نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


المسلمون في ماينمار يشعرون بالخوف على الرغم من الديموقراطية الوليدة




يانجون- بيتر يانسن - انضم ماونج ماونج مينت وهو يعمل مشرفا على المسجد الجامع للمسلمين السنة من أصل بنغالي بمدينة يانجون إلى الاحتجاجات ضد النظام العسكري التي اندلعت عام 1988وثورة الزعفران التي قادها الرهبان عام 2007.


المسلمون في ماينمار يشعرون بالخوف على الرغم من الديموقراطية الوليدة
ويقع هذا المسجد الشهير الذي شيد عام 1862عبر الشارع أمام معبد سولي البوذي الذي كان نقطة محورية للإحتجاجات الشعبية عامي 1988و2007، وانتهت كل من هذه الاحتجاجات بأعمال قمع وحشية من جانب الجيش.

ويقول ماونج ماونج مينت / 57عاما / " أحد أبناء عمومتي قتل في عمليات القمع عام 1988، وفي ذلك الوقت اتحد البوذيون والمسلمون في مواجهة العسكر ".
ويضيف " نحن المسلمون قاتلنا من أجل الديموقراطية، ولكن بعد أن حصلنا عليها لم نعد نشعر بالأمان، بل إننا كنا أكثر أمنا في ظل الحكم العسكري ".
وبدأ العصر الجديد من الديموقراطية البرلمانية في ماينمار بإجراء الانتخابات في تشرين ثان/نوفمبر 2012، وفاز فيها حزب الاتحاد من أجل التضامن والتنمية الموالي للجيش.

ومن الناحية النظرية وضعت الانتخابات نهاية للحكم العسكري الذي استمر طوال 48عاما، وأدت السياسات التي انتهجها بعد ذلك الرئيس ثين سين ذو الاتجاهات الإصلاحية إلى إعادة ماينمار التي كانت توصف في السابق بأنها دولة منبوذة إلى الحظيرة الدولية.

وألغت الدول الديموقراطية الغربية العام الماضي العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها على ماينمار، الأمر الذي شجع على قدوم العديد من زعماء العالم ووكالات المعونة ورجال الأعمال والسياح في زيارات إلى هذه الدولة.

غير أن مشاعر الحماس لميانمار الجديدة أفسده فقط اندلاع عنف طائفي، بدأ أولا في ولاية راخين العام الماضي مما أسفر عن مصرع 167شخصا معظمهم من المسلمين، ثم اندلع مرة أخرى خلال العام الحالي عندما سقط نحو 50مسلما قتلى خلال أعمال شغب معادية للمسلمين وقعت في وسط وشمالي ماينمار.

ولم يحدث أن شهدت ماينمار وهي دولة تعتنق غالبية سكانها البوذية مثل هذا بعنف العنف الديني الخطير منذ تجربتها القصيرة مع الديموقراطية تحت حكم رئيس الوزراء المنتخب يو نو الذي امتدت فترة حكمه ما بين 1949إلى 1962.
ولم يسمح الجنرال نيو وين رجل الجيش القوي الذي أطاح برئيس الوزراء يو نو في انقلاب عسكري عام 1962بأي شكل من أشكال الانشقاق سواء كان دينيا أم علمانيا خلال فترة حكمه التي أتسمت بالقبضة الحديدية واستمرت حتى عام 1988، كما أن المجلس العسكري الذي حكم ماينمار خلال الفترة من 1988حتى عام 2010قمع أي بادرة تشير إلى حدوث قلاقل.

ومع قدوم نظام شبه ديموقراطي مع حرية التعبير ظهرت كالفقاعات على السطح مرة أخرى التوترات الطائفية التي تم قمعها لزمن طويل، وغذت هذه التوترات بعض حملات الكراهية المنظمة جيدا.

وتزعم الراهب البوذي ويراثو العمليات المعادية للمسلمين التي انبعثت من مرقدها، ويصف ويراثو نفسه بأنه أسامة بن لادن البوذية وحرض على تشكيل حركة 969في أوائل العام الحالي بهدف تشجيع البوذيين على مقاطعة الأنشطة التجارية التي يمتلكها المسلمون.

وبدأ الرهبان البوذيون المتطرفون في شباط/فبراير الماضي في توزيع علامات وشعارات تحمل اسم حركة 969والتي اشتق اسمها من الصفات التسع لبوذا والصفات الست لتعاليم البوذية والصفات التسع للرهبنة وذلك انطلاقا من ولاية مون لتنتشر بعد ذلك في جميع أنحاء البلاد.
ويوجد بمدينة مولمين وهي عاصمة ولاية مون أعلى معدل لنسبة السكان المسلمين في ماينمار مقارنة بالبوذيين، حيث يمثلون ما نسبته نحو ثلث تعداد المدينة.

ومعظم هؤلاء المسلمين ينحدر من سلالة العمال الهنود الذين جلبهم البريطانيون إلى مدينة مولمين عندما كانت المدينة أول عاصمة للدولة تحت الاستعمار البريطاني خلال الفترة بين 1826و1852.
ويقول كو زاو الذي وضع شعار 969فوق متجر المشغولات الذهبية الذي يمتلكه منذ ستة أشهر " إن كثيرا من الناس في مدينة مولمين يشعرون بأنهم مغلوبون على أمرهم من جانب الطائفة المسلمة، وفي البداية لم أكن أعرف ما الذي يمثله هذا الشعار، ولكني لا أستطيع أن أنزله لأنني لا أريد أن أنزل من مكانة الرهبان " .
ويعتقد كثير من المراقبين أن حركة 969هي لعبة سياسية تحركها عناصر من الجيش أو من حزب الاتحاد من أجل التضامن والتنمية قبل الانتخابات العامة التي ستجرى عام 2015.

وسواء تم المناورة بهذه الحركة أم لا إلا أنها اكتسبت قوة وجاذبية نتيجة المخاوف والتحيزات المتأصلة ضد مسلمي ماينمار الذين يشكلون ما نسبته خمسة في المائة من تعداد سكانها وفقا للإحصائيات الحكومية على الرغم من أن هذا الرقم يدور حوله الجدل.

ولم يتم إجراء تعداد رسمي للسكان في البلاد من عام 1983، وتضع بعض التقديرات نسبة مسلمي ماينمار فوق العشرة في المئة من تعداد السكان.
ويوضح كو كو جي وهو ناشط سياسي أمضى 16عاما داخل السجن بسبب أنشطته المعارضة للحكومة قائلا " إن ويراثو ليس ساحرا، وجزء من المشكلة يكمن في مشاعر الناس المشتعلة ".

وذكرت تقارير الشرطة أن مجموعة من قطاع الطرق قامت الشهر الماضي بالاستيلاء على حافلة يمتلكها مسلمون كانت في طريقها من مولمين إلى يانجون وقتلت السائق بالرصاص وسرقت ممتلكات الركاب مع تحذير لهم بأن ما حدث هو ما يستحقونه بسبب تعاملهم مع شخص مسلم أي مالك الحافلة.

ولم توجه حكومة ماينمار الانتقاد لويراثو، بل حظرت مؤخرا دخول عدد مجلة تايم الأمريكية بسبب موضوع الغلاف الذي نشرته والذي صور ويراثو على أنه إرهابي، ويزعم المسئولون في بورما أنه ليس ثمة دليل على أن الحملات التي يشنها هذا الراهب لها علاقة بأعمال العنف ضد المسلمين. غير أن هؤلاء المسئولين ينفون أنهم يؤيدون هذه الحملات.

ويؤكد هتاي أو نائب رئيس الحزب الحاكم أن الحكومة والحزب لا يقفان وراء حركة 969، ويعرب عن اعتقاده بأن هناك مجموعات قد تكون راغبة في تقويض السلام والاستقرار، ويقول " إنه من الصعب العثور على شخص يلقي الحجارة وهو مختف وسط الظلام ".

بيتر يانسن
الخميس 15 غشت 2013