نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


القرقيعان ... عادة تراثية ومهرجان رمضاني يزرع الفرحة لدى الاطفال




الكويت - احمد المصري - يحتفل الكويتيون هذه الأيام بما يسمى "القرقيعان" وهي عادة كويتية تراثية قديمة يقوم فيها الآباء بشراء أكياس وسلات حلوى ومكسرات وأنواع الشكولاتة الفاخرة لأبنائهم في أيام 13 و14 و15 من رمضان.


القرقيعان ... عادة تراثية ومهرجان رمضاني يزرع الفرحة لدى الاطفال
ويرتدي الأطفال خلال هذه الأيام الثلاثة الملابس التراثية الكويتية وهي عبارة عن سيديري ودشداشة للأولاد الذكور بينما ترتدي الفتيات البخنق وهي عباية تراثية، ثم يقومون بالخروج من المنزل بعد الإفطار في اليوم الثالث عشر من رمضان وهم يحملون القرقيعان ويدقون أبواب الجيران لطلب المزيد من القرقيعان ومنحهم إياه.
 
ويصرف الكويتيون في هذه المناسبة العزيزة ببذخ في شراء الحلوى والشكولاته والمكسرات للأطفال وتتسابق الأسر الكويتية في شراء أجود أنواع القرقيعان سنوياً.
 
ويقول الباحث التراثي عبدالله علي الكندري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) "يستعد الأبناء للاحتفال بالقرقيعان الذي احتفلنا نحن به من قبلهم فهو مناسبة لإحياء تراث أجدادنا، ومع الأيام أصبح مهرجاناً وكرنفالاً لا يمكن أن يمر على الكويت دون الاستمتاع به، فهو من المناسبات السنوية التى تقام فيها الفعاليات لمشاركة الأطفال فرحتهم".
وأضاف أن الأطفال ينتظرون هذه الأيام من رمضان بفارغ الصبر حيث يجتمعون لزيارة بيوت الجيران ليأخذوا القرقيعان وهم يهللون ويرقصون مرتدين الملابس التراثية التى تزينها الزركشة والألوان الفاقعة، حاملين السلات والأكياس المملوءة بالقرقيعان ويغنون الأغنية الشهيرة لهذه المناسبة وهي: قرقيعان وقرقيعان بيت اقصير ورمضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام، يالله تخلي ولدهم يالله خلي لأمه يالله، عسى البقعة ما تخمه ولا توازي على أمه.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من الأناشيد يتم توزيع المكسرات والحلويات على الأطفال وتوضع هذه الهدايا في الأكياس التي يحملونها وتعلق على رقبة الأطفال وتسمى بالخريطة، لافتاً إلى أن سبب اختيار أيام 13 و14 و15 من رمضان للاحتفال بهذه المناسبة هو ﻷن القمر يكون بدراً ومضيئاً ونظراً لعدم وجود كهرباء في ذلك الوقت كان ضوء البدر هو مصدر الإنارة الوحيد.
ويقول خالد العراقي صاحب أحد محال الحلوى في الكويت إن سلة الحلوى تبدأ من 100 دينار إلى 500 دينار اي ما يعادل ( 345 دولارا إلى 1500 دولار تقريبا) وذلك حسب التشكيلة المطلوبة وحسب نوعية الحلوى.
وحسب العراقي، يجري تقسيم سلات القرقيعان من قبل محال الحلوى إلى ثلاثة أنواع: عادي وهي السلة التي تحوي أشياء بسيطة وليس بها تنوع، وسوبر وتحتوي على أغلب انواع الحلوى وسوبر ديولكس وهي التى بها كل أصناف الحلوى والمكسرات، وهناك من يريد إضافات خاصة وتصل سعر هذه السلة الى 500 دينار تقريبا.
وأشار العراقي إلى أن هناك من يطلب شكولاته من نوع خاص وآخر يطلب مكسرات معينة، لافتاً إلى ارتفاع أسعار الحلوى بشكل عام في هذه الأيام وذلك لكثرة الطلب عليها.
وتقول أم فهد مواطنة كويتية: "منذ 15 عاما وأنا أشتري الحلوى من هذا المكان وأفضل اصطحاب أطفالي معي لكي يختاروا القرقيعان المفضل لديهم"، مؤكدة ان هذه المناسبة تشعرها بالسعادة وعندما تأتي هذه الأيام تذكرها بفترة الطفولة وتعيد الى ذاكرتها هذه الفترة الجميلة من حياتها حيث كانت تخرج مع صديقاتها لكي تقرقع معهن وتحدث المواقف التى لا تنسى.
أما ابوعبد الرحمن فيقول " القرقيعان مناسبة مهمة لدينا كخليجيين بصفة عامة ونحن في الكويت نحتفل في هذه الأيام من شهر رمضان أما بعض الدول الخليجية الأخرىفيحتفلون آخر رمضان"، مضيفا " إننياحب ان يقرقع أبنائي ويفرحوا كما كنا نسعد بهذه الأيام”.
ويقول الطفل محمد العلي: "احب ان اكون مع والدي أثناء شراء القرقيعان لكي اختار ما افضله وما يحبه أصحابي"، بينما تؤكد الطفلة أمل عبدالله أنها تفضل ان ترافق أمها أثناءالذهاب لمحلات القرقيعان كما أنها تكثر من شراء الشكولاته وتحب أن تضعها في كيس ذا الوان برتقالية.
ويفيد عبدالله علي احد الزائرين لمحلات الحلوى بإن الأطفال يسعدون بهذه المناسبة نظرا لان المناسبة مشتركة بين كل أبناء المنطقة وتوطد الأواصر بين العائلات وتزيد لحمة وتقارب الكويتيين كما تعمق روح المحبة والألفة من خلال قيام الأطفال بطرق جميع البيوت في الشارع لأخذ القرقيعان وتبادل الجيران القريقعان فيما بينهم.
وتخلتف عادات العائلات الكويتية بشأن شراء سلة القرقيعان فمنهم من يقوم بشرائها جاهزة وآخرون يجهزونها بأنفسهم فمثلا تفضل أم عايد شراء الأكياس والسلات فارغة ثم تقوم باختيار أنواع القرقيعان من حلوى وفول سوداني ومكسرات وألعاب.
وتقول أم عايد " احب أن أجهز السلة حسب ما يحب الأبناء"، مشيرة إلى انها تشتري السلة فارغة بدينارين والكرتون بنصف دينار والكيس مئة وخمسون فلسا.
ويتميز الاحتفال بالقرقيعان بملابس خاصة من الدشاديش والسيديري التي يرتديها الأطفال ما يؤدي إلى ارتفاع اسعارها، ويقول ابوعدنان صاحب محل دشاديش وسيديري انه يقوم بتجهيز الملابس الخاصة بالقرقيعان قبل رمضان لان الطلب على هذه الملابس يكون مرتفعا ايام القرقيعان.
ويؤكد ان الأسعار ترتفع قليلا وليس بشكل كبير كما في الحلوى لان بعض الأهالي يقومون بشراء الملابس قبل المناسبة بفترة لكي لا يشترونها في أيام القرقيعان بسعر مرتفع.ويباع القرقيعان في سلات وأكياس منقوش عليها اشكال تراثية قديمة من التراث الكويتي كما ان بعض الأهالي يفضلون أن تحتوي السلة على ألعاب صغيرة كالأشكال البلاستيكية والسيارات الصغيرةوالعرائس المملوءة بالحلوى والشكولاته والمكسرات.
وتشارك مؤسسات الدولة في الاحتفال بالقريقعان حيث توزع العديد من الشركات والمؤسسات والبنوك الكويتية القرقيعان على أبناء الكويت وتشاركهم الاحتفال بهذه الايام كنوع من الدعاية.

احمد المصري
الاحد 21 يوليوز 2013