
عناصر من الأمن السوري ينتشرون في أرياف السويداء الغربية عقب توترات أمنية - 14 تموز 2025 (وزارة الداخلية السورية)
وقال بيان لرئاسة الجمهورية السورية، مساء الجمعة 18 من تموز، إنها سترسل قوات فض الاشتباكات وحل النزاع، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى “تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت”.
ودعت الرئاسة في بيانها جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب “صوت العقل”، مؤكدة أنها تبذل “جهودًا حثيثة” لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات، وفق وصفها.
كما دعت السوريين ممن وصفتهم بـ”أهل الحكمة والمسؤولية” إلى التكاتف من أجل تجاوز هذه المحنة، ونبذ دعوات التصعيد، والعمل معًا لحماية النسيج الاجتماعي.
وبحسب الرئاسة، ينطلق موقفها من مبدأ الحرص على السلم الأهلي، لا منطق الانتقام، وفق تعبيرها، مشددة على أنها لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر.
حشود عشائرية
يأتي بيان الرئاسة بعد ساعات من أحداث دامية شهدتها السويداء، من اشتباكات وانتهاكات متبادلة بين فصائل محلية موالية لرئيس الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، ومقاتلين من عشائر البدو الموجودة في السويداء.التوترات أعقبها تحشيد لعشائر سورية، بعد نداءات أطلقها عشائر البدو في السويداء بسبب اختطاف فصائل محلية لمدنيين من البدو، بالمقابل أسفر هجوم مسلحي العشائر عن حرق ودمار البيوت، كردّ فعل انتقامي.
وبحسب مراسل عنب بلدي، وصلت أرتال كبيرة من مقاتلي العشائر من شمال شرقي وغربي سوريا إلى محيط مدينة السويداء للمشاركة في القتال، فيما لا تزال بعض الأرتال بالقرب من العاصمة دمشق.
الرئاسة قالت إنها تابعت بـ”قلق بالغ وأسف عميق” ما يجري من أحداث دامية في الجنوب السوري، والتي جاءت نتيجة تمدد مجموعات مسلحة تصفها بالخارجة عن القانون، مضيفة أنها (الفصائل المحلية) اتخذت من السلاح وسيلة لـ”فرض الأمر الواقع” وعرضت حياة المدنيين، من أطفال ونساء وشيوخ، للخطر المباشر.
وأدانت ما أسمته الهجوم على العوائل الآمنة، وترويع الأطفال والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم.
وبدأ جهاز الأمن الداخلي بحشد قواته بمدينة درعا المحاذية للسويداء، منذ صباح اليوم، بحسب مراسل عنب بلدي، مشيرًا إلى أن وجهة الحشود الأمنية غير معروفة.
وبدأت التوترات بين الجانبين عقب عملية خطف متبادل بين عشائر البدو وفصائل محلية في السويداء، تطورت فيما بعد إلى اشتباكات، استدعت دخول عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع، إلا أن الأخيرتين تلقتا هجومًا مضادًا من الفصائل المحلية، بالرغم من اتفاقية مع الوجهاء، بعد ورود أنباء عن انتهاكات ارتكبتها العناصر الحكومية.
وتلقى عناصر وزارتي الدفاع والداخلية ضربات إسرائيلية استهدفتهم داخل السويداء وفي مناطق أخرى، ما استدعاهم إلى الانسحاب منها وتسليم الملف الأمني إلى الفصائل.
تعتبر الضربات الإسرائيلية بمثابة تحذير للحكومة السورية بعدم الاقتراب من محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
وافقت إسرائيل على دخول “محدود” للقوات الحكومية إلى محافظات السويداء، جنوبي سوريا خلال الـ48 ساعة المقبلة، بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة بين فصائل محلية تنتمي للطائفة الدرزية ومقاتلين من أبناء العشائر.
ونقلت وكالة “رويترز”، الجمعة 18 من تموز، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه أن إسرائيل وافقت على دخول القوات الحكومية إلى السويداء، خلال اليومين المقبلين.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل وافقت على دخول محدود لجهاز الأمن الداخلي، في ضوء ما أسماه “عدم الاستقرار المستمر” وبعد أيام من “إراقة الدماء”.