإقليمية تثير القلق على نحو خاص. إذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة ـ وهذا التهديد واقعي تماما ـ فان العواقب قد تكون كارثية".
> في تحليل الموقف الروسي المؤيد لنظام الأسد يمكن فهم أن التحليل الروسي يصب في جهة السلطات العربية التي تسعى لاستثمار هذا التخوف من الذهاب إلى حرب أهلية بغية إجهاض الانتفاضة السورية، لجهة الذهاب نحو تسوية ترضي جميع الأطراف.
> وأما في التحليل الإستخباري التركي الذي جاء بجهد مشترك من جهاز الاستخبارات ورئاسة الأركان التركية، فقد بين التقرير أن "بعض الأطراف تعمل على تحويل التطورات الجارية في كلا البلدين إلى بعدمذهبي...الانسحاب الأميركي من العراق سبب فراغاً وتحاول الكتل السياسية في العراق على إيقاع بعضها البعض بفخٍ لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية لصالحها، والدليل على ذلك إصدار مذكرة اعتقال من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي لاعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهمة تقديمه الدعم للإرهابيين".
> وهنا يهدف نشر التقرير التركي إلى محاولة إبعاد أنقرة لنفسها عن الشبهات الطائفية التي تقف وراء دعمها لكتلة الهاشمي، بحيث تقدم نفسها كبعد وطني بعيدا عن الانزلاق نحو المتاهات الطائفية، التي يحاول حزب العدالة والتنمية تحديدا تغليفها بقضايا وطنية، كي يتجنبإحراجات المعارضة التركية التي باتت تدقق في احتمال عودة الحزب نحو جذوره الإسلامية عن طريق تبني سياسة سنية تضر بالمصالح التركية في المنطقة.
> ورغم اعتراف التقرير بأن "التطورات لم تتحول حالياً إلى اشتباكات مذهبية سنية - شيعية، ولكنها تشكل مشكلة جدية على وحدة العراق"، فإن مجرد التطرق لهذا الأمر علنا يوحي بأن ثمة أجندة ما تسعى لدفع الأمور تجاه هذه النقطة بالذات، لأن الحرب الأهلية تضمن تدخل جميع الأطراف، بينما تتجه الأمور في العراق حاليا نحو قطف إيران لكامل ثمار العراق السياسية، وهو ما لا يمكن أن تقبل به أنقرة، رغم إدراكها التام أن مخاطر الحرب الأهلية "لا تؤثر على العراق سلباً فحسب وإنما ستؤثر على عموم دول المنطقة وستكون بمثابة أرضية لإثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة".
> تواتر الحديث عن الحرب الأهلية في المنطقة، من قبل دول سلطات الربيع العربي وسلطات الدول الإقليمية وسلطات الدول العالمية ذات المصالح في هذه البلدان، يخشى أن يكون مقدمة لحرب أهلية تدفع إليها تلك الدول عن طريق أجهزة استخباراتها، لتكون ورقة للتدخل حال لم تنجحتخطيطاتها لاحتواء الربيع العربي.
> ولعل ما تحدث عنه سابقا مفكرون كبار من أمثالتشومسكي، من أن الحرب الأهلية تبدأ إعلامية بغية تجهيز الأرضية لاندلاعها، يشير إلى مدى ما يمكن أن ترمي إليه تلك التصريحات التي تجعل ربيع الثورات العربية واقعة بين سلطات تحذر من حرب أهلية لمصلحتها وسلطات إقليمية أو غربية تحذر من حرب أهلية لمصلحتها هي الأخرى، مما يهدد بضياع الثورة بين المصلحتين/ الحربين!
> وقال لافروف أن "هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن أنتصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار و الأمنالدوليين...محاولة إدخال عنصر الدين في المواجهاتالإقليمية تثير القلق على نحو خاص. إذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة ـ وهذا التهديد واقعي تماما ـ فان العواقب قد تكون كارثية".
> في تحليل الموقف الروسي المؤيد لنظام الأسد يمكن فهم أن التحليل الروسي يصب في جهة السلطات العربية التي تسعى لاستثمار هذا التخوف من الذهاب إلى حرب أهلية بغية إجهاض الانتفاضة السورية، لجهة الذهاب نحو تسوية ترضي جميع الأطراف.
> وأما في التحليل الإستخباري التركي الذي جاء بجهد مشترك من جهاز الاستخبارات ورئاسة الأركان التركية، فقد بين التقرير أن "بعض الأطراف تعمل على تحويل التطورات الجارية في كلا البلدين إلى بعدمذهبي...الانسحاب الأميركي من العراق سبب فراغاً وتحاول الكتل السياسية في العراق على إيقاع بعضها البعض بفخٍ لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية لصالحها، والدليل على ذلك إصدار مذكرة اعتقال من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي لاعتقال نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهمة تقديمه الدعم للإرهابيين".
> وهنا يهدف نشر التقرير التركي إلى محاولة إبعاد أنقرة لنفسها عن الشبهات الطائفية التي تقف وراء دعمها لكتلة الهاشمي، بحيث تقدم نفسها كبعد وطني بعيدا عن الانزلاق نحو المتاهات الطائفية، التي يحاول حزب العدالة والتنمية تحديدا تغليفها بقضايا وطنية، كي يتجنبإحراجات المعارضة التركية التي باتت تدقق في احتمال عودة الحزب نحو جذوره الإسلامية عن طريق تبني سياسة سنية تضر بالمصالح التركية في المنطقة.
> ورغم اعتراف التقرير بأن "التطورات لم تتحول حالياً إلى اشتباكات مذهبية سنية - شيعية، ولكنها تشكل مشكلة جدية على وحدة العراق"، فإن مجرد التطرق لهذا الأمر علنا يوحي بأن ثمة أجندة ما تسعى لدفع الأمور تجاه هذه النقطة بالذات، لأن الحرب الأهلية تضمن تدخل جميع الأطراف، بينما تتجه الأمور في العراق حاليا نحو قطف إيران لكامل ثمار العراق السياسية، وهو ما لا يمكن أن تقبل به أنقرة، رغم إدراكها التام أن مخاطر الحرب الأهلية "لا تؤثر على العراق سلباً فحسب وإنما ستؤثر على عموم دول المنطقة وستكون بمثابة أرضية لإثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة".
> تواتر الحديث عن الحرب الأهلية في المنطقة، من قبل دول سلطات الربيع العربي وسلطات الدول الإقليمية وسلطات الدول العالمية ذات المصالح في هذه البلدان، يخشى أن يكون مقدمة لحرب أهلية تدفع إليها تلك الدول عن طريق أجهزة استخباراتها، لتكون ورقة للتدخل حال لم تنجحتخطيطاتها لاحتواء الربيع العربي.
> ولعل ما تحدث عنه سابقا مفكرون كبار من أمثالتشومسكي، من أن الحرب الأهلية تبدأ إعلامية بغية تجهيز الأرضية لاندلاعها، يشير إلى مدى ما يمكن أن ترمي إليه تلك التصريحات التي تجعل ربيع الثورات العربية واقعة بين سلطات تحذر من حرب أهلية لمصلحتها وسلطات إقليمية أو غربية تحذر من حرب أهلية لمصلحتها هي الأخرى، مما يهدد بضياع الثورة بين المصلحتين/ الحربين!