نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


السوريين الهاربون من جحيم الحرب يصلون قطاع غزة الذي يضيق بساكنيه




غزة - عماد الدريملي - تمكن شابان سوريان نزحا بفعل الحرب والصراع الداخلي في بلدهما من كسب ود سكان قطاع غزة من خلال عملهما في مطعم محلي يتخصص في سابقة هي الأولى من نوعها في القطاع الساحلي، بتقديم المأكولات الشامية والتركية.


السوريين الهاربون من جحيم الحرب يصلون قطاع غزة الذي يضيق بساكنيه
وبعد أن هاجر كل من وريف يزبك /34 عاما/ وأنس آغا /28 عاما/ من مسقط رأسهما في مدينة حلب السورية بفعل الصراع الدموي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عامين، لم يخطر لهما أن يستقرا في غزة ويجدا فيها الاستقرار.
 
إذ ساقت رحلة النزوح وريف وأنس من تركيا إلى مصر ومنها إلى قطاع غزة بفضل عرض من صاحب مطعم جديد للعمل فيه.
 
ويقول محمد البدرساوي صاحب مطعم "أزمير" إنه وجد في الشابين السوريين فرصة نادرة لإدخال أنماط جديدة من فن الطهي إلى قطاع غزة والترويج للأكلات السورية والتركية فيه.
 
 
ويشير البدرساوي، إلى أنه لا يتعامل مع وريف وأنس كمجرد موظفين لديه، إذ يؤمن لهما السكن وظروف الحياة الكريمة انطلاقا من تضامن الشعب الفلسطيني مع شقيقه السوري في محنة الصراع الداخلي الذي يعانيه.
 
 
ويوفر ذلك لرواد مطعم أزمير فرصة التمتع بأشهى المأكولات السورية من "شيش برك" و"السلبين" و"أصابع الصنوبر" مرورا بأنواع "الكبة" المختلفة ومقبلات "التبولة" و"بابا غنوج" و"المسبحة" ونهاية بحلويات "بالوظة" و"البرازق" و"البلورية" و"البوظة السورية".
ويقول وريف وأنس أنهما وجدا في غزة في ظل حنينهما الدائم للعودة إلى وطنهما، وطنا مؤقتا فيه تتشابه بعض الملامح مع مدن الشام وفيه كذلك من الألفة والهم المشترك بين الشعبين ما يجعل منها مدينة قابلة للحياة وتحصيل الرزق.
 
 
ويقول وريف الذي يتولى إعداد الوجبات في مطعم أزمير، إنه واجه رحلة نزوح قاسية منذ خروجه من مدينته حلب عمل خلالها لبضعة شهور في كل من تركيا ومصر دون أن يجد فيهما الاستقرار اللازم.
 
 
ويشير وريف إلى أنه لم يدر بخلده يوما مجرد التفكير بالسفر إلى غزة لاعتقاده أن رحلة كهذه تحمل "مجازفة كبيرة" في ظل ما يواجهه القطاع منذ سنوات من العنف والحصار الإسرائيلي.
 
 
ويضيف أنه فور دخوله غزة سرعان ما بدد الصور المكرسة من الإعلام لديه عن غزة لينتابه الإحساس بجمال المدينة الذي أعاد إلى ذاكرته ومخيلته صورا كثيرة في أنحاء من سورية لا سيما في مدينة اللاذقية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط .
 
 
ويعمل وريف الحاصل على مؤهل الجنرال شيف كطاهي محترف في إعداد أشهر المأكولات الشرقية والغربية.
 
 
وهو بات يحظى بتحية خاصة من رواد المطعم في غزة الذين يعبرون عن انبهار بمذاق المأكولات السورية والتركية الشهية.
 
 
ومثل مطعم أزمير فرصة جديدة من القدر حتى يتزامل وريف وأنس بمحض الصدفة مجددا بعد أن عملا سابقا معا في مطعم شهير بمدينة حلب السورية.
 
 
ويعمل أنس الذي تعلم فن الديكور والفندقة، كمدير لمطعم "أزمير" واضعا فيه بصمة هندسية في التصميم ممزوجة بأسلوب التعامل الشامي الرفيع.
 
 
ويعرب أنس عن سعادته الغامرة بالإقامة والعمل في غزة " حيث أشعر أني في وطني وبين أهلي بفضل تعامل الناس الرائع هنا وتسهيلهم اندماجنا في الواقع الجديد ".
 
 
ويشير أنس إلى أن الحياة في غزة تتقاطع في كثير من ملاحمها وعادات سكانها مع الحياة في حلب بخلاف مدن أخرى "تشعر زائريها و القادمين إليها بأنهم غرباء" .
 
 
وكان الشابان السوريان التقيا بشكل منفصل مع صاحب المطعم الفلسطيني في غزة الذي أقنعهما بتجربة العمل لديه قبل أن يهربهما إلى القطاع الساحلي عبر أنفاق التهريب.
 
 
ويقول أنس إن رحلة الوصول إلى غزة شكل تجربة فريدة من المخاطرة خصوصا في ظل نزوحه من واقع الحرب والدمار الذي تعيشه بلاده.
 
 
وكتعبير عن سعادته واستقراره في غزة يقول أنس إنه يحاول الآن تأمين وصول خطيبته من سورية إلى القطاع حتى تستقر معه ويشكل دفعة له من قلقه الدائم على مصيرها والصعوبة الشديدة التي يواجهها في التواصل معها ومع عائلته.
 
 
وكان الكثير من السوريين واللاجئين الفلسطينيين فروا من سورية بعد أحداث العنف التي اندلعت بين الجيش السوري النظامي والمعارضة السورية في مارس عام 2011 إلى لبنان ومصر وعدة دول أخرى خشية من الحرب الداخلية التي أودت بحياة الآلاف.
 
ويقيم نحو 472 ألف فلسطيني في 12 مخيما في سورية إلى جانب 120 ألفا آخرين خارج المخيمات رصدت إحصائيات فلسطينية مقتل أكثر من 900 منهم منذ بدء الاضطرابات.
 
 
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا إن نحو نصف اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سورية نزحوا من هناك بفعل الصراع الداخلي فيها.
 
وتقول مصادر في غزة إن مئات اللاجئين الفلسطينيين وصلوا غزة خلال الشهور الأخيرة هربا من واقع الصراع في سورية وبعضهم يرافقهم سوريون لم يجدوا ملاذا أمنا يستقرون فيه.
 
وبهذا الصدد يقول رئيس دائرة شؤون اللاجئين في غزة عصام عدوان، إن أكثر من 400 شخص فروا من سورية واستقروا في قطاع غزة خلال العامين الماضيين.
 
 
ويضيف عدوان "لا يمكن أن نرفض دخول الفارين من سورية إلى قطاع غزة لأن القطاع جزء من وطنهم ومن حقهم العودة إليه على الرغم من صغر مساحته والحصار الإسرائيلي المفروض عليه وقلة موارده".
 
 
ويشير إلى أن قطاع غزة الذي وصل عدد سكانه إلى ما يقارب مليون و 750 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز 360 كيلو مترا "لن يكون قادرا على استيعاب أعداد ضخمة من اللاجئين الفارين من سورية".
 
 
وبينما يضيق قطاع غزة بسكانه فإنه بالنسبة للفارين إليه يكتب قصة من وجع اللجوء وحنين العودة ممزوجة بالإصرار على الحياة وتحدي المصاعب.

عماد الدريملي
الاربعاء 31 يوليوز 2013