نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


القهوة حسناء داكنة لا يمكن مقاومة سحرها




قيل الكثير عن فوائدها ومضارها لكن أغلبنا لا يستطيع أن يقاوم إغراءها وفتنتها الصباحية وحضورها الطاغي كحبيبة تزيدنا شوقا كلما ازددنا اقترابا ،ونشعر بغربة ووحشة إذا ما غابت عنا طويلا


القهوة حسناء داكنة لا يمكن مقاومة سحرها
وأعراض غيابها كأعراض العشق ،فالقهوة تشبه النساء من عدة وجوه فالقهوة الجيدة لها مواصفات مميزة أولها الرائحة العبقة المسكرة والمنشأ الطيب وتعدد النكهات والألوان كما تحتاج رفقا في التعامل وخصوصية في التحضير والتحميص حتى لا نفسد كل شيء وأخيرا يأتي التذوق ولكل ذائقته الخاصة وهواه وهي لا تؤخذ عنوة وفي أجواء مشحونة مضطربة بل تحتاج جلسة هادئة وتمهلا في الرشف والتذوق والقهوة شراب حلال سائغ إذا ما أخذت بحقها وباعتدال بينما تقود إلى العصاب والتسمم عند الإفراط في تناولها ،وأكدت دراسة علمية صدرت مؤخرا أن القهوة يمكن أن تقي النساء خاصة من السكتة القلبية وأنها تنشط الذاكرة عند النساء بالإضافة إلى فوائدها في التخفيف من مرض الزهايمر
وأكدت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم للقهوة، و بمعدل أربعة أكواب أو أكثر يوميا، يخفض مخاطر الإصابة بالسكتة مقارنة بمن يتناولن أقل من كوب واحد يوميا.والقهوة تعزز النشاطوالحيوية، وتلعب دوراً إيجابياً في زيادة النشاط الذهني وتساهم في زيادة القدرة على التركيز والاستيعاب. وتبين أن تناول القهوة في الصباح مع وجبة الفطور يزيد القدرة على التحليل المنطقي ،كل ذلك يجعلنا نقدم الشكر لذلك الراعي الأثيوبي الذي لاحظ أن أغنامه حين تأكل أوراق شجرة البن وثمارها تبقى مستيقظة طوال الليل وكانت تلك بداية اكتشاف البن ،وذكر الرازي البن والبنشام في كتابه "الحاوي". وكان المقصود بهاتين الكلمتين ثمرة البن والمشروب. وفي كتاب "القانون في الطّب" لإبن سينا ،يذكر البن والبنشام في لائحة أدويةٍ تضم 760 دواء.
وكان اليمنيّون أوّل من عمل على تحميص بذور البن وسحقها ،وسُجِّل في القرن الرّابع عشر في اليمن أوّل استعمالٍ غير طبّي للبُن. وبدأت زراعته على نطاقٍ واسعٍ منذ ذلك الوقت ،قبل أن تُقتلع أشجار البن في اليمن ليحل القات محلها ،وأشهر أنواع البن في عصرنا البن البرازيلي وذاك الذي يزرع في أميركا الجنوبية.
انتشر شراب القهوة في مطلع القرن السّادس عشر في الحجاز ومصر وبلاد الشّام ،ومن المُرجّح أنهّ انتقل على أيدي الحُجّاج ،ومن الشّام انتقل شراب القهوة إلى استنبول عندما افتَتَح سوريّان أوّل مقهى "كهفي خانة" قُدّمت فيه القهوة ، ومن استنبول انتشرت القهوة في أوروبا الشّرقية ومنها إلى كلّ أنحاء القارة الأوروبيّة، وحتى يومنا هذا تقدم الإعلانات التجارية عن القهوة بأنها عربية مائة في المائة
أما في الغرب فإن القهوة ظهرت لاول مرة في مدينة البندقية (فينيسيا) الايطالية في غضون عام 1570 ويعود الفضل بذلك للطبيب البينو.
واول محل لبيع القهوة والبن افتتح في إيطاليا عام 1640 وهناك رواية أخرى تفيد بأن اول محل لبيع القهوة افتتح قبل هذا التاريخ في مدينة ليفورنو الايطالية، وبعد ذلك انتشرت المقاهي المخصصة لبيع القهوة، وراح الايطاليون يبتكرون طرقا جديدة لتحضيرها الى ان اصبحوا من اشهر الشعوب التي تحضر القهوة وتفتخر بأنها إيطالية على الرغم من ان اصولها من بلاد بعيدة.
وكانت تُطحن عند أهل البادية يدويا بالمهباج وبإيقاعات جميلة كما يمكن أن تُردد بعض الأغاني مع عملية الطحن ،وهذا جزء من طقوس القهوة عند العرب ،ومن عادة البدو أن يضعوا فنجان القهوة جانبا قبل أن يشربوه إذا كان لهم طلب عند المُضيف الذي يسارع إلى تلبية طلبهم.
وصار المقهى في عصرنا رمزا لكافة أماكن التجمع فيطلق على بعض الأماكن التي لا علاقة لها بالقهوة كمقاهي الانترنيت وغيرها ،وراح كبار مصممي الأزياء يستوحون من ألوان البن المميزة وتدرجاتها ألوان أزيائهم

فراس محيي الدين عبد الله
الاثنين 23 فبراير 2009