نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


السيارات الكلاسيكية شغف لا ينتهى عند الشباب الكويتي






الكويت - أحمد المصري - من المعروف عشق الشباب للسيارات الرياضية لتميزها بأشكال ملفتة للنظر وسرعتها الفائقة، لكن بعض الشباب الكويتي استهواه نوع آخر من السيارات وهي السيارات الكلاسيكية، حيث دائما ما يجتمع ناصر ورفاقه في أحد الأماكن العامة على شارع الخليج ويستعرض كل منهم سيارته التي تمثل له الكثير.


 
و السيارات الكلاسيكية هي الموجودة قبل حوالي 25 إلى 30 عاما تقريبا، أي في سبعينيات القرن الماضي، وهناك أيضا سيارات "فينتج" وهي أقدم من السيارات الكلاسيكية وقد يعود هذا النوع إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. في البداية قال ناصر الشمالي مؤسس فريق "q8 hotrod club" لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) : أقوم مع بعض رفاقي دائما بعمل تجمعات شبابية في أماكن عامة لعرض هذه السيارات وتبادل الخبرات حول قطع غيار كل سيارة وقد تكون هناك عمليات بيع وشراء سواء للسيارات أو زينتها أو حتى قطع الغيار، وأيضا تبادل بعض المشاكل التي قد تواجه صاحب السيارة خصوصا مع ندرة هذه السيارات فقد يصعب على مالكها إصلاحها من دون استشارة أحد الرفاق الذين كانوا يمتلكون مثل هذا النوع من السيارات. ويأتي تجمع هؤلاء الشباب بعيدا عن أندية السيارات الحكومية التي دائما ما تمثل أنشطة رياضية لكنها دائما ما تكون في مسابقات رسمية. وطالب الشمالي مؤسسات الدولة برعاية مثل هذه النوعية من الهوايات التي تستهوي العديد من الشباب الكويتي مثلما يحدث في دول مجاورة مثل السعودية وقطر والامارات، مشيدا بالدعم الذي تقدمه الامارات والسعودية وقطر لمثل هذا النوع من السيارات حيث يأتي الدعم بصفة رسمية من خلال مؤسسات حكومية تتولى هذا الأمر، وقد شارك ناصر وبعض أعضاء الفريق في مسابقات رسمية في دول الخليج المجاورة.

وعن أسعار السيارات الكلاسيكية كشف الشمالي أن سعر مثل هذا النوع من السيارات يتوقف على ندرتها، فهناك سيارات نادرة وهناك أيضا سيارات أصلية مثلما صنعت في الوكالة، أيضا هناك سيارات معدلة وتم إضافة العديد من الزينة وقطع الغيار إليها، ولعل سيارات الستينيات والسبعينيات التي تتميز بمكائنها الكبيرة مثل "كرايسر ودودج والشفرولية" هي الأعلى سعرا بين السيارات الكلاسيكية.

وعن أسعار السيارات المتداولة بين الشباب الكويتي قد يتراوح سعرها ما بين 3 آلاف دينار إلى 40 ألف دينار، ( الدولار = 302 فلس ) مشيرا إلى أن هناك سيارات كلاسيكية من أنواع أخرى تصل أسعارها إلى ما يزيد عن مليون دينار .

وأوضح الشمالي أن الهدف الأساسي من عرض السيارات في مثل هذه التجمعات بين الشباب ليس الربح أو التجارة كهدف رئيسي بل الأهم هو تبادل الخبرات، وأيضا تبادل قطع الغيار باعتبارها نادرة، مضيفا أن معظم الشباب الذين يمتلكون مثل هذه الأنواع من السيارات يقومون بأعمال الصيانة لسياراتهم الخاصة بأنفسهم.

بدوره قال عبدالله أحد أعضاء الفريق: ورثت حب السيارات الكلاسيكية عن والدي، فأقوم بتعديل السيارة بنفسي وتركيب قطع الغيار التي تتطلبها وأيضا الزينة التي تحتاجها ، فأنا وأخوتي قمنا بإنشاء ورشة كبيرة في سرداب المنزل حوالي 1000 متر وقمت بتصنيع مجسم على هيئة محطة بنزين.

وأضاف عبدالله الذي يمتلك حوالي خمس سيارات كلها من موديلات الستينيات والسبعينيات، منذ نشأتي وأنا أعمل في مجال السيارات الكلاسيكية، فأقوم بتبديل القطع وتصليحها، وقال "حين اختياري لسيارة لشرائها قد أختار السيارة القديمة والتي تحتاج إلى الكثير من العمل لأن سعرها يكون في المتناول وحين أقوم بإصلاحها كما يجب فيكون سعرها مضاعفا، أما إذا اشتريت سيارة لا تحتاج إلى تصليح أو تعديل فتكون حركتها في البيع والشراء ليست مجدية".

من جانبه قال مسؤول العلاقات العامة في فريق "q8 hotrod club" جراح الشمري والذي يبلغ من العمر 40 عاما : "من الصغر ولدي شغف كبير بالسيارات، ولكن كان اتجاهي نحو الدراجات النارية نظرا لصغر سني، ثم بدأت أحضر السباقات باستمرار وأزور رابطة الفريق وانضممت إليهم، وحينما أتممت سن السابعة عشر أسرعت باستخراج رخصة قيادة، وكانت أول سيارة حصلت عليها من الصناعة اليابانية (ZX .280 ) من موديل 1980، ولكن مع تعمقنا في مجال السيارات الكلاسيكية أصبحنا نتجه إلى السيارات الأميريكية لأنها تتسم بكبر حجمها وشكلها القوي ومكائنها الكبيرة ويطلق عليها اسم (Muscle Cars)".

وأكثر ما يعجب جراح ورفاقه هي قوة هذه السيارات ومتانتها بالإضافة إلى جميع تفاصيلها، فنستطيع إدخال زيادات كبيرة عليها، فنحولها من حالة الوكالة إلى الشكل الذي أرغب أن تكون عليه سياراتي، فنقوم بتغيير الإطارات، كل شخص حسبه ذوقه، فهناك بعض الشباب يحب أن تكون الإطارات عريضة وشباب آخر يحب أن تكون كلاسيكية.

واشار إلى أنه يستطيع كل شخص أن يعدل الشكل الداخلي للسيارة والقيام بأعمال الديكور والزينة وكأنه بيته الداخلي، لكنها تحتاج إلى تكاليف عالية نظرا لندرة هذا النوع من السيارات، فتجد قطع الغيار نادرة ومن الممكن أن يتم استيرادها بالقطعة الواحدة من الخارج يضاف إليها مصاريف الشحن، لذلك تكون حركة السيارات الكلاسيكية بطيئة في البيع والشراء، وغالبية الشباب الذين يحبون هذا النوع من السيارات يستمتعون بكونها هواية وليست تجارة، موضحا أن هناك بعض التغييرات التي قد تكون مخالفة لقوانين المرور حيث يتم توخى الحذر في هذه الأمور والقيام باستصدار تراخيص من المرور، وموافقات على بعض الأمور التي تحتاج موافقة وزارة الداخلية مثل تغيير لون السيارة أو ما شابه ذلك.

وبسؤاله عن كيفية اقتناء سيارة من هذا النوع أوضح جراح أن "هذه السيارات حاليا تعتبر تجارة ناجحة في بعض الدول الغربية لأنها تصنف تحت بند المقتنيات النادرة و "الأنتيك" والأشياء الأثرية، لذلك تكون مهمة الحصول على سيارة كلاسيكية ليست بالمهمة السهلة وتحتاج إلى الكثير من البحث، فعلى سبيل المثال هناك سيارات إذا رغبت في اقتنائها تحتاج لعام أو أكثر، فأقوم بالبحث عبر الانترنت في العديد من البلاد حتى أحصل على ما أحتاجه، ولكن البحث أصبح الان أكثر سهولة عن طريق مواقع مختصة في هذه النوع من السيارات بالإضافة إلى وجود مزادات، مبينا أن تكاليف اقتناء السياراة من خارج الكويت مرتفع مقارنة باقتنائها من داخل الكويت.

ويمتلك جراح وأعضاء الفريق سيارات عادية للاستعمال الشخصي في حياتهم اليومية، أما السيارات الكلاسيكية فاستعمالها يكون بشكل أسبوعي أو شهري وذلك للمحافظة عليها.

وختم جراح حديثه قائلا" نسعى لتوصيل رسالة وثقافة للجمهور وتغيير المفاهيم باعتبار هذه السيارات من المقتنيات النادرة وليست سيارات قديمة كما يشيع البعض لكنها تحفة نادرة وستمثل استثمارا قويا في المرحلة القادمة، مبينا أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب الكويتي على هذا المجال.

أحمد المصري
السبت 20 يناير 2018