نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


العبور إلى دولة لبنان في عامه الرابع: أهلاً بكم في الدويلة!




بعد شهر وسبعة أيام يحتفل «أولياء أمر» وثيقة «العبور الى الدولة» بعامها الرابع. وعند تقديم «كشف الحساب» بما أنجز، وما لم ينجز منها، يفترض أن تكون عرسال لا تزال في بال «أهل البيال».


يفترض منطقيا، بعد «فترة السماح» التي أعطيت لهذا الفريق لترجمة أقواله الى أفعال، ان يعطي «درسا» لخصومه في «أصول» بناء الدولة وتعزيز دور المؤسسات وحماية السلم الاهلي وصون المؤسسة العسكرية ونبذ سلاح الفتنة. هذا نظريا، لكن عمليا.. انه زمن «العبور الى الدويلة».
لن يكون متاحا إخضاع الرئيس سعد الحريري الى اختبار آلة «كشف الكذب». في طلّته التلفزيونية الاخيرة تحدّث، بتأثر كبير، عن الوجه «المعتدل والمدني» لـ«تياره»، وعن تمسّكه بمشهد 14 آذار 2005 الذي يعكس وجه «لبنان التعايش والموحّد بمسلميه ومسيحيّيه».
قد يكون الرجل صادقا، لكن بالتأكيد، وقبل أن يجفّ حبر الوثيقة، ثمة من كان يمهّد، مستظلا «العباءة المدنية» لـ«المستقبل»، لفتح «دكاكين أمنية» على حسابه تمهّد لمشروع سقوط الدولة في يد «العابرين» بالدولة وهيبتها.
يصرّ «الزرق» على «اعتدالهم»، لكن عندما تصبح الكلمة لـ«الشارع» وليس لهم، يصبح مفهوما لماذا تتراجع شعبية عاطف مجدلاني أمام رئيس بلدية عرسال، وعمار حوري أمام الشيخ أحمد الأسير، وأحمد فتفت أمام عميد حمود، وهادي حبيش أمام حسام الصبّاغ.
كل ذلك، في مقابل تقدّم أسهم نواب أمثال خالد الضاهر ومعين المرعبي ومحمد كبارة الذين يعتاشون، شعبيا، ليس من شعارات «السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية»، التي يحبها «شيخهم»، بل من الخطابات والشعارات النارية من نوع «لا للجيش».
وبالتأكيد، قد يكون الحريري الأكثر إدراكا للواقع المرّ، القائم على حقيقة أن القاعدة السنية لم تعد ترى في خطاب القيادة «التقليدية»، ان كان في المنفى أو في «السادات تاور»، مهما تطرف، ما يعبر عن تماهيها مع «الثورة السورية». الأدق، ان هذه القيادة قادت جمهورها الى هزائم «بالجملة»، أصبح معها الخروج عن الدولة «واجبا جهاديا» لإعادة «الامرة» الى يد الطائفة... وإلا فكيف يمكن إيجاد تفسير لظاهرة مثل «الأسيرية».
في هذا السياق، يستطيع خصوم «تيار المستقبل» أن يقدّموا «مرافعة شاملة» في عبور «تيار الاعتدال» الى «دويلة التطرّف والبلطجة». يتحدّث هؤلاء عن خسارة الدولة لسلطتها على العديد من البقع شمالا وبقاعا، بسبب النفوذ المتنامي لمجموعات مسلّحة أوجدت «قاعدة ولاء»، بالعقيدة والفعل، للمعارضة المسلّحة في سوريا، ولجناحها الاخطر «جبهة النصرة».
وفي مقابل «نموذج الضاحية» الذي يؤخذ عليه بأنه يشكّل «دويلة ضمن الدولة»، يضيف خصوم «المستقبل»، تم تفريخ «دويلات مذهبية» في الكويخات، وادي خالد، عرسال، الطريق الجديدة وباب التبانة بنسخة أكثر خطورة وذات امتدادات مفتوحة على المجهول.
واذا كان الرئيس أمين الجميل ورئيس «القوات» سمير جعجع، أكثر من يحتاج الى أجوبة شافية من حليفهما، عندما يأتي يوم «المصارحة» مع جماهير «العبور الى الدولة»، عن أسباب انجراف البيئة السنية الى مستنقع التطرّف والتمرّد على الشرعية، فإن الحريري نفسه قد يكتشف حين يعود الى «بلده الحبيب»، انه أصبح في «لبنانستان»!
بالطبع لا يجد المراهنون «الأبرياء»، ان لم نقل السذج، على مشروع «العبور الى الدولة» تفسيرا مقنعا عن سبب تحوّل مناطق حدودية في الشمال والبقاع الى حدائق خلفية للمقاتلين السوريين. وكيف ان عرسال التي كان خزانا بشريا للمقاومة اليسارية والثورة الفلسطينية سابقا وتُغرِق ساحة الشهداء في «شباطها» و«آذارها» بـ«خزانها البشري»، في الأمس القريب، استبدلت علم «ثورة الارز» بعلم الثورة السورية، وفي جرودها يُعدم ضباط وعناصر الجيش، وفي بلديتها ينكّل بجثثهم.
في بعض مناطق نفوذ «المستقبل» تتبدى ملامح «دويلات». يكفي فقط استرجاع شريط التوترات الامنية لتحضر كل «عدّة الفتنة» من تفتيش على الهويات، الى «حواجز طيّارة» استهدفت في بعض محطاتها عناصر الجيش اللبناني، الى فرض حظر على أصحاب البزات المرقّطة من دخول بعض المناطق، وتكريس واقع «الإمارات»، وحماية مطلوبين للعدالة، وتكريس سابقة في تحويل اعتداء موصوف على وزير في الحكومة (فيصل كرامي) الى ما يشبه «المشكل بين النسوان»!
لا يجد المستقبليون، في كل هذه الوقائع، «سوى النتيجة الطبيعية لسلاح «حزب الله» غير الشرعي». وهم يعترفون «بأن مشروع «العبور الى الدولة» قد أصيب بنكسة لكن الفاعل معروف، وهو نفسه من أقصى اولا سعد الحريري عن السلطة، ثم تمادى في استباحته هيبة الدولة، المفترض انها صاحبة قرار الحرب والسلم، ما أدّى الى تفريخ سلاح آخر».
يقول هؤلاء «انحيازنا للثورة السورية سياسيا لا يتناقض مع مفهومنا للسيادة والدولة.. نحن لا نغطي «مشروع الدويلات»، أما ما حدث في عرسال فيحتاج الى تحقيق شفاف، وبعدها لكل حادث حديث!».

ملاك عقيل
الخميس 7 فبراير 2013