نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


الليرة التركية بين مصالح التجار الأتراك و المتسوقين الاجانب




أدرنة (تركيا) -أنينديتا راماسوامي وإيرجن هافا – يتدفق اليونانيون والبلغار على إحدى المدن التركية الحدودية شمال غرب البلاد، التي يسافرون إليها بالحافلات أو السيارات الخاصة أو الدراجات البخارية بل وسيرا على الأقدام، لكي يتسوقوا من مدينة "أدرنة" بعد تحسن قدراتهم الشرائية نتيجة تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي وغيرها من العملات الأخرى.

ويعتبر سوق "أولوس بازاري" الذي يحتوى على حوالي 150 كشكا نقطة الجذب الرئيسية للمتسوقين في هذه المدينة، التي تقع على بعد سبع كيلومترات من الحدود اليونانية و17 كيلومترا من الحدود البلغارية.


 ويشترى القادمون من اليونان وبلغاريا في هذه السوق الملابس والأحذية وحقائب اليد والمحافظ والعطور ومستلزمات المنازل ومستحضرات النظافة والخضروات والأسماك.

في أحد الأكشاك يعرض البائع منتجات "نايك" و"بوما" و"أديداس" من الملابس والأحذية الرياضية. يلوح صاحب الكشك بيديه حول لافتة باللغة اليونانية تقول إن هذه المنتجات أصلية. وهناك كشك آخر ييع حقائب يد ومحافظ تحمل العلامات التجارية الشهيرة "لويس فيتون" و"جوتشي" و"فيندي" والتي تشبه تماما النسخ الأصلية منها.
يقول "بولنت رايس أوغلو" رئيس مجلس إدارة "أبيك" وهو رابطة أسواق مقرها في مدينة أسطنبول التركية /250 كيلومتر شرق أدرنة / "الناس هنا سعداء بالطلب القوي على السلع من جانب المتسوقين القادمين من الدول المجاورة. انخفاض قيمة الليرة ساعد الشركات والأعمال في أدرنة على الوقوف على أقدامها".
الحقيقة أن مدينة "أدرنة" مجهزة لاستقبال زوارها من اليونانيين والبلغار، ففي أي جولة في شوارع وسط المدينة التاريخي سترى اللافتات المكتوبة باللغتين اليونانية والبلغارية، وأعلام الدولتين في كل مكان من متاجر المخبوزات إلى باعة الذرة المسلوقة ومن فروع البنوك إلى مكاتب البريد.
ومنذ آب/أغسطس الماضي، ارتفع عدد الزوار الأجانب للمدينة، بعد أن انخفضت قيمة الليرة إلى مستويات قياسية، حيث وصل سعرها في مرحلة ما إلى 9ر7 ليرة لكل يورو و4 ليرات لكل ليف بلغاري.
يذكر أن الليرة فقدت منذ يداية العام الجاري أكثر من 40% من قيمتها أمام الدولار، كنتيجة جزئيا للنزاع الدبلوماسي والتجاري بين الولايات المتحدة وتركيا حول عدد من القضايا، ومخاوف المستثمرين بشأن استقلال البنك المركزي التركي.
ورغم تعافي الليرة نسبيا، فمازال الطلب من المستهلكين العابرين للحدود في المدينة التركية مرتفعا، وهو ما شجع أصحاب المتاجر على إعداد قوائم أسعار باللغتين اليونانية والبلغارية.
يقول "رايس أوغلو" إن "اليونانيين والبلغار ينفقون أكثر من أي وقت مضى بفضل انخفاض الأسعار وهو ما يعني أن الجميع رابحون"، مضيفا أن عدد زوار المدينة تضاعف منذ الصيف الماضي، وأن المتسوقين الذين يصلون إليها يوم الجمعة يظلون فيها يومي السبت والأحد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما يؤدي إلى انتعاش الفنادق والمطاعم المحلية. وقامت ر ابطة الأسواق "أبيك" بتوزيع قواميس صغيرة باللغتين اليونانية والبلغارية لمساعدة حوالي 350 بائعا في سوق المدينة على التواصل مع العملاء الأجانب.
ومنذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي تلقى أكثر من 100 بائع وموظف حكومي مثل شرطة الحدود وموظفي البنوك دورات تعليمية باللغتين اليونانية والبلغارية، بحسب "رجب زيبكينكورت" رئيس الغرفة التجارية لمدينة "أدرنة".
وفي كل يوم جمعة تأتي البلغارية "إلينا" إلى سوق المدينة التركية بالحافلة "أشتري الخضروات والفاكهة أسبوعيا وكذلك الملابس الداخلية والملابس العادية كل عدة أشهر لبيعها في متجري" في بلغاريا بحسب ما تقوله "إلينا" مضيفة "أستطيع دفع قيمة مشترواتي (في تركيا) بالليف البلغاري وهو أمر جيد للغاية".
وحتى في الأيام الممطرة والغائمة وشديدة البرودة ، فإن السوق يشتعل نشاطا بالمشهد التمثيلي الذي يؤديه "هادي تاكين" . وهو يرتدي جوارب من رأسه حتى أخمص قدمه بكل المقاسات والألوان مما يجعل المتسوقين يتجمعون حوله نوهو يرحب بهم مرة باللغة اليونانية ومرة أخرى باللغة البلغارية.
وقال "تاكين" البالغ من العمر 62 عاما " أتعلم اللغتين (اليونانية والبلغارية) لكن ببطء، أتمنى أن تتحسن طريقة تواصلنا مع جيراننا في وقت قريب". ويطلق رواد السوق على "تاكين" أيضا اسم "ميكي ماوس" بسبب مظهره.
وأضاف "رايس أوغلو"، "لا نحتاج إلى الإعلان" مضيفا أن المستوقين يأتون هنا عبر الدعاية المباشرة فيما بينهم.
وفي كل يوم جمعة يأتي حوالي 150 بائعا من اسطنبول إلى أدرنة بشاحناتهم المحملة بالبضائع.
يقول علي إحسان الذي يبيع المنتجات الجلدية، "مبيعاتنا تضاعفت منذ الصيف"، حيث يعرض الكثير من المنتجات المصنوعة من الجلد الصناعي وكذلك المعاطف التي يقول إنها مصنوعة من فراء الأرانب.
أما "ساميت تانجر" الذي يتعامل في منتجات النسيج فيقول "40% من عملائي يشترون كميات كبيرة لكي يعيدوا بيعها في بلادهم، 70% من من زبائني من بلغاريا".
وتقول سيدة بلغارية تتسوق مع والدتها لشراء المنتجات الجلدية "أنا هنا لأول مرة، لكنني أرى الناس تتعامل بطريقة ودودة للغاية. اعتقد أنه يمكنك العثور على الكثير من الأشياء التي تحتاجها هنا، سأعود الأسبوع المقبل.. سمعنا عن هذا المكان في البداية من أصدقائنا الذين يأتون إليه كل أسبوع".
وقال "رجب جوركان" عمدة مدينة أدرنة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه يعتزم إطلاق تطبيق خاص بالمدينة على الهواتف الذكية وفتح 16 كشكا في وسط المدينة مع إعداد دليل باللغتين الإنجليزية والبلغارية.
وبالنسبة للطعام، تشتهر مدينة أدرنة بالكبدة المقلية ورقائق الويفر والبقلاوة إلى جانب الكعك المصنوع زبدة اللوز وهو من المأكولات التراثية المشتركة بين اليونانيين والأتراك في هذه المناطق.
تقول السيدة قدرية التي تدير مخبزا للفطائر التقليدية التركية "النشاط ازدهر، ضيوفنا من اليونانيين والبلغار يشترون مخبوزاتنا بالكيلوجرام".

أنينديتا راماسوامي وإيرجن هافا
الاربعاء 2 يناير 2019