نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الفيضانات الأخيرة جعلت السودانيين بمختلف فئاتهم الدينية والعرقية يتشاركون في البؤس والتشرد




الخرطوم - في ضاحية سوبا الاراضي الفقيرة بجنوب الخرطوم يقف جعفر بشير بائسا وقد انغرست قدماه في بحيرة من الوحل باتت تغطي الشوارع بعد امطار رعدية غزيرة شردت الاف الاسر وجعلتها بلا مأوى يقول بشير، وهو اب شاب لخمسة ابناء نزح من جبال النوبا ليقيم في سوبا الاراضي، لقد تسببت الامطار في انهيار منزلي بالكامل"، ويضيف: "بنيت هذا السور من الطين لكي يحمينا من المياة التي اغرقت الشارع


الفيضانات الأخيرة جعلت السودانيين بمختلف فئاتهم الدينية والعرقية يتشاركون في  البؤس والتشرد
مسيحيون ومسلمون وجنوبيون ودارفوريون يقطنون جميعا في سوبا الاراضي التي تجمع نازحين من جميع اركان السودان. ومباني هذه الضاحية مشيدة من الطوب اللبن ولا توجد بها دورات مياه ولا تصلها مياه الشرب ولا الكهرباء. وحمل موسم الامطار هذا العام العديد من المشكلات للعاصمة السودانية الخرطوم وخصوصا للاحياء الفقيرة فيها.
وحولت الامطار الغزيرة، التي لم تشهد البلاد مثلها منذ عشرين عاما بحسب السلطات، الشوارع الى انهار صغيرة وتسببت في حدوث حفر كبيرة فيها وادت الى اغلاق طرق وهدمت الاف المنازل المبنية من الطوب اللبن. ويقول المسؤول في الهلال الاحمر السوداني خليل سماني ان "قرابة 21 الف اسرة تاثرت بالانهيار الكامل او الجزئي لمنازلها".
لكن وزير البنى التحتية في ولاية الخرطوم يحتج على هذا الرقم ويؤكد ان "4 الاف منزل على الاكثر تضررت من موسم الامطار". ويؤكد مسؤول الصليب الاحمر ان "هناك نقصا في مياه الشرب وفي اماكن الايواء (المخصصة لايواء الاسر المشردة)، كما انه يخشي من تدهور الاوضاع الصحية.
ويشتري سكان الضواحي الفقيرة في الخرطوم مياه الشرب من باعة متجولين يستخدمون الحمير لجر خزانات معدنية مملؤة بالمياه ولكنهم يشكون من ارتفاع الاسعار منذ بدء موسم الامطار الذي اعاق حركة السير. ويقول حسن وهو من سكان سوبا الاراضي "لقد تضاعف السعر، فكنا من قبل ندفع جنيها سودانيا (40 سنتا) لشراء 4 لترات من المياه، اما الان فاصبحنا ندفع جنيهين او ثلاثة".
وفي العديد من احياء الخرطوم الفقيرة لا توجد شبكات صرف صحي ما يؤدي الى اختلاط الفضلات بمياه الامطار وتزداد بالتالي مخاطر انتشار الامراض الناجمة عن التلوث. ورغم ان المطر لم يهطل منذ عدة ايام في الخرطوم الا ان الشوارع الترابية في العديد من ضواحي الخرطوم مثل جبل الاوليا والسلامة وسوبا وسوبا الاراضي مازالت مغطاه بالمياه الطينية وكذلك بعض احياء ام درمان.
ويقول محمود وهو يشير بيده الى منطقة غرقت في المياه في سوبا الاراضي "هل ترى المنازل المهدمة هناك، لقد ترك الناس المكان وربما يعودون بعد اسبوعين". وتعد سوبا الاراضي من الاحياء العشوائية في ضواحي الخرطوم. وكانت السلطات حاولت اعادة تنظيمها في العام 2005 ما تسبب في مصادمات بين الشرطة والاهالي.
واعلنت حكومة ولاية الخرطوم اغلاق المدارس بسبب الامطار ووعدت بتقديم مساعدات للمتضررين ولكن في بعض احياء العاصمة السودانية لا يصدق الناس وعود المسؤولين. وتقول انصاف وهي معلمة في مدرسة للاطفال تسببت الامطار في انهيار جزء من اسوارها "لا يمكنني الاعتماد على احد، ساعتمد على نفسي لاصلاح ما تضرر

أ ف ب
الجمعة 4 سبتمبر 2009