نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


المرأة الشبح بييرا ييلو تخرج من مخبئها لمحاربة المافيا في إيطاليا




روما - بييرا ييلو، سيدة إيطالية من صقلية تبلغ من العمر 52 عاما وهي عضو في مجلس النواب الإيطالي منذ نحو عامين. لكن قبل انتخابها، لم تكن ييلو موجودة في السجلات الرسمية، على الأقل بهويتها الحالية.


المرأة الشبح بييرا ييلو تخرج من مخبئها
المرأة الشبح بييرا ييلو تخرج من مخبئها
في آذار/ مارس 2018، فازت ييلو بمقعد عن حزب حركة خمس نجوم الشعبوي في مجلس نواب إقليم تراباني مسقط رأسها. وكي تدخل ييلو المعترك السياسي، كان يتعين عليها أولا الخروج إلى العلن. قضت ييلو السبعة وعشرين عاما الماضية تحت غطاء برنامج حماية الشهود حيث عاشت بهوية أخرى لحمايتها من تهديدات المافيا بالقتل. بدأت حياتها المستعارة عام 1991 حينما تمردت ييلو البالغة وقتها 18 عاما على عرف "اوميرتا" السائد في صقلية بشأن التزام الصمت حيال جرائم العنف، وأبلغت الشرطة عن قتلة زوجها . زوج ييلو نفسه المدعو نيكولا أتريا كان رجل عصابات تم إرغامها على الزواج منه. وقد أعدمه خصومه من رجال العصابات أمام عينيها في مطعم البيتزا الذي كان يديره الزوجان سويا. تقول النائبة في حوار مكتوب مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب أ): "حين توفي زوجي قلت لنفسي بأن هذا يكفي وأنني أدرك انني اتخذ القرار الصائب". وخلال حملتها الانتخابية، عُرفت ييلو "بالمرشحة الشبح" لأن وجهها كان مخفيا في الملصقات والمواد الدعائية الأخرى لأسباب أمنية. لم يبلغ الأمر حد أن تخوض ييلو حملتها الانتخابية وهي ترتدي قناعا أو تتخفى تحت حجاب، لكنها تتذكر قائلة "عندما التقيت الناخبين، كنت أطلب منهم عدم التقاط الصور لي واحترم الناس مطلبي". وتضيف ييلو أنها لم تتوقع هذا القدر من الداعمين في دائرة انتخابية تخترقها المافيا بقوة خاصة مع سجلها السابق كمخبرة للشرطة. تقول ييلو " لكن (حقيقة فوزي) جعلتني أدرك أن المواطنين أمثالي يتغيرون ويتوقون إلى سيادة القانون". وقد أثار فوز ييلو طعنا قضائيا دراميا نظرا لأن المرشح الخاسر ادعى أن ييلو خرقت القانون بالتسجيل كمرشحة بهويتها الحقيقية بينما هي قانونيا تحمل هوية أخرى. وانتهت القضية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي حيث حكم القاضي بإسقاط تهم التزوير بحق ييلو وموظف عام ساعدها في الحصول مستندات الانتخاب. وفي الوقت الحالي استعادت ييلو اسمها الحقيقي ولم تعد هويتها سرية. لكنها لا تزال تحت حماية الشرطة وهو الأمر الذي تعتقد أنه سيستمر طيلة حياتها. وتقول "قررت أن أكشف عن وجهي فقط لأن إخفائه يتعارض مع العمل العام"، وتضيف ييلو قائلة "إن عدم إمكانية استخدام المرء لاسمه الحقيقي هو بمثابة خسارة جزء من النفس". وكنائبة في البرلمان، تركز ييلو على القضايا القريبة من قلبها. ييلو عضوة في اللجنة القضائية وسبق أن تقدمت بمشروع قانون لتحسين حقوق الأفراد الذين يعيشون تحت غطاء برنامج حماية الشهود، ومشروع قانون آخر لمساعدة ضحايا جرائم الابتزاز من قبل المافيا. وتوضح ييلو أنه ما زال هناك الكثير لفعله من أجل هزيمة مافيا صقلية المعروفة بكوزا نوسترا وجماعات المافيا الأخرى. على سبيل المثال، ما زالت السلطات الإيطالية تطارد أكبر زعماء مافيا صقلية المطلوبين ماتيو ميسينا دينارو والهارب منذ عام 1993. كما تقول ييلو "لقد أبلغت الشرطة بأسماء أعضاء جماعة المافيا التابعة له، بحيث يكون القبض عليه ليس فقط انتصارا للدولة ولكن انتصارا لي على المستوى الشخصي". لكن هل يمكن هزيمة المافيا إلى الأبد؟ ييلو ليست واثقة تماما من ذلك. وتقول " سنحتاج إلى تغيير عقليات الناس من أجل ذلك، لكن ليس فقط في صقلية. فالمافيا لم تعد مشكلة خاصة بصقلية". وتعد تجربة التخفي بهوية جديدة أحد الصعاب العديدة التي واجهت ييلو. واعتاد زوج ييلو الراحل أن يسيء معاملتها جسديا حتى حينما كانت حاملا. وقد بدأ زواجهما بنذير شؤم في عام 1985 ، مع قتل والد زوجها على يد المافيا أثناء شهر العسل. وعندما حدث الأمر نفسه مع زوجها بعد ست سنوات، أصبحت بمفردها برفقة ابنتها التي كانت تبلغ من العمر ثلاثة أعوام. ولجأت للشرطة وأصبحت مخبرة إلى جانب أخت زوجها ريتا آتريا. وتولى القاضي باولو بورسيلينو أحد أكبر المدعين العموميين المناهضين للمافيا في إيطاليا رعاية المرأتين. لكن في عام 1992، انتحرت آتريا بعدما توفي بورسيلينو جراء هجوم نفذته المافيا بواسطة قنبلة في باليرمو، وهو المصير نفسه الذي لاقاه الكدعي العام البارز الآخر والمناهض للمافيا جيوفاني فالكوني. ومضت ييلو في حياتها وهي محطمة نفسيا. فتقول "مع اسمي الجديد، تمكنت من تكوين أسرة جديدة، والحصول على وظيفة، واستطعت أن أعيش حياة شبه طبيعية". وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، وبسبب مشوار حياتها المميز أدرجت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي ) النائبة البرلمانية ضمن قائمتها الخاصة بأكثر 100 امرأة إلهاما وتأثيرا في العالم. وتتحدث ييلو عن هذا اللقب التكريمي قائلة "بصراحة، لم أنظر لنفسي يوما بوصفي امرأة ملهمة، فالحياة التي خضتها جعلتني إنسانة خجولة بالأحرى". ومع هذا، أبدت ييلو امتنانها للتكريم فتقول " لكنني بالتأكيد سعيدة وممتنة لهيئة بي بي سي ،لأنه ببساطة زيادة الوعي إزاء قضية المافيا يخدم جهودي بلا شك".

الفيس ارميليني
الثلاثاء 7 يناير 2020