نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الحياة والاستقرار يعودان إلى تعز اليمنية رغم الحرب والحصار




صنعاء- بشكل لافت، تغيرت الأوضاع المضطربة في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، خلال الأشهر الماضية، بعد فترة مأساوية من الفوضى وانعدام الأمن، وتوسع رقعة التفجيرات والاغتيالات.


وباتت هذه المدينة التي توصف بأنها عاصمة الثقافة اليمنية، تعيش حالة نسبية من الهدوء والاستقرار والأمان، رغم الحرب والحصار والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها معظم السكان. وتسيطر القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على معظم أحياء المدينة، في حين لازال الحوثيون يبسطون نفوذهم على بعض الأحياء، ويفرضون حصارا على المدينة من معظم الجهات منذ نحو أربعة أعوام. ومنذ بدء الحرب اليمنية مطلع العام 2015، شهدت مدينة تعز مواجهات عنيفة بين قوات هادي والحوثيين، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين. وعلى الرغم من أن القوات الحكومية، استطاعت استعادة معظم أجزاء المدينة، استمر الواقع الأمني في التدهور، وشهدت المدينة عددا كبيرا من عمليات الاغتيالات، بسبب الفوضى الأمنية، التي كانت متفشية، قبل أن يعود الأمان خلال الفترة القليلة الماضية. وخلال الأشهر المنصرمة، قامت القوات الموالية لهادي بتنفيذ عدة حملات أمنية، استطاعت عن طريقها فرض نوع من الأمان في مختلف الأحياء، وهو ما جعل العديد من السكان الذين نزحوا من المدينة بسبب الحرب، يعودون إلى منازلهم من جديد. وخلال الفترة الماضية من العام 2018، تم افتتاح عدد من المتنزهات الرسمية، للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أعوام، كقلعة القاهرة المطلة على المدينة، ومنتزه تعز السياحي، وحدائق أخرى، في مؤشر على عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة. ويقول المواطن عبدالله حميد لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن الحياة تغيرت بشكل كبير إلى الأفضل في مدينة تعز، بعكس الفترة الماضية التي كان السكان يعانون فيها من انعدام الأمن وانتشار الاغتيالات والفوضى في عديد من أحياء المدينة. وأضاف" كان الخوف يسود بين المواطنين بشكل كبير خلال الفترة السابقة، إلا أن الأمان أصبح سائدا حاليا، وأصبحت مدينة تعز من أفضل المدن اليمنية من حيث الاستقرار الأمني، بشكل مناقض كثيرا لما كانت عليه بالسابق". وتابع" على عكس ما هو معهود سابقا خلال الحرب، تم افتتاح عدد من المتنزهات في المدينة، وأصبحت تستقطب العديد من الزائرين بشكل يومي، مثل منتزه تعز السياحي وقلعة القاهرة السياحية المطلة على المدينة، بالإضافة إلى حدائق عامة أخرى". وأشار حميد إلى أن المدينة باتت مستقرة تماما، "هنا تستطيع الحصول على أي شيئ ، رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بالسابق بسبب انهيار العملة الوطنية". وأردف" حتى الغاز المنزلي الذي أصبح حلما في بعض مناطق اليمن نتيجة انعدامه، متوفر بشكل كبير في مدينة تعز، رغم الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين". ولفت إلى أن العديد من النازحين من المدينة عادوا إليها بعد تحسن الجانب الأمني، وهو ما ضاعف من أزمة المساكن وارتفاع إيجارها نتيجة زيادة الطلب عليها. تعز وجهة سكان الريف الاستقرار النسبي التي تعيشه تعز، جعلها وجهة لسكان الريف، الذين قرر العديد منهم الانتقال إلى المدينة للعيش فيها، فيما لا زال الهم المعيشي يكدر حياة العديد من المواطنين. وتقول المواطنة اليمنية أم هاني في تصريح لـ (د.ب.أ) إن المدينة باتت تعيش حالة من الهدوء والأمان، على غير ما عهدناه سابقا. وأضافت" كنا بشكل متكرر نسمع عن الانفجارات والاشتباكات في عدة أحياء المدينة، أما الآن فلم نعد نسمع مثل هذه الأصوات المرعبة والمفجعة لنا وأطفالنا". وأوضحت أم هاني، وهي أم لثلاثة أطفال، أن شوارع وأحياء المدينة باتت مكتظة بالسكان، بسبب عودة الأهالي الذين نزحوا إلى الريف سابقا، إلى منازلهم في المدينة. ولفتت بالقول إن" العديد من الأسر باتت تعيش نوعا من السعادة وتتجمع بشكل متكرر لدى أقاربها في المدينة، وكأن الواقع بعيد عن ظروف الحرب". وشكت من أن الظروف المعيشية الصعبة، لا زالت كابوسا مزعجا للكثير من الأسر في مدينة تعز، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، رغم التغيير الإيجابي في عاصمة الثقافة اليمنية. وعبرت عن أملها في انتهاء الحرب في بلادها، وعودة جميع السكان النازحين إلى بلادهم، وبدء مرحلة التعافي في مختلف أرجاء اليمن. إجراءات حققت الأمان ما تشهده تعز حاليا من واقع إيجابي، جاء بسبب اتخاذ عديد من الإجراءات من قبل السلطات المحلية هناك، إضافة إلى طابع سكانها المحب للنظام والثقافة والبعد عن الصراعات. وفي هذا الجانب، يقول العقيد عبدالباسط البحر المتحدث باسم قوات الجيش واللجنة الأمنية في تعز، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إن السلطات الحكومية في المحافظة عملت على اتخاذ عديد من الإجراءات المهمة التي أدت إلى وصول المدينة إلى الاستقرار والأمان. وأضاف" قامت القوات الحكومية خلال الأشهر الماضية، بحملات أمنية وطهرت عدة أحياء من العناصر الخارجة عن النظام والقانون واعتقلت عديدا منهم، وهو أمر ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في تعز وإنهاء مشكلات الاغتيالات". وأضاف أن السلطات المحلية، دعت المواطنين إلى العودة إلى منازلهم خصوصا في الأحياء التي كانت تشهد فوضى بسبب انتشار عناصر خارجة عن النظام والقانون، وتم بعدها افتتاح عديد من المؤسسات والمقرات الحكومية والأهلية. وتحدث بأن 90% من الشؤون الأمنية تم ضبطها مؤخرا، وتم افتتاح مراكز الشرطة لحل مشكلات المواطنين وتوطين الأمن. وأفاد أن المدينة أصبحت مكتظة بالسكان واستقبلت مواطنين كثر من أرياف المحافظة ونازحين من محافظة الحديدة، وأصبحت وجهة لليمنيين بسبب أمنها. وأضاف أنه" تم افتتاح عديد من المتنزهات سواء داخل المدينة أو على مشارفها وخارجها، وهو ما لم يكن موجودا منذ أكثر من ثلاث سنوات في ظل الحرب". واختتم بالقول" مدينة تعز أصبحت تنعم بالهدوء والاستقرار والسكينة والحياة الطبيعية".

أمل اليريسي
الخميس 22 نونبر 2018