نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الفنان لانكمانيس يعتزم التقاعد بعدان كرس حياته لترميم قصر روندالي




روندالي (لاتفيا) – يشع صوت إيمانتس لانكمانيس بالحماس وهو يتجول وسط معالم قصر روندالي، ولا يستطيع ذلك المؤرخ الفنان إخفاء مشاعر الزهو في طبقات صوته، ويصف الحالة السيئة التي كان عليها ذلك القصر التاريخي المهيب بجمهورية لاتفيا قائلا إن "طبقات بياض الجص تفتت وانهارت من الجدران في كل مكان، كما أن البهو الداخلي كان مفقودا والرسوم الجصية بالسقف ظلت في حالة مزرية بشكل يدعو إلى الحزن .


ويضيف لانكمانيس الذي تولى لفترة طويلة إدارة القصر المكون من طابقين والمشيد على نسق معمار الباروك والكائن على مسافة 80 كيلومترا من جنوب ريجا عاصمة لاتفيا، " لقد استطعنا بالتدريج إعادة بناء كل شيء ليعود إلى ما كان عليه". ومشاعر الزهو هذ لها ما يبررها، فبفضل لانكمانيس تم ترميم المقر السكني الصيفي السابق لدوق منطقة كورلاند في القرن الثامن عشر إرنست يوهان فون بيرون وإعادته لبهائه القديم. وكرس لانكمانيس وهو مؤرخ للفنون أكثر من 50 عاما من عمره لإعادة تجديد القصر، والذي يعرف أيضا باسم قصر "فرساي اللاتفي"، ومنذ أن تم استكمال العمل فيه عام 2014 عمل لانكمانيس مديرا له، غير أنه الآن يخطط أخيرا للتقاعد، وهو يشعر بالسعادة تجاه ذلك وإن كان يشوب هذا القرار لمسة حزن. ويقول "إنني أشعر بالسعادة بشكل لا يوصف لأننا نجحنا في تجديد القصر بالكامل، بل أصبح أكثر جمالا مما كنت أحلم به على الإطلاق". ومنذ عام 1964 كان لانكمانيس الذي يبلغ حاليا من العمر 77 عاما مسؤولا عن القصر الذي يضم 138 غرفة ويطل على بحر البلطيق، وهو من تصميم المعماري بارتلوميو فرانسيسكو راستريلي الذي ساهم أيضا في تصميم قصر سان بطرسبرج الشتوي. ويضيف "كل الأشياء جاءت معا هنا، أموال كثيرة وطموحات كبرى وفنان كان أستاذا في حرفته". وكان لانكمانيس يدرس فن الرسم في أكاديمية لاتفيا للفنون بالعاصمة ريجا، عندما سئل عما إذا كان يود الإشراف على ذلك القصر المهجور. وتركت عدة تغييرات في الملكية وكذلك أعمال السلب وحربين عالميتين آثارها على هذا المبنى الرائع، والذي كان يستخدم في عهد الاتحاد السوفيتي كمدرسة ومخزنا للحبوب، ومع ذلك قبل لانكمانيس الذي يحب القلاع والقصور القديمة ،منذ أن كان صبيا، المهمة. وما بدأت كوظيفة لبعض الوقت أصبحت بكل معنى الكلمة عملا نذر له الفنان الشاب حياته، وعاش مع مهمته داخل القصر المتداعي مع زوجته لعدة سنوات في البداية، وكان يقوم بعملية الترميم بنفسه وبيديه. وتم تجديد المقر السكني غرفة تلو الأخرى باستخدام مواد طبيعية مثلما التي كانت موجودة في القرن الثامن عشر، وغالبا كان من الصعب العثور على إمدادات هذه المواد. ومع ذلك عندما تمت الإشارة إلى أن القصر كان من تصميم المهندس المعماري ببلاط الإمبراطورة الروسية إليزابيث وجد الاتحاد السوفيتي طرقا لفتح خزائن المال لترميم القصر، وبعد أن استعادت لاتفيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 شارك أيضا رعاة الفنون في عمليات الترميم، وبلغ إجمالي ما تم انفاقه على مشروع تجديد القصر ثمانية ملايين يورو (تسعة ملايين دولار). وتم افتتاح أول الغرف التي تم تجديدها أمام الزوار عام 1981، كما تم افتتاح بقية الغرف على مراحل إلى أن تم استكمال أعمال التجديد عام 2014، ويزور القصر سنويا في المتوسط نحو ربع مليون سائح، كما يستخدم القصر في استضافة حفلات الاستقبال الرسمية وكموقع لتصوير الأفلام السينمائية. وأصبح لانكمانيس مسؤولا عن الإشراف على أكثر من مئة موظف يعتنون بالقصر الذي تبلغ مساحته نحو سبعة آلاف متر مربع والأراضي المحيطة به، ولكن على الرغم من هذه المسؤولية التي امتدت لأعوام طويلة يتذكر والإبتسامة تعلو شفتيه أنه لم يشعر بأنه بارون في هذا المكان إلا مرة واحدة منذ 40 عاما، ففي ذات ليلة باردة أشعل الفرن الأصلي للبارون والذي لا يزال يعمل حتى الآن. وباستثناء اثنين من الأفران التاريخية وخزانة للكتب، لم يبق شيء على حاله من الحالة الأصلية للقصر، ومع ذلك فإن الأثاث الأثري والصور والقطع الفنية التي جاءت من مختلف أنحاء العالم تعطي انطباعا بالشكل الذي كان عليه قديما. كما تم في القصر عرض معالم ثقافية مأخوذة من كنائس وضياع قديمة تم إنقاذها من عمليات النهب والدمار خلال عهد الاتحاد السوفيتي، وحصل لانكمانيس على عدة جوائز نظير عمله من بينها صليب الاستحقاق الفيدرالي الألماني. غير أن نهاية عام 2018 تعني حقيقة نهاية الطريق لمؤرخ الفنون هذا، حتى على الرغم من أنه لا توجد في لاتفيا أية ضغوط تجعله يتقاعد . وينتظر خليفته بالفعل تولي المنصب بعده، ويعد أكبر أمل لدى لانكمانيس أن تستمر مشروعات البحوث في القصر بعد أن يترك منصبه. وبالنسبة لخططه لما بعد التقاعد، يريد لانكمانيس أن يكرس حياته لعدة مشروعات نشر لم تستكمل وكذلك إعداد كتالوجات للمعارض.

ألكسندر فيلشر
السبت 1 ديسمبر 2018