نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


الغموض يحيط بقضية اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية






كوالالامبور - كريستوف زاتور - احتفلت ستي عائشة قبل عام بعيد ميلادها الخامس والعشرين.

وهناك أيضا مقطع فيديو لسهرة الاحتفال الذي أقيم في أحد مطاعم كوالالامبور عاصمة ماليزيا.

ويظهر في هذا المقطع المصور شخص يمد يده بشمعة لهذه المرأة الإندونيسية التي كانت تأمل في أن يكون لها مستقبل على شاشات التلفاز. وقال لها هذا الشخص: "سوف يصبح الشخص الواقف بجانبي شهيرا".

أطفأت عائشة الشموع وضحكت.


المتهمتان باغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي
المتهمتان باغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي
 
تحققت النبوءة أيضا، ولكن بشكل مختلف تماما عما كان مخططا له حيث أصبحت عائشة حديث الصحف عالميا بسبب ما فعلته في الصباح التالي لحفل عيد الميلاد.
رشت هذه المرأة بالتعاون مع امرأة فيتنامية تدعى دوان تي هونج /29 عاما/ مادة كيميائية سامة على وجه كيم يونج نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، كيم يونج أون، أثناء تواجد الرجل في مطار كوالالامبور الدولي.
كانت هذه المادة عبارة عن غاز الأعصاب (في.إكس).
كان ذلك في الثالث عشر من شباط/فبراير من العام الماضي.
فارق كيم يونج نام الحياة بعد ذلك بساعتين عن 45 عاما.
ألقي القبض على المرأتين في نفس الأسبوع. ليس هناك شك في أنهما ارتكبا الجريمة وذلك بسبب الصور التي التقطتها لهما كاميرات المطار.
تمثل المرأتان منذ أربعة أشهر أمام المحكمة في ماليزيا.
إذا تمت إدانتهما بارتكاب جريمة القتل فإن ذلك يعني بالضرورة معاقبتهما بالإعدام.
فرصتهما الوحيدة أن يثبتا بشكل قابل للتصديق أنهما لم يعرفا حقيقة ما فعلن.
تزعم المرأتان أنه تم توظيفهما من خلال عدة رجال اعتقدن أنهم يابانيون أو صينيون للمشاركة في برنامج تلفزيوني يشبه "الكاميرا الخفية".
وكان دور المرأتين في "البرنامج" يتمثل في وضع زيت أطفال أو ما يشبه ذلك على وجه رجل غريب.
وتبين خلال المحاكمة أن عائشة فعلت ذلك عدة مرات قبل ذلك دون أن يصاب أحد. ولكن ذلك لا يعني شيئا بالضرورة.
يدفع المحامون الآن بأنه من غير الممكن أن توافق عائشة وهونج على تعريض نفسيهما مثل هذا الخطر الكبير بشكل طوعي مضيفا أن مادة (في.إكس) مصنفة من قبل الأمم المتحدة على أنها مادة دمار شامل.
كما أشار المحامون إلى أن المرأتين كانتا ستستغلان فرصة الهرب من ماليزيا فورا لو أنهما ارتكبتا الجريمة حقا.
وفي مقابل هذه الحجج هناك صور تظهر فيها المرأتان وهما يحرصن على إبعاد يديهن عن نفسهما وتجريان باتجاه دورات المياه وهو أمر ليس ضروريا لو أن المادة التي ألقيت على وجه الرجل كانت زيت أطفال فعلا.
أكدت المرأتان فور مثولهما أمام المحكمة أنهما بريئتان، ثم التزمتا الصمت منذ ذلك الحين.
تظهر المرأتان أثناء المحاكمة دائما بفستان طويل يمتد إلى أصابع القدم وترتديان حجابا بل وأحيانا تضعان منديلا على الفم بزعم أنه يحميهن من التكييف الذي يبرد الجو بشكل مبالغ فيه فعلا.
وهكذا لا يظهر من هاتين المرأتين الكثير، إنها صورة عجيبة.
ولكن بهذه الطريقة أيضا ومن موعد محكمة إلى آخر يصبح أكثر وضوحا أن التكليف باغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية قد جاء حقا من كوريا الشمالية، حتى وإن حرصت هذه الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد على دفع الشبهة عن نفسها.
دحض الطب الشرعي الادعاء بأن القتيل الذي يتراوح وزنه بين 120 و 140 كيلوجراما قد مات بأزمة قلبية.
عثر الأطباء على آثار الغاز السام على وجه القتيل، في المخ وفي الرئتين والكبد والطحال.
كان القتيل الابن الأكبر من زيجة سابقة لكيم جونج إل (1941- 2011) والذي حكم كوريا الشمالية على مدى 17 عاما.
كان هذا الابن وقتا ما المرشح الأول لخلافة أبيه في منصبه وذلك قبل أن يغضب عليه والده.
عاش القتيل السنوات الأخيرة في حياته خارج كوريا الشمالية واشتهر إلى حد ما بالابن اللعوب. ولكنه لم يكن منتقدا للنظام في بلاده.
يرجح بعض المراقبين أنه كان يعد نفسه لتولي الحكم في حالة الإطاحة بأخيه غير الشقيق حيث يقال إنه التقى بأحد عملاء المخابرات الأمريكية قبيل وفاته، وهو الأمر الذي لم يتأكد بالدليل أمام المحكمة حتى الآن.
وفقا لتحريات الشرطة فإن عملية الاغتيال خطط لها أربعة عملاء من كوريا الشمالية وأن هؤلاء الأربعة وصلوا المطار يوم الجريمة بسيارة تابعة للسفارة ثم اختفيا وتوجها لبلدهما فورا ولكن بعد أن التقوا بدبلوماسي من كوريا الشمالية.
يعتقد المحققون أن مدبر الجريمة هو رجل يدعى هونج سونج هاك/34 عاما/ والذي يجري البحث عنه مع الآخرين بأمر من الشرطة الدولية.
ورغم ذلك فإنه قلما ذكر اسم كوريا الشمالية أثناء المحاكمة، وهو أمر يدعو للاستغراب.
ورغم أن محامي عائشة نفسه، جوي سون سينج، قال على هامش المحاكمة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الجمعة الماضية: "إن كوريا الشمالية متورطة بشكل أو بآخر" إلا أن المحكمة نفسها تفضل عدم التسرع في ذلك. يبدو أن ماليزيا حريصة على ألا تسيس القضية قدر الإمكان حاليا.
ساد جمود في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في الأسابيع الأولى التي أعقبت الجريمة ولكن التوتر في العلاقة بينهما بدأ يزول مرة أخرى. ولكن من الممكن معرفة مدى سوء الظن بينهما من خلال العدد الكبير من القناصة الذين يتم نشرهم في المحكمة في كل مرة تظهر فيها المتهمتان.
وخوفا من تعرض المتهمتين للاغتيال، بصرف النظر عن الجهة التي يمكن أن تفعل ذلك، فإنهما ترتديان سترات واقية من الرصاص.
ولا يعرف أحد متى يصدر الحكم.

كريستوف زاتو
الاثنين 12 فبراير 2018