نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


القاعدة تحدٍ مؤقت والحوثيون مشروع منافسة أما الحراك فهو التحدي الأكثر خطورة لوجود اليمن




الهدهد – صنعاء – ياسر العرامي - لا يزال الغموض يلف "مؤتمر لندن" الذي سينعقد الأربعاء المقبل حول اليمن، بمشاركة 21 دولـة و22 مسؤولاً يمنياً برئاسة رئيس الوزراء د.علي محمد مجور. وعلى الرغم من أنه تم الإفصاح مؤخراً بأن المؤتمر لن يستمر سوى ساعتيـن، إلا أن المخاوف من أي قرارات قد تتمخض عن عن المؤتمر لا تكون محل رضا لا تزال قائمة بالنسبة للحكومـة اليمنية.


علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية والسياسة اليمني
علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية والسياسة اليمني
وفي هذا الصدد يؤكد رئيس منتدى التنمية السياسية الأستاذ علي سيف حسن إن السلطة اليمنية لابد وأن تتخوف من هذا المؤتمر لأنها ستكون في محل تقييم قاسي ومراجعة لحالة التعثر التي تعيشها البلاد حالياً.

وفي هذا الحوار الذي أجرته "صحيفة الهدهد الدولية" معه، يجيب الخبير السياسي اليمني علي سيف حسن على عدة تساؤلات بشأن التحديات التي تواجه اليمن وأهمها تنظيم القاعدة والحركة الانفصالية في الجنوب والمتمردين الحوثيين في الشمال، ومخاطر تلك التحديات على تقويض الدولة وانهيارها.. فإلى الحوار..

* ماذا يمكن أن يقدمه مؤتمر لندن للوضع السياسي في اليمن؟

سيمثل مؤتمر لندن وقفة تقييميه صارمة للمرحلة منذ مؤتمر لندن السابق للمانحين عام 2006 والذي كان تكريماً ومكافئة لليمن على ما أنجزته في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. أما المؤتمر الحالي فسوف يمثل وقفة تقييم ومراجعة لحالة التعثر التي تعيشها اليمن حالياً.

* هناك تخوف لدى السلطة اليمنية من قرارات قد يخرج بها مؤتمر لندن يتوقع أن لا تكون محل رضا.. ما توقعاتك أنت؟

بالتأكيد لابد للسلطة من أن تتخوف فهي ستكون في محل تقييم قاسي.

* من وجهة نظرك ما هي الحلول للوضع القائم والمتأزم في الجنوب؟

الحل بسيط جداً جداً .. فقط نسابق الحراك بإزالة مبرراته الموضعية وهي معروفة جداً من قبل كل الأطراف، وهذه مسئولية كل أطراف النخبة المركزية، سلطة، معارضة، ومثقفين.

* تتحدث عن ضرورة تغيير طبيعة النظرة إلى اليمن من مصدر للقلق والمخاوف إلى منطقة استراتيجية يمكن الاستفادة منها؟ غير أن الواقع يقول أن ثمة فرص تقلصت فالأيدي العاملة اليمنية مثلاً أصبحت غير مؤهلة ومتأخرة عن احتياجات العصر، ومسألة اشراف اليمن على ممر مائي هام صار مهدداً بالقراصنة والشر القادم من الصومال، بينما الطبيعة الجغرافية بدلاً من استغلالها للجذب السياحي شكلت محضناً للقاعدة ؟ إذا ماذا تبقى من شيء يمكن الرهان عليه لاستغلال هذا الموقع الاستراتيجي؟

كل هذه المشاكل هي نتيجة وحصاد لعدم تغيير النظرة الى اليمن من مصدر قلق الى منطقة استراتيجيه يمكن الاستفادة منها، هذه المشاكل هي نتيجة غياب الدور الإيجابي للموقع، الطبيعة لا تقبل فراغات فما لم نملؤه ايجابياً يتم ملؤه سلبياً.

* إلى أين تمضي الحرب في صعدة مع الحوثيين؟

أعتقد انها قد بلغت مرحلة الحصاد السياسي، وهي في طور البحث مخرج يحقق لكل الأطراف المحلية والإقليمية شيء من النجاح المعنوي والكسب السياسي.

* هل تتفق مع القول أن تجنيد القبائل في الحرب ضد الحوثيين في صعدة سيكون له عواقب وخيمة يهدد السلم الاجتماعي؟ وألا يعتبر استعانة الدولة برجال القبائل دليل عجز للجيش؟

تجنيد القبائل في الحروب المحليه له نتائج عكسية خطيرة وتؤدي الى المزيد من التشققات الاجتماعية الوطنية، وقد ثبت عملياً عدم كفاءتها العسكرية.

*بالنسبة للسعودية .. بدأ شعور يتسرب من خلال مثقفيها أن الحكومة اليمنية تستخدم الحوثيين ورقة ضغط ضد المملكة وربما تقدم لهم الدعم لمحاربتها؟ كيف تنظر إلى هذه القضية؟

هذا الاعتقاد كان موجود من قبل دخولها في المواجهات العسكرية المباشرة مع الحوثيين، اما الآن فاعتقد ان الصورة تغيرت لديهم الى حد ما، ومع هذا فثقافة التوجس والإرتياب المترسخة في عقول ومشاعر الطرفين تظل مؤثرة ولا يمكن تجاوزها بسهولة.

*هل تعتقد أن الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس صالح ومن المقرر عقده نهاية الشهر الجاري يمكنه أن ينجح في إشراك كل القوى السياسية في الساحة؟

يمكن ان يكون كمقدمة او تهيئة تؤدي الى مرحلة مفاوضات مباشرة بين أحزاب مجلس النواب التي وقعت اتفاق فبراير الماضي، وإلى توفير المبرر للسير منفرداً نحو إصلاحات دستورية وقانونية تقود الى انتخابات 2011 البرلمانية. المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) لا يستطيع تجاوز استحقاق الانتخابات القادمة وإن اضطر لذلك فلابد أن يتزامن ذلك التجاوز مع حالة طوارئ وهو أمر مستبعد ولا يتوافق مع أسلوب الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في إدارة الأزمات.

*هل تقوم بدور الوساطة للتقريب بين الحزب الحاكم والمشترك كرئيس لمنتدى التنمية السياسية؟

شكرا على حسن الظن، ولكن المنتدى لا يطمح إلى أن يلعب دور بهذا المستوى، فأقصى ما نقوم به هو تنظيم وإدارة الحوارات العلنية وتقديم الروئ وهو ما يتناسب مع طبيعة مؤسسات العصف الذهني.

*برأيك إلى أي مدى يمكن أن يستمر النظام السياسي في اليمن قادراً على مواجهة التحديات الحديثة بآلياته وشخصياته القديمة؟

يستطيع ان يستمر بهذا الأسلوب طالما ظل المنافسون له يعتمدوا الأسلوب ذاته.

*أيهم يشكل أكثر تحدياً لليمن القاعدة أم الحركة الانفصالية جنوب البلاد أم التمرد الحوثي شمالاً؟ وما مدى تأثير كل واحد منهم على زعزعة الاستقرار وانهيار الدولة؟

القاعدة اكثر حدة ولكنها تحدي مؤقت بدون أفق. والحوثيين مشروع منافسة من أجل حصة اكبر في نادي السلطة، اما الحراك فهو تحدي لوجود اليمن كدولة موحدة وبالتالي هو الأكثر خطورة.

* بينما ينشغل النظام بحرب الحوثيين والمعارضة بجدل إعادة هيكلة آلية الديموقراطية .. هل تعتقدون أن القاعدة بدأت تأخذ مساحة أكبر مما كان متوقعا لها أم أن النظام ضخمها كمحاولة لضرب الحراك والتغطية على ما يجري جنوب البلاد؟

القاعدة تتواجد وسط التشققات الإجتماعية والسياسية واليمن من أكثر المجتمعات تشققا لدينا تشقق قبلي، وتشقق جهوي، وتشقق سياسي، وها نحن نستضيف تشقق مذهبي وهو الحاضنة الأدفئ للقاعدة. واعتبار تحدي القاعدة مجرد مؤامرة لضرب الحراك الجنوبي هو تبسيط مخل للقضية وتواجد القاعدة في المحافظات الجنوبية هو التحدي الحقيقي للحراك الجنوبي ولطبيعته السياسية.

*إيرادات البلاد النفطية تتراجع تزامناً مع الأوضاع السياسية المتفاقمة ... كيف تنظر إلى المستقبل الاقتصادي للبلاد على المدى القريب؟

لم يعد لدينا من مصادر غير الموقع والدور الجغرافي، لقد استنزفنا اليابسة واستنزفتنا ولم يعد لدينا سوى البحر ولهذا فنحن بحاجة الى مصالحة تاريخية مع البحر بكل ما يترتب على ذلك من تغيير في ثقافتنا ونشاطنا الاقتصادي ومنهج تعاملنا مع الغير.

*هل لا يزال في اليمن من يفكر في حل المشاكل الاقتصادية بينما نرى الجميع منشغلاً بالصراع السياسي؟

بالتأكيد هناك الكثير وها أنت واحد منهم وانا معك ايضاً وغيرنا الكثير من أفراد المجتمع ونخبته يهتمون بالاقتصاد ويعصرون أذهانهم بحثاً عن مخرج، ولكن يبقى الأهم هو موقف من بيدهم المقدرة على الفعل وهم قلة قليلة قي هذا المجال

ياسر العرامي
الاثنين 25 يناير 2010