نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


الخيال العلمي أصبح حقيقة بعد الانفجار العظيم




أشهر قليلة مضت على تجربة معجل ( هادرون ) وما تزال بعض الاسئلة التي أثارها عن البقع السوداء والمادة المعتمة وبداية تشكل الكون تنتظر اجاباتها ولا بد ان كل مهتم بالعلم أن يكون قد سجل تاريخ 9 سبتمبر الماضي كتاريخ هام في حياته كما سجل من سبقونا تواريخ التجارب التي غيرت مجرى الحياة على كوكب الارض ، سنفخر يوماً امام الجيل القادم لأننا عاصرنا هذا الحدث العظيم و نذكره كما نتذكراليوم كلا من نيوتن وارشميدس واينشتين ورازرفزرد وماكسويل والعديد من العلماء العظماء ومع اهمية هذه المعاصرة ما يزال هدف تلك التجربة يكتنفه الغموض عند الكثيرين لذا سألت صحيفة الهدهد الدولية المختصين طالبة منهم أن يقدموا تبسيطا مفهوما لتلك التجربة المستمرة التي لن نطلع على نتائجها الكاملة الا بعد عدة أشهر ..


الخيال العلمي أصبح حقيقة بعد الانفجار العظيم
تجربة هدفها إعادة تمثيل النشأة الاولى للكون و بداية التكوين
"لقد صٌمم معجل هادرون الكبير للتصادمات لعمل أشياء لن يتخيلها بناة الأهرام كما أن يتم بنائة الان يمكن مقارنته ببناء الأهرامات " هذه كانت مقولة العالم الأمريكي الفيزيائي بيتر ليمون في معمل فيرمي.
في يوم الأربعاء 9 سبتمبر تمت بنجاح تجربة الانفجار العظيم في جنيف بمنظمة الأبحاث النووية (سيرن) والتي صفق لها العلماء من مختلف أنحاء العالم علي النجاح الذي حققه نظراؤهم من علماء الفيزياء في أوربا وذلك بتشغيل أضخم مشروع عملاق في التاريخ الحديث لاجراء تجارب تهدف الي محاكاة الظروف الأولي لنشأة الكون بعد حدوث (الانفجار العظيم) من ملايين السنين ولقد كانت هذه التجربة من أكبر وأضخم التجارب في تاريخ العلوم حيث أقام علماء من 80 دولة منشأة تحت الأرض تكلفت نحو 9 مليارات دولار بهدف اعادة تمثيل الظروف المواتية لنظرية الانفجار العظيم التي نشأ عنها تكون الكون ، في تاريخ المذكور بدأ علماء من المنظمة الأوربية للأبحاث النووية بتشغيل الآلة العملاقة التي تقوم بتفتيت الجسيمات ، وربما تؤدي التجارب التي تجري باستخدام هذه الآلة الجديدة الي الكشف عن ما تبقي من اسرار طبيعة الجسيمات والاجابة علي جميع الأسئلة المطروحة بشأن الكون، هكذا قال الدكتور روبرت أيمار المدير العام للمنظمة الأوربية للأبحاث النووية.
لقد كانت الخطوة الأولي لهذه الآلة العملاقة هي توجيه حزمة من البروتونات وهي جسيمات ذرية دقيقة موجبة الشحنة ، لتدور في أنبوب الآلة والذي محيطه 27كيلومتر ، في نفق عمقه 100متر تحت الأرض وتسمي هذه الآلة "معجل هادرون الكبير للتصادمات" وقد أكملت حزمة البروتونات دورتها الأولي في تمام الساعة التاسعة والنصف بتوقيت جرينتش من اليوم المشهود وسط هتافات العلماء، حيث علق مدير المشروع د. لين " انها لحظة خيالية ووهمية ، يمكننا الآن التطلع الي عصر جديد لفهم بداية نشأة الكون "
ما هو معجل الهادرون الكبير ؟
كلمة معجل معناها مسرع وهي الآلة التي تعطي سرعة خيالية للجسيمات تقارب سرعة الضوء ، أما كلمة الهادرون فهي كل جزيئ في الذرة يحتوي جزيئات اصغر وتحمل جزء صغير من الشحنة الموجبة و يسمي الكواركز ولذلك كل من البروتونات والنيترونات تسمي هادرون، ومن هنا يكون معجل هاجدرون للتصادمات هو الآلة التي تسرع البروتونات في اتجاه معاكس لتصطدم ببعضها البعض وتتحطم ليحدث الانفجار العظيم. و قد أٌنشأت هذه الآلة العملاقة لدراسة تصادم الجسيمات الدقيقة وبالفعل قد سجلت أجهزة الكومبيوتر تفاصيل التجربة بالتفصيل، وسيقوم نحو عشرة آلاف عالم فيزيائي من 80 دولة في جميع أنحاء العالم بتحليل كافة تلك المعطيات والمعلومات المسجلة للوقوف علي بعض أسرار الكون، تحتوي هذه الآلة علي نوعين من الكواشف لدراسة ومتابعة حركة البروتونات اثناء مسارها حتي الاصطدام والتفتت ، النوع الأول يسمي كاشف أطلس وحجمه كحجم حجرة كبيرة ، أما النوع الثاني يسمي كاشف سي ام اس ويحتوي معظمه علي عنصر الحديد ويزن ضعف وزن كاشف أطلس وكميات الحديد به أكثر من تلك التي يحتويها برج ايفل.
أسئلة حار فيها العلم
وقد كانت الأسئلة العلمية التي لم يكن لدي علماء مركز أبحاث سيرن أي اجابه عليها عند حدوث الانفجار العظيم هي: كيف كان الكون في بداية نشأته؟ ما الذي يجعل الأشياء لها كتلة؟ لماذا تكون معظم تلك الكتل مخفية ؟أين ذهبت المادة المضادة ؟الاجابة علىتلك الاسئلة تحتاج الى جهد أكثر من 10000 عالم فيزيائي علي دراسة نتائج هذا الانفجار، ويقول استاذ الفيزياء النظرية بمركز الأبحاث (سيرن) جون إليس ان معجل هادرون الكبير هو أعظم ميكروسكوب تم بناؤه حتي الآن وعن طريقه يمكن استكشاف التركيب الداخلي للمادة بمقياس أقل 10مرات من الطرق المتاحة حتي هذه اللحظة ، كما وانه يعتبر أقوي وأعظم تليسكوب تم بناؤه حتي الآن حيث يمكنه استكشاف داخل الأشياء أكثر من خارجها، نحن نعلم ان الطرق التي تمت بتفاعل الجزيئات الألية مع بعضها البعض قد حكمت الكون الأولي ولكن بواسطة معجل الهادرون الكبير نستطيع دراسة اعادة تخليق المركبات الموجودة في الكون عندما بدأت تتكون في كسور من الثانية الشئ الذي لايمكن للميكروسكوب الضوئي أن يفعله.
وحتي يٌطمئن المعارضين من العلماء الفيزيائيين قال الدكتور جون إليس إذا نتج عن معجل هادرون بعد التشغيل البقع السوداء الميكروسكوبية فقد تكون مثيرة بدرجة هائلة ولن تشكل أي خطورة علي المكان، وقد عارضه بشدة أحد العلماء البريطانيين قضي أكثر من نصف حياته في مركز الأبحاث (سيرن) في دراسة المادة المظلمة وجميع النظريات العلمية لكل شئ في الكون حيث قال " ان مجرد انطلاق المعجل في التشغيل فإنه يتوقع إما ان تكون كل النظريات المدروسة عن الكون حقيقة مادية وإما أن تؤدي الي نهاية وموت العلم، ويقول العالم جون إليس " بالإتجاه النظري قد يكون هذا من الاحتمالات الأكثر تشوقا لأنه يٌعني أنه يجب علينا أن نمزج جميع كتبنا السابقة منذ 45 عاما ونبدأ من الخدوش "
. وتؤكد منظمة الأبحاث النووية الأوربية علي أن الآلة آمنة تماما ولا صحة لهذه المخاوف حيث أنها ليست مبنية علي أي أسس علمية، ي الأسابيع المقبلة سيتم إرسال حزم البروتونات في كلا الجانبين في وقت واحد لاحداث تصادمات عالية السرعة . ويترقب العلماء في أنحاء العالم وصول بيانات خاصة بتصادم هذه الجسيمات المتناهية في الصغر ، والتي من احتمالاتها أنها ستؤدي الي تكون المادة , وهو ما يبحث عنه العلماء وما يثبت صحة النظرية التي تتحدث عن وجود الجسيم الأولي الافتراضي الذي يعرف باسم "هيجز بوزون" . الأرضية برمتها.
وتشرف منظمة الأبحاث النووية الأوربية (سيرن) علي هذا المشروع حيث يحتوي النفق الذي صمم علي شكل حلقة علي أكثر من 1000 مغناطيس اسطواني وضع من بداية النفق الي نهايته ، ومهمة هذه المغناطيسات توجيه وتغيير مسار حزمة الجسيمات الدقيقة التي تنطلق بسرعة تقارب سرعة الضوء. وتدور الحزمة حول الحلقة من داخلها 11000 دورة تقريبا في الثانية الواحدة . ويدرس العلماء اصطدام هذه الجسيمات في مواقع توضع فيها أربعة مجسات استشعار الهدف منها التعرف علي أدق مكونات الذرة . وربما تستطيع تجربة سيرن أن تزيح الستار عن المادة المعتمة ، وضد المادة ، وأيضا الأبعاد المخفية للمكان والزمان .

حسين غريب
الخميس 12 مارس 2009