نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


المقامرة...كتاب يكشف الخلاف حول الاستراتيجيات بين غزاة العراق




اتخذت عملية الحرب على العراق مساراً مختلفاً في عام 2007م مع تسلم الجنرال ديفيد بتراوس دفة القيادة والإعلان عن زيادة عدد القوات. وفي هذا الكتاب يكشف مؤلفوه معلومات جديدة عن الخلافات الخفية التي ظلت تدور بين كبار القادة المكلفين بتولي مهمة وجود الجيش الأمريكي بالعراق، حيث استغرق هؤلاء المؤلفون، وعلى رأسهم كبير مراسلي البنتاجون توماس ريكس، مئات الساعات من اللقاءات مع كبار المسؤولين بكل من العراق وواشنطن لتدوين كل ما يتعلق بذلك التحول الذي اشتد حوله الخلاف.


المقامرة...كتاب يكشف الخلاف حول الاستراتيجيات بين غزاة العراق
منذ أوائل 2007م تبنت الإستراتيجية الأمريكية نظاماً عسكرياً جديداً عارضه بعض كبار قادة الجيش، الذي عارضوا أيضاً غزو العراق في عام 2003م، وانتقدوا أساليب الممارسة الحربية منذ ذلك الوقت وحتى 2006م.
ويركز الكتاب بصفة خاصة على الجنرال ديفيد بتراوس، الذي حشد حوله عدداً كبيراً من الضباط ذوي خبرة في فنون القتال المختلفة، وأوضح لهم خطته الجديدة.
وكان ثلاثة من مستشاريه أجانب، وهم عالم أنثربولوجيا أسترالي الجنسية بكتيبة المشاة، وسيدة بريطانية معارضة للحرب، وخبير في شؤون الشرق الأوسط فلسطيني الجنسية.
والجنرال ديفيد بتراوس هو الذي تبنى فكرة زيادة عدد القوات، التي عارضها عدد من كبار القادة، إلى الدرجة التي لم يتبق فيها قائد واحد لم يعترض عليها.
وذهب الكثيرون من كبار مستشاري بتراوس إلى العراق وهم في حالة تشاؤم، وغلب على أغلبهم الشك بأن فكرة زيادة عدد القوات قد لا يكون لها أي تأثير، لدرجة أن قائده المباشر سارع بإرسال أدميرال إلى بغداد في صيف عام 2007م بإستراتيجية جديدة الهدف منها استبدال إستراتيجية بتراوس. وسافر القائد بنفسه إلى بغداد للتفاهم مع بتراوس لإثنائه عن عزمه الإدلاء بشهادة أمام الكونجرس.
ويتناول الكتاب كل ما قيل في جلسة الكونجرس من وجهة نظر بتراوس والسفير ريان كروكر ورأيهم في التساؤلات التي وجهها إليهم مرشحو الرئاسة الأمريكية للعام 2008م.
وكان استمرار الانتشار والبقاء بالعراق يعني بالنسبة لبتراوس استمرار الحرب، ويستنتج المؤلف من ذلك احتمال استمرار الحرب لفترة تتراوح بين خمسة وعشرة أعوام، وعبر عن هذه الفكرة بمقولة اختتم بها كتابه مفادها: (أن الأحداث التي من أجلها سنتذكر حرب العراق، ويتذكرها العالم من حولنا، لم تقع بعد).
ويدهش المؤلف القارئ حين يؤكد أن فكرة زيادة عدد القوات قبل بتراوس ترجع إلى الجنرال أوديرنو وتابعه من بعد بتراوس.
فقد شدد أوديرنو على أهمية زيادة عدد القوات في توفير الحماية لعامة الناس في العراق، وطالب المعترضين بأن يتخيلوا أنفسهم بين عامة الناس لكي يشعروا بما يعانون، ومن هنا أتى جوهر فكرة الزيادة.
وفي رأيه أن هذه الزيادة تمثل خطة جديدة وتفكيراً استراتيجياً جديداً، إذ كان يرى أن القوات الموجودة قبل الزيادة لم تكن تبارح مخابئها طوال اليوم، ولم يكن بوسعها الخروج لحراسة الشعب سوى ساعة واحدة في اليوم، تاركة الناس فريسة للمقاتلين وغيرهم فيما تبقى من اليوم.
ولذلك كان أوديرنو يرى ضرورة المسارعة إلى التواجد بين الناس، والتعرف عليهم، وجعلهم يتعرفون على من يقدم لهم الحماية، ومحاولة فهم الموقف الأمني العام لإتاحة المجال للقوات المسلحة لتقديم المعونة لهم وإعلامهم بوجود المتمردين أو أي أثر لهم من دبابات أو أي أدوات أخرى في أي مكان.
كل هذا كان يفكر فيه الجنرال أوديرنو إلى أن خلفه بتراوس، الذي تحدث إلى أوديرنو دون علم أحد قبل أن يسافر للعراق، ووافق على الفكرة تماما قبل وصوله، كما أوضح للجنود من حوله أنه ينوي اتباع مبادئ الجنرال أوديرنو، الذي كان وحيدا في تأييده فكرة زيادة عدد القوات، رغم معارضة قائده الأعلى.
واعتبر كلاهما أن التحول إلى فكرة زيادة عدد القوات كان في رأيهما من أصعب الفترات التي مرت عليهما، وذلك لأنهما أصرا على تبني هذا التغيير نسبة لما كان يحدث من استخدام القوات الأمريكية لسياسة التنكيل والبطش لأي سبب، ما أدى إلى التدمير الشديد وقتل أعداد لا حصر لها.
كل ذلك كان يمثل كابوساً مرعباً لكليهما، ومن هنا لم يجدا بدا من تبني هذا التحول من خلال إستراتيجية جديدة تنظر للأمور بمنظور غير تقليدي، وكانت أصعب خطوة اتخذوها هي تحريك القوات الأمريكية من أماكنها المعتادة بعيداً عن المناطق السكنية إلى أماكن جديدة يجأورون فيها الناس.
وفي أثناء خروج الجنود للشارع العراقي، وهو ما نادى به الجنرالان، قوبلت إحدى الكتائب بعدد كبير من القنابل، وخاصة بعد تعرفهم على المخابئ التي يوجد فيها المتمردون.
وكان من رأي الجنرالين أن الأحاديث في أروقة القوات الأمريكية حول ضرورة حماية الشعب العراقي لم تنقطع على مدى أربع سنوات دون أن يصل الأمر إلى حيز التنفيذ، ومن هنا اتخذا هذا القرار، ورأيا أن يسير الجنود بين الناس ويؤمنوا الأماكن السكنية مما قد يطلق عليها من قذائف.
ومما جاء على لسان الجنرال أوديرنو قوله لجنوده: (لا تكونوا شديدي الطموح، بل تجملوا بالصبر لأنه وسيلتكم لتحقيق ما تريدون، ولا تحاولوا احتلال أرض ليس بمقدوركم إحكام السيطرة عليها).
وقد حاولت الولايات المتحدة في بداية الحرب تجميع أكبر قدر من الحلفاء بأي وسيلة اعتمادا على وجهات نظر بدت على درجة من النبل ثم تركت هؤلاء الحلفاء في مواجهة العدو.
ويرى المؤلف أن موقف الولايات المتحدة هذا استمر على مدى السنوات الأربع السابقة لعام 2007م، وأنه أدى إلى فقدان حلفاء كانوا على قدر كبير من الأهمية، كما أدى فقدان غيرهم ممن كانوا يعينون الأمريكيين على قيادة التحركات العراق في الاتجاه الذي يرغبونه، إلى وصل الحال بالأمريكيين إلى مواجهة حاملي السلاح.
فالحلفاء إما ذهبوا أو قتلوا، وبذلك خسرت الولايات المتحدة الكثير من أبنائها، وخصوصاً المنحدرين من الطبقة الوسطى.
ويورد المؤلف في فصل خاص من كتابه سماه (الخطوة الأصعب) أن أصعب تحدٍ واجه الجنرال في تنفيذ إستراتيجيته هو تحريك الجنود الأمريكيين من الأماكن المعزولة إلى المناطق التي تتواجد بها المدارس ومكاتب البريد والمصانع والمساكن ونشرهم في كل مكان تدب فيه الحياة في بغداد وغيرها من المدن العراقية. ومما زاد الوضع تعقيداً أن الجنود الأمريكيين في البداية تعرضوا لهجمات كثيرة بلغت مائة وثمانين هجمة في اليوم الواحد.
تلك كانت معركة بغداد والمدن العراقية الأخرى، حيث ساءت الأوضاع بالنسبة للقوات الأمريكيين نسبة لتزايد الهجمات عليهم عن طريق العربات المفخخة، وتزايد اصطياد وقصف المروحيات الخاصة بهم حتى وصل الحال بالجنود إلى مرحلة كبيرة من اليأس.
وكان الرأي السائد هو أن فكرة زيادة عدد القوات لن يكتب لها النجاح، وفي هذا يسجل المؤلف قول أحد الجنود: (إن الأمور تزداد سوءاً، فالناس في العراق لا يحترموننا، بل يبصقون في وجوهنا، ويقذفوننا بالحجارة).
ويواصل الجندي حديثه قائلاً: (لقد أصبح كل هم الجنود إنقاذ حياتهم من الهجمات المفاجئة، ولكن ما الذي ينجيهم من القنابل المدفونة في كل مكان وأقلها يستطيع تفجير أضخم المركبات
-----------------------------------

الكتاب: The Gamble
المؤلفون: Thomas Ricks and Others
الناشر: Penjuin GP

حركة القوميين - الجزيرة السعودية
الاثنين 23 مارس 2009