نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الحشود الروسية السرية إلى سوربا … لدعم حل سياسي أم لحسم عسكري؟؟؟






بعد خيبة الأمل التي لحقت بالأعمال العسكرية المشتركة بين القوات الجوية الروسية والقوات البرية لميليشيات الأسد وحلفائه من جهة وبين فصائل الثورة السورية من جهة أخرى, وبعد فشل الأعمال العسكرية خاضها الروس على خمسة جبهات (ريف حماه, سهل الغاب, جبهة الساحل, جبهة ريف حمص الشمالي, جبهة جنوب حلب), ولضمان تأمين الوحدات الروسية المنتشرة في الساحل السوري وريف حماه, قررت القيادة الروسية و وزارة الدفاع إقامة جسر جوي وبحري وعملية شحن ضخمة عبر سفن الشحن والإنزال والنقل البحري المتواجدة في الأساطيل الروسية (اسطول بحر البلطيق, اسطول البحر الأسود, اسطول بحر الشمال) باتجاه الموانئ السورية (اللاذقية وطرطوس), أما الدعم الجوي بالطائرات فسيكون عبر الوصول إلى القاعدة الجوية في (حميميم).


 

من حيث الدعم بالجسر الجوي فقد تقرر النقل والتزويد بطائرات جديدة من نوع (ان-124 روسلان) وهي طائرات شحن تصل حمولتها لحدود (120-150) طن من المعدات, وكذلك ستستخدم طائرات نقل من نوع (ايل-76) وهي طائرات شحن من تصميم مصانع اليوشن وتصل حملوتها حتى (45) طن من المعدات, وكل تلك الشحنات والإمدادات تتوجه إلى مطار حميميم.

أما على الاتجاه البحري فقد تم رصد عدد من السفن التي تعبر البحار أو تقوم بالتحميل من الموانئ أو تتحضر للشحن وهي كالتالي:

1- السفينة (كوروليوف): سفينة إنزال كبيرة وهي سفينة  تتبع لاسطول بحر البلطيق, عبرت من مضيق البوسفور الى البحر المتوسط وتنقل مشاة بحرية عدد (150) جندي و (13) آلية حربية و (150) جندي من القوات خاصة و (10) دبابات متطورة مع طواقمها بالإضافة إلى (500) طن من المعدات العسكرية ومواد الدعم اللوجيستي.

2- السفينة (اليكساندر اوتراكوفسكي): سفينة إنزال كبيرة تابعة لإسطول بحر الشمال, ستتحرك  بتاريخ 11 -12 من الشهر الجاري باتجاه سوريا (لم تًعرف حمولتها بعد).

3- سفينة الإنزال الكبيرة ( ساراتوف) من قوام اسطول البحر الاسود, ستتحرك بتاريخ 12-13 من الشهر الجاري باتجاه سوريا (لم تًعرف حمولتها بعد).

4- السفينة (دفينيتسا-50) ناقلة جنود تتبع للاسطول الروسي وستبحر بتاريخ 12-13 من الشهر الجاري باتجاه شواطئ السورية.

5-  السفينة (ياوزا): سفينة نقل عسكري ونقل مدني تابعة لاسطول بحر الشمال (موضوعة بالانتظار)

6- السفينة (اليكساندر اوتراكوفسكي): سفينة الإنزال الكبيرة من اسطول بحر الشمال ستبحر بتاريخ 13-14 من الجاري باتجاه السواحل السورية.

7– السفينة (سيزار كونيكوف): من قوام اسطول البحر الاسود ستبحر بتاريخ 14-15 من الشهر الجاري باتجاه سوريا (لم تًعرف حمولتها بعد).

أمام تلك المعطيات من الواضح أن الفترة الزمنية التي حددها بوتين (3-4) أشهر ورغم أنها تتناغم مع موعد تجديد العقوبات الأوروبية على روسيا نتيجة عبثها في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم, إلا أنها توحي وبشكل لا يقبل للشك أن الرئيس (بوتين) ماض في طريقه لتعزيز قدراته العسكرية وتحشداته على الساحل السوري مع تمدد نحو مدينة حماه, وإذا ما تمت السيطرة على مطار (كويرس) في حلب فقد نشهد تمدداً روسياً نحو حلب أيضاً.

الغرب قلق من الحشود الروسية التي أصبحت واضحة للعيان أنها قدمت وبمهمة وحيدة الهدف: الحفاظ وحماية نظام (الأسد) من الانهيار ومن ثم تقاسم الكعكة السورية إن أمكنهم وحدهم فلا مانع من ذلك.

إيران أكثر الدول المتضررة من الوجود الروسي في سوريا كونه سحب البساط من تحت قدميها, وانفرد بالسيطرة على القرار السياسي والعسكري لنظام الأسد بعد دعم عسكري وبشري قدمته إيران لنظام الأسد على مدار أكثر من أربع سنوات, لكن إيران تدرك أن خلافاتها وامتعاضها من التصرفات الروسية يجب ألا يظهر للعلن لأنها ما تزال بحاجة للجهود الدبلوماسية والعسكرية الروسية في سوريا وإيران, وإن خرجت بعض التصريحات عن بعض مسؤوليها كما فعل القائد العام للحرس الثوري الإيراني (محمد علي جعفري) عندما صرح معترضاً: ” أن روسيا تبحث عن مصالحها ولا يهمها الأسد”, فهذا لن يكون السياسة المعلنة لإيران إنما مجرد صرخة لتقول: (نحن لسنا راضون كل الرضى ولكننا صامتون).

أوروبا أحست بالخطوات الروسية وخطورتها فعادت أمريكا من بوابة الخبراء العسكريين وبخمسين من جنود قواتها الخاصة ستزج بهم في الشمال السوري, ودخلت فرنسا عبر الزج بحاملة طائراتها (تشارل ديغول) التي عبرت مضيق جبل طارق باتجاه المتوسط, وعلى الضفة الثانية هناك جهود دبلوماسية تترنح بين حرب بيانات ومبادرات في (فيينا) انتهت جولتها الأولى تحت شعار (لا غالب ولا مغلوب) مع بقاء الدم السوري مراق على ساحات القتال وفي القرى والمدن بفعل ضربات الطيران الروسي وميليشيات الأسد وحلفائه من إيران إلى حزب الله إلى كافة المرتزقة, ويبقى ما يشغل بال البعيدون عن الغرف السوداء المظلمة التي تعالج بها القضية السورية وأهمهم الشعب السوري تحت ضغط سؤال ملح:

روسيا إلى أين؟؟

هل هي بمجال فرض الوجود العسكري كأمر واقع لإعلان مبادرتها التي تتخلى فيها عن الأسد وتحافظ على مواقعها في الساحل وعلى حدود الخطوط الحمراء ذات البعد الطائفي لتشكل قوات حفظ سلام؟؟؟

أم هي تراوغ (وهو المرجح) تحت شعار المثل الشعبي القائل (تتمسكن لتتمكن) ومن ثم تفرض حسمها العسكري وتبقي نظام الأسد بقوة تحشداتها العسكرية التي تزداد سراً وعلانية؟؟؟

الأبرز في المواقف الدولية …. أن الجميع يترقب وسلاحه الصمت؟؟
-----------

كلنا شركاء


العميد الركن أحمد رحال
الخميس 12 نونبر 2015