نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الخنازير البرية لا تفهم أسباب تقديم الألمان للساعة وتأخيرها




هامبورج - بيرنهارد شبرينجل - ­يؤكد علماء الأحياء أن الخنازير البرية حيوانات ذكية. ومع ذكاء هذه الحيوانات إلا أنه ليس من بينها خنزير واحد يستطيع فهم سبب تأخر أولى السيارات التي تجتاز منطقتهم بسرعة لمدة ساعة بدءا من الاثنين المقبل.


تتزايد أعداد الحوادث التي تتعرض لها الحيوانات البرية على الطرق الألمانية في الخريف. ولكن الخبراء يتوقعون تزايد احتمالات وقوع مثل هذه الحوادث على الطرق الألمانية التي تتخلل الغابات إثر بدء التوقيت الشتوي في ألمانيا وتأخير الوقت لمدة ساعة بدءا من يوم الأحد المقبل.

وقال عالم الأحياء الألماني يوليان هايرمان إن الحيوانات البرية تتمتع بذاكرة جيدة فيما يتعلق بالوقت. وأشار هايرمان، عضو الاتحاد الألماني لحماية البيئة، إلى أن الحيوانات البرية تختفي في مخابئها بعيدا عن خطر الإنسان نهارا ثم تخرج منها عشيا في نفس الساعة كل يوم بحثا عن الغذاء. وغالبا ما تكون هذه المخابئ في حقول الذرة التي تتوفر فيها كميات كبيرة من الغذاء حتى بعد الحصاد. أضاف هايرمان:"مع بدء ساعات الذروة في المواصلات تكون الخنازير البرية قد بدأت بالفعل رحلة البحث عن طعام".

وحسب بيانات رابطة حماية الصيد في ألمانيا فإن 27 ألف خنزير بري قتل في حوادث على الطرق الألمانية في موسم الصيد الماضي الذي بدأ من آذار/مارس عام 2008 وانتهى في نيسان/أبريل 2009. وتؤكد الرابطة أن هذا الرقم هو الأعلى في تاريخ حوادث الحيوانات البرية في ألمانيا.

كما نفقت نحو 200 ألف غزالة عقب اصطدامها بسيارة. ويسجل مكتب الإحصاء الألماني وقوع نحو ثلاثة آلاف حادث اصطدام بخنزير بري سنويا يؤدي إلى إصابة البشر. وقال تورستن راينفالد المتحدث باسم رابطة حماية الصيد:"اعتدنا على حدوث أكبر عدد من الحوادث في موسم الخريف وسيزيد هذا العدد مع تأخير الساعة". ورأى ممثلون عن نادي السيارات الأوروبي "ايه سي إي" أن الطرق أصبحت "مقبرة للحيوانات البرية".

وأحد أسباب هذا التطور حسب بعض الخبراء هو تزايد أعداد الخنازير البرية بشكل هائل حيث تقدر أعدادها حسب راينفالد بنحو 5ر2 مليون خنزير في الغابات والحقول الألمانية مع تزايد أعدادها في المساحات الخضراء القريبة من المدن. ولا يمثل حصول الخنازير البرية على غذائها مشكلة لها فغذاؤها متوفر في كل مكان وذلك في ضوء حقيقة أن 27% من جميع مساحة ألمانيا مغطاة بحقول الذرة أو القمح وغيره من المزروعات. كما تجذب أكوام السماد العضوي أمام الحدائق الخاصة هذه الخنازير وتمثل لها طعاما شهيا.

بل إنه يقال إن هناك هواة لتربية الحيوانات في برلين يحملون غذاء لهذه الخنازير إلى الغابة. وخلافا للغزلان والأيل فإن الخنازير البرية يمكن أن تلد مرتين، في كلة مرة ثمانية خنازير، إذا وجدت طعاما كافيا. وانتقد اتحاد حماية البيئة تزايد إنشاء الطرق التي تجتاز البيئة التي تعيش فيها الحيوانات وتصبح بمثابة حاجز ثابت أمام هذه الحيوانات.

وأكد الاتحاد على أن تجول الحيوانات البرية من منطقة لأخرى مفيد من الناحية البيولوجية وذلك حتى يحدث تمازج واختلاط في أجناسها مما يؤدي إلى تحسين سلالاتها. وطالب هايرمان بإعادة توصيل المناطق التي تعيش فيها الحيوانات البرية ببعضها البعض بحيث لا يفصل بينها طريق وكأنه حاجز تنتهي عنده حيوانات كل منطقة.
ورأى هايرمان أن بناء جسور تصل الحيوانات البرية بعضها ببعض ورعاية هذه الجسور له فوائد كبيرة ويستحق ما ينفق فيه من أموال وذلك إذا أخذت في الاعتبار النفقات التي تتكبدها شركات التأمين لتعويض المتضررين من الحوادث التي تكون فيها الحيوانات طرفا. كما دعا نادي السيارات الألماني "آ دي آ تسيه" إلى "التعايش الجيد" بين سائقي السيارات و الحيوانات البرية.

غير أن بناء الجسور والأنفاق التي تسهل عبور الحيوانات من ناحية لأخرى أصبح صعبا في ألمانيا في ضوء عدم توفر المال لدى الجهات المعنية حسبما أوضح كريستيان شيفر، خبير نادي السيارات الألماني الذي أشار أيضا إلى أن هذه الجسور والأنفاق لا تمثل أمانا تاما للحيوانات.

ورغم ذلك فإن هناك علماء يحاولون التوصل لإنشاء هذه الجسور. وهناك خطط لإنشاء سياجات منفرة بالقرب من النقاط المرورية الحساسة. وسيتم وضع روائح كريهة للحيوانات على الأشجار و النباتات التي تمثل حاجزا كثيفا بالقرب من هذه المناطق لدفع الحيوانات على عدم تجاوز هذه النقاط. ولن تكفي بندقية الصيادين وحدها في خفض أعداد الخنازير البرية التي تعترض طريق سائقي السيارات وذلك رغم أن الصيادين الألمان اصطادوا نحو 640 ألف خنزير بري خلال موسم الصيد الماضي أي بزيادة الثلث عن الموسم الذي سبقه حسب اتحاد حماية الصيد.
ومع ذلك فهناك تزايد مستمر في أعداد هذه الحيوانات.

ودعا الاتحاد المزارعين في ألمانيا إلى ترك ممرات في حقول الذرة تسمح للصيادين بتصويب بنادقهم على الخنازير داخل هذه الحقول. كما حث الاتحاد الجهات المعنية على السماح للصيادين بصيد الخنازير البرية حتى في المحميات الطبيعية إذا فرت إلى هذه المحميات.

بيرنهارد شبرينجل
الجمعة 23 أكتوبر 2009