نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الطفل الهولندي المعجزة لوران يسعى للحصول على بكالوريوس الهندسة




أمستردام – بمجرد توقف المصعد يسرع لواران خارجا، ويعدو هذا الصبي القادم من أمستردام ذي الشعر الأسود المجعد على الممر الطويل، ويتوقف أمام باب زجاجي ويحدق من خلاله في أنحاء الغرفة ثم يندفع داخلا، ويصيح "أهلا، أنا هنا".


ولم يعتد البروفسور بيتر بالتوس على أن يلقى تحية من طلابه بهذا القدر من الحماس، غير أن لوران لا يعد تلميذا عاديا. فهذا الصبي الذي عاش في كل من بلجيكا وهولندا على وشك الدخول في الامتحانات النهائية للحصول على درجة البكالوريوس من جامعة إيندهوفن للتكنولوجيا، وكونه غير عادي يرجع إلى أنه في التاسعة من عمره. وانتظم لوران في دراسة هندسة الكهرباء بهذه الجامعة الشهيرة الكائنة بالمنطقة الجنوبية الشرقية من هولندا منذ صيف 2018، وليس ثمة شك في أنه يواصل دراسته بكل حماس وسعادة وتألق. واعتاد الطلاب الآخرون على حقيقة أنهم يجدون أنفسهم أحيانا، واقفين بجوار طفل يقوم بلحام قطعتي حديد أثناء الدروس في المختبرات. وهذا الطفل النابغة الذي يبلغ مقياس ذكائه 145 درجة، أكمل دراسته بالمدرسة في بلجيكا في صيف 2018، وبدأ بعد ذلك بفترة دراسته الجامعية في إيندهوفن. ويطلق عليه البعض وصف العبقري أو الطفل المعجزة، وشبهته التقارير الإعلامية بالفعل بالفيزيائي العملاق الشهير ستيفن هوكينج، وأيضا بالعالم السوبر روبرت أينشتاين. ويقول لوران وهو يهز كتفيه بلا مبالاة "إنني لا أعير اهتماما لهذه الأوصاف والتصنيفات". غير أن أمه ليديا سيمونز لها رأي آخر حيث تقول "إن الأمر يختلف عندما يخبرك أصدقاؤك بأنك رفيع الذكاء، فهذا يجعلك تشعر بالفخر". وتظهر على وجه الصبي ابتسامة عريضة. ويريد لوران أن يتعلم معارف كثيرة، وأساسا عن التكنولوجيا والعلوم الطبيعية، ويعترف بأنه لا يستمتع بالمعارف المتعلقة بالمجالات الثقافية، وعلى سبيل المثال لا يحرص على حضور دروس تعلم اللغات، وفي هذا الصدد يقول "إنني اضطر في هذه الدروس إلى قراءة كثير من الكتب والروايات، وأنا لا أحب قراءتها كثيرا". وأدى نبوغ الصبي إلى قلب حياة والديه رأسا على عقب، وفقا لما يقوله أبوه ألكسندر الذي يوضح قائلا "إننا نقود سيارة كهربائية الآن بدلا من سيارتنا القديمة التي كانت تسير بمحرك ديزل"، ويرجع السبب في ذلك إلى اهتمام الابن بحماية البيئة، بل يمتد الأمر إلى أكثر من ذلك حيث لم يعد الأبوان يسافران بالطائرة لتمضية عطلتهما في منزلهما بإسبانيا كما كان يحدث من قبل. ويبدو لوران سعيدا للغاية بكل هذه الأحوال، ويقول بثقة "في وقت ما ستكون هناك حلول تقنية لمشكلة التغيير المناخي، ويجب أن نضخ استثمارات كبيرة بمعدلات أكبر في مجال الأبحاث والتكنولوجيا". وينتقي لوران كلماته بعناية، فهو لا يريد أن يعتقد الناس أنه نضج قبل أوانه، وهو ليس كذلك بل هو مجرد شخص نافد الصبر. ويستطيع الصبي حقا أن يتعلم بسرعة مدهشة، ففي غضون أسبوع واحد استطاع التعامل مع كم من المعلومات يستغرق استيعابها عادة من الطلاب ثمانية أسابيع، وهو يحصل على تعليم خاص بالجامعة ثم يحمل المواد التعليمية معه إلى المنزل لدراستها بمفرده، ثم يخوض الامتحانات في أيام الجمع. ويقول البروفسور بالتوس عن دراسة الصبي "إنها مغامرة، غير أنها تمثل درجة كبيرة من المرح، واعتاد بالتوس التدريس لعدد من الطلاب النابهين للغاية، ويصف لوران بأنه "يعادل في ذكائه واستيعابه على الأقل ثلاثة أمثال قدرات هؤلاء الطلاب النابهين". وأحيانا ينسى البروفسور أن تلميذه لا يزال طفلا، ويتذكر أنه في أحد الأحيان لم يستطع الصبي أن يجذب كابلا في المختبر، ويعلق بالتوس قائلا "إنه ليس قويا بما فيه الكفاية". واستعدادا لدخول امتحانه النهائي يقوم لوران من خلال مشروع التخرج بتطوير رقاقة إليكترونية دقيقة لقياس ردود الأفعال في المخ البشري، وهو مجال يقول إنه يود أن يجري مزيدا من الأبحاث حوله، ويضيف "إنني أريد أن اخترع شيئا يمكن أن يطيل حياة الإنسان"، مثل الأعضاء الاصطناعية على سبيل المثال. بينما يقول أستاذه بالتوس "إنني آمل أن تكون هذه الاختراعات متعلقة بالموضوع الذي أقوم بتدريسه، وإذا تحقق ذلك فسوف يبقى بهذه الجامعة لفترة أطول". غير أنه من المحتمل أن يواصل لوران دراسته في الولايات المتحدة أو في ألمانيا، ويتم حاليا تفصيل برنامج خاص به ليحصل على درجة الدكتوراه فيما بعد. ولرعاية المسيرة التعليمية للصبي لوران تخلى أبواه عن عملهما كطبيبي أسنان، وأصبحا يسافران من أمستردام إلى إيندهوفن معه ثلاث مرات في الأسبوع في رحلة تقطعها السيارة في ساعتين، فهما يريدان التأكد من أنه باستطاعته التعلم بدون تشتيت للذهن، إلى جانب التأكد من عدم اندماجه أكثر من اللازم في تحصيل العلم. وإلى جانب ذهنه المتقد، يمارس لوران حياته كطفل عادي في التاسعة من عمره ويستمتع باللعب مع كلبيه "سام مي" و"جو" ومشاهدة الأفلام على موقع نيتفليكس. وتضيف أمه بضجر "كما أنه أيضا مثل بقية الأطفال في سنه يشكو من نوعية الطعام". وهنا يرد لوران بابتسامة قائلا "ليس الأمر كذلك على الإطلاق، فأنا اتناول أي شيء تصنعه جدتي".

د ب ا
الاربعاء 27 نونبر 2019