نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الفنانة الجزائرية فتيحة راحو تتساءل .... من قال أن ألف ليلة وليلة لم تكتبها امرأة؟




باريس - ألفونسو جوموسيو دجرون - اشتهرت الفنانة الجزائرية فتيحة راحو، المقيمة في باريس منذ عقود حيث تخصصت في تقنيات التصميم القديمة للرسم والزخرفة على الزجاج، بتقديم أعمال ذات موضوعات مفعمة بالسحر والغموض والحسية الشهوانية، مؤكدة أن الحسية خاصية عرفت عن نساء العرب، ولهذا تتساءل: لماذا لا تكون مؤلفة رواية ألف ليلة وليلة الشهيرة امرأة؟


الفنانة الجزائرية فتيحة راحو المقيمة في باريس تقف امام احدى لوحاتها
الفنانة الجزائرية فتيحة راحو المقيمة في باريس تقف امام احدى لوحاتها
تقول راحو أن تقنيات الرسم على الزجاج تختلف كثيرا عن تقنيات الرسم بالزيت أو بألوان الماء على خامات مثل القماش أو الخشب أو الجدران، من حيث أن الشخصيات الرئيسية والبارزة في العمل يتم تصميمها في آخر مرحلة، وتتحدد تفاصيلها أكثر مع قرب الانتهاء من العمل.
وتوضح "بعبارة أخرى بينما يتم رسم اللوحات الزيتية من التفاصيل الأكبر فالأصغر، في الرسم على الزجاج يحدث العكس حيث يتم التصوير من الخلف للأمام". وتتابع "في تقنيات الرسم على الزجاج نرسم أولا التفاصيل الدقيقة التي تظهر في خلفية المنظور، ثم نضع بعد ذلك الموتيفات والأشكال الزخرفية، التي تضفي على المنظور في اللوحة عمقا أكبر"، وتضيف "يقول الفرنسيون نحن نرسم أسفل الزجاج حتى يتمكن المتلقي من الاستمتاع بلوحة تتميز ألوانها بالحيوية والتألق".

وعن نشأة وتطور هذا الفن تقول فتيحة راحو أن الرسم على الزجاج نشأ في بلدة مورانو، بمدينة فينيسيا الإيطالية في القرن الرابع عشر، ونقله البحارة العرب إلى جميع أنحاء العالم، حتى وصل للعرب الذين نجحوا في تطويره وإضافة أسلوبهم الخاص عليه. شقت راحو مشوارها مع هذا الفن بجوار رفيقها العاطفي المخرج الفرنسي تيو روبيشيه، ويتميز أسلوبها بالتعبير الحر الصريح، دون التقيد بأي أساليب تفرضها الموضة أو قواعد الفن المعاصر، كما أنها لا تستجيب كذلك لضغوط السوق أو مساومات أصحاب المعارض الذين يتحكمون في الفن الباريسي واتجاهاته.

وعن الاختلاف بين الفن التقليدي والرسم على الزجاج، تقول راحو "يروقني، خاصة مع تلعثمي في الكلام، ان تسير الأمور في الفن الذي أقدمه بالعكس، ولهذا اجتذبني الرسم على الزجاج، لأنه يتيح لي ميزة أنه بمجرد وضع اللون على الزجاج فلا مجال للتراجع، لأن الخطوط على الزجاج لا يمكن تعديلها أو تغييرها، بل يصبح الموضوع أسير المادة ويتحول لشيئ سحري، على العكس في الرسم بالزيت على القماش، الذي يمكن إخضاعه لكل أنواع التغيير والتبديل على كل المستويات وبكل الدرجات.

وتقدم الفنانة الجزائرية من خلال أعمالها موضوعات شديدة الحسية، مما يعكس هذه الازدواجية بين الصلب والهش في الوقت نفسه. كما لا تعتبر الحسية في أعمالها تيمة عابرة بل تحتل مكان القلب في أسلوبها التعبيري التشكيلي، والذي يتسم بحيوية الألوان والخطوط المحددة الواضحة، لتقدم من خلالها عالم الشرق الخيالي المغلف بالغموض والسحر الذي عرفه الغرب من خلال حكايات ألف ليلة وليلة الأسطورية.

وبهذا تتحول فتيحة راحو إلى شهرزاد التي تغلف سردها للحكايات المثيرة بألوان ساحرة ومبهرة. وفي هذا الإطار تؤكد أن "الحسية أمر تميزت به طبيعة المرأة العربية بصفة عامة" وتتساءل "لماذا لا تكون مؤلفة رواية ألف ليلة وليلة امرأة؟ معلقة "نحن النساء لدينا مثلنا مثل الرجال نفس الرغبات ولهذا من المهم أن ينعكس ذلك من خلال التعبير التشكيلي".
بالإضافة إلى تحطيمها للقوالب النمطية والمحظورات فيما يخص معالجة الفن لموضوعات ذات طابع جنسي، بحسب ما تنص عليه الشريعة الإسلامية، والتي تحرم أيضا تصوير البشر داخل دور العبادة، وهو ما تتمسك به كافة الدول العربية، في المقابل قام الفنان العربي بتطوير أشكال وتصميمات هندسية نباتية وحيوانية رائعة الجمال، إلا أن اختيار راحو لتقديم تعبيرها التشكيلي جاء مختلفا.

توضح راحو أن الجزائر والعالم العربي حاضران بقوة في أعمالها الفنية، ولكن على العكس من أعمال الرسم المغاربية التي تتميز بصفة خاصة بإظهار روعة الخط العربي والزخرفة الإسلامية أو فن التوريق –الزخارف النباتية المتداخلة-، اختارت الفنانة إدخال عنصر التصوير البشري على هذا النوع من الفن العريق لتقديم موضوعات تسير على نهج الأساطير الشرقية أو وفق مخيلتها المستوحاة من تجربتها الذاتية.

بالإضافة إلى عملها كفنانة، تحاول فتيحة راحو الترويج إلى فن الرسم على الزجاج من خلال تنظيم دورات تدريبية للهواة من الكبار والصغار، كما تنظم العديد من المعارض، وهناك العديد من الدراسات حول أعمالها الفنية والتي تصورها على أنها شخصية أسطورية مثل "ساحرة تغوي الرجال وتجعلهم يختفون".

ويشارك في الورش التي تنظمها أشخاص من مختلف الأعمار وهو ما تعتبره تجربة تحفز طاقات الإبداع لدى اغير الدارسين، وقد تم تأليف كتاب حول هذه التجربة يحمل عنوان "مواهب من الذاكرة" تقدم من خلاله مجموعة مختلفة من الأشخاص ذوي ثقافات وميول غير متشابهة من خلال التعبير بالرسم على الزجاج بمنظور مغاير، الأحداث الأكثر تأثيرا في حياتهم. ويمكن الاطلاع على هذه الأنشطة على موقعها الإلكتروني: http://f.rahou.free.fr

ألفونسو جوموسيو دجرون
الاحد 7 فبراير 2010