نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


المقاومة صارت من ثوابته........الخصوصية الدرزية قد تفسر خلفيات استدارة جنبلاط السياسية





بيروت - ا ف ب - دمشق - د ب أ - جوني عبو - اعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط الخميس انه رسم مع الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائهما الاربعاء "خطا بيانيا سياسيا" للمستقبل يتضمن ثوابت تبدأ ب"دعم المقاومة"، في اشارة الى حزب الله ابرز حلفاء سوريا في لبنان، مؤكدا بعد خمس سنوات من القطيعة مع دمشق ان "الماضي قد انتهى".
وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في منزله في كليمنصو في غرب بيروت وخصصه للحديث عن زيارته القصيرة الى دمشق، "الماضي انتهى. لقد قررنا وضعه جانبا وتحدثنا عن المستقبل".
واضاف ان "دروس الماضي مهمة للعبرة لكن المستقبل اهم".


الرئيس السوري بشار الأسد مع وليد جنبلاط
الرئيس السوري بشار الأسد مع وليد جنبلاط
وتحدث عن "رسم خط بياني سياسي يبدأ بدعم المقاومة وحماية المقاومة في الدفاع عن لبنان واستمرار عملية التحرير".
وقال جنبلاط ردا على سؤال عما اذا كان سيغير تموضعه السياسي، "الموضوع ليس انتقالا من موضع الى آخر بل تأكيد على الثوابت".

واوضح ان من الثوابت التي تم الاتفاق عليها ايضا مع الاسد، "بناء علاقة مؤسسات بين لبنان وسوريا في السياق الامني والسياسي والاقتصادي".
واضاف ان الحديث تناول ايضا "امكانية الابتداء بترسيم الحدود (بين لبنان وسوريا) انطلاقا من المناطق التي ليست تحت الاحتلال" الاسرائيلي.

من جهة ثانية، تحدث جنبلاط عن "خصوصية الجبل (الدرزي) واهمية التواصل الموضوعي التاريخي بين اهل الجبل والعائلة السورية العربية الكبرى، وتثبيت الموقع العربي لهذا الجبل، والعمل على التواصل بين العرب في فلسطين واخوانهم في لبنان".
وكان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي دعا الاربعاء الى "عودة التحالف الاستراتيجي بين دروز لبنان وسوريا".

والتقى جنبلاط الرئيس السوري الاربعاء بعد سنوات من القطيعة شن خلالها الزعيم الدرزي هجمات عنيفة على القيادة السورية، على خلفية اتهامها باغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في 2005.
لكن جنبلاط بدأ منذ الصيف الماضي يتقرب مجددا من سوريا. وانسحب في آب/اغسطس من قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية، واضعا نفسه في "موقع وسطي".
كما انه عقد مصالحة مع حزب الله بعد حملات عنيفة شنها عليه للمطالبة بنزع سلاحه والركون الى الدولة في "قرارات الحرب والسلم".

وردا على سؤال عن موقف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله من المحكمة الدولية، قال جنبلاط "كانت له ملاحظات حول التحقيق، وانا لا املك المعطيات التي يملكها ولن اتكلم عن التحقيق، لكن قوله انه متجاوب مع التحقيق امر جدا ايجابي".

واضاف "لاحقا علينا جميعا ان نبحث اذا ما صدر شيء معين (عن المحكمة) يهدد الاستقرار كيف نحافظ على الاستقرار بالتوازي مع العدالة"، مضيفا "لا استطيع ان ابت وحدي بذلك شخصيا، هناك الرئيس (رئيس الحكومة سعد) الحريري وعائلات الشهداء والعوامل السياسية".

وكان نصرالله اكد مساء الاربعاء ان حزبه "لن يسكت على اي اتهام سياسي او اعلامي" يوجه له في قضية اغتيال رفيق الحريري، مؤكدا ان المحكمة الخاصة بلبنان، التي تنظر في القضية، استدعت خلال الفترة الاخيرة عناصر ومقربين من الحزب للتحقيق.
واضاف "من يريد ان يوجه لنا اتهاما من هذا النوع يجب ان يعرف اننا لن نقبل حتى لو بسطوا الموضوع. القول اننا لا نتهم حزب الله بل افرادا في حزب الله هو ايضا اساءة الينا".
واعتبر ان الذين سيتهمون حزب الله سياسيا "سيدفعون البلد الى مكان صعب".
----------------------------------------------------------------------------------------------
دمشق - جوني عبو - بعد أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد أمر وأعطى التعليمات بأغلاق باب القاعة التي جمعته بالزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في دمشق وبعد ان جلس الأخير على كرسي الاعتراف فانه سيكون قد بدأ تنفيذ التزام ووعد "البوح " الذي كان قطعه على نفسه ،خاصة انه أستبق زيارته "بأستدارة " سياسية في مواقفه ،للسير في الخط العروبي الذي تنتهجه سوريا ، وصولا إلى أعتذاره العلني الذي سمح باكتمال وساطة رأس حزب الله حسن نصرالله من أجل فتح الباب لعودة العلاقة بين دمشق وأحد ابرز حلفائها التقليديين في لبنان
قبل أن كان أفترق عنها وذهب بعيدا في عدائه اتجاهها ،معلنا الطلاق بعد الساعة الأولى التي أعقبت أغتيال "صديقه " الراحل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في صباح يوم 14 آذار/مارس من عام 2005 حتى حانت عودته مع تباشير " فجر اليوم الأخير من أذار/ مارس2010 .

المصالحة " الجنبلاطية السورية ، تشمل الكثير من قول الأسرار في لقاء مفصلي لدى كل جانب الكثير مما يريد قوله للطرف الآخر، فيه والمكاشفة ولو كانت نسبية فهي ستكون هامة وضرورية لبناء جسور الثقة المرتقبة .

لا شك ان " ابا تيمور " تحدث إلى الرئيس الأسد مطولا ، ولعله وكما يقولون عنه ، لم يرمي كل الأوراق دفعة واحدة ، وبدا للوهلة الأولى متحفظا بعض الشيء لأعتقاده أن العودة هي " مصلحة مشتركة " وليس لصالح جانب دون آخر مع الإقرار بثقل وأهمية دور "الجارة الكبيرة " في مقابل طيف لبناني سوري له مكانته ، لكن بالمقابل فإن الرئيس الأسد يدرك معنى كل تفصيل في لقاء من هذا النوع .

ومع فتح صفحة جديدة بين دمشق وزعيم المختارة وطي صفحة الماضي القريب فإن العلاقة يفترض أن توضع على الطريق السليم في عودة المياه إلى مجاريها السابقة وإن آخذت بعض الوقت .

يقول الاعلامي السوري منذر الشوفي وهو أحد ابناء منطقة جبل العرب جنوبي دمشق لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) " اعتقد أن زيارة السيد جنبلاط تفتح صفحة جديدة في العلاقة ولكن نتائج الزيارة قد لا تظهر سريعا والسبب هو أن اساءات وليد بيك لسوريا وقيادتها كانت كبيرة ، لكن طالما قرر الرئيس الأسد استقباله فإن هذا بتقديري يؤكد أن قلب سوريا كبير وهي لا تشخصن العلاقات وتضع الجراح جانبا لأن الاعتبارات الوطنية والقومية تتغلب في نهاية المطاف وتصرف سوريا بهذا الشكل انما هو موقف كبير ، خاصة ان القيادة السورية أختارت الوقت والزمان المناسبين لأنجاز الزيارة ".

ويرى المحلل السياسي السوري عمران الزعبي في حديثه لوكالة الانباء الالمانية(د.ب.أ) ان "هذه الزيارة مهمة لانها تؤكد بان سوريا باقية على ثوابتها المعيارية في إنتمائها للمقاومة وحرصها على استقرار وأمن لبنان وان دمشق كانت البوصلة التي حكمت الاداء السياسي في السنوات السابقة ".

ويضيف الزعبي وهو محامي شهير في دمشق "سوريا قبلت اعتذار جنبلاط واستقبلته بعد ذلك وهو الذي كان بدأ عودته التدريجية إلى حالة الرشد السياسي والخط السياسي القومي العربي منذ نهاية العام 2008 الذي يوافق الخط السياسي العام لسوريا ونهجها القومي في دعم المقاومة واعتبار المشروع الصهيوني هو الخطر على المنطقةوهي بذلك تجدد التأكيد على ثوابتها المعروفة من قضايا المنطقة ".

ويقول دبلوماسي عربي في دمشق رفض الكشف عن اسمه إن " الامور في المنطقة تغيرت فالخيارات السياسية ليست هي نفسها ، قبل بضع سنوات ، واللاعبون جميعا يعرفون ذلك ، تغيرت الأصطفافات وتغير التوجه الدولي إزاء سوريا ولبنان وتغيرت طرق معالجة الملفات المقلقة هنا في هذا الجزء الحساس من العالم".

وتعتبر الدوائر الرسمية السورية أن مجرد حدوث الزيارة ، بغض النظر عن النتائج التي ستظهر أو معرفة تفاصيل ما دار بين الرئيس الأسد و الزعيم اللبناني يعني توقف القطيعة والتي كانت بدأت منذ أواخر العام 2003 بشكل هاديء دون ان تظهر الى العلن حتى وصولها الى ذروتها بعد أنفجار السان جورج في بيروت . ورغم ان محادثات الرجلين قد طاولت استعراض الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع سوريا ولبنان وأهمية تعزيز العلاقات السورية اللبنانية بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة وخدمة مصالح الشعبين وقضايا العرب الجوهرية لن تكون عودة التعاطي على الأرجح كما كانت عندما كان جنبلاط يزور دمشق وقتما يشاء ويعرف الطريق وتفاصيله جيدا ، والسبب هنا واضح ، فسوريا اعلنت مررا انها تريد "مأسسة العلاقة مع الحكومة اللبنانية " وسوريا أكدت ان هناك طرقا وآليات جديدة لزيارات المسؤولين والزعماء اللبنانيين تختلف عندما كان " الخط العسكري "ناشطا بين الجانبين .

وربما لتأكيد توجهه الجديد أو لأسباب واجبة ورسمية فان جنبلاط وقع في الزيارة على " أشادته بمواقف الرئيس الأسد تجاه لبنان وحرصه على أمنه واستقراره مثمناً الجهود التي قام ويقوم بها لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين ".

كما ان الزعيم الأبرز في طائفة المسلمين الموحدين الدروز في المنطقة ككل وليس فقط في لبنان إذا جاز التعبير يعرف قبل غيره أهمية انخراطه في خط الثامن من آذار المقاوم في لبنان وسيعود الآخرون لتوفير ظروف التعايش التي ستجمعه من الان فصاعدا بالتأكيد مرارا جهارا نهارا كما يقال على " أهمية دور المقاومة لما تمثله من ضمانة في وجه المخططات التي تقودها إسرائيل والتي تستهدف المنطقة العربية برمتها " .

يقول الكاتب والاعلامي السوري المعروف ومدير التلفزيون السوري الحكومي قبل ان يؤسس تلفزيون الدنيا الخاص ويتسلم أدارته قبل بضع سنوات فؤاد شربجي في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) " نحن نرى ان تجربة جنبلاط وانخراطه في خيار العروبة والمشروع القومي والمقاوم وعودته من مشروع الشرق لاوسطي الجديد الذي كان سائرا به هي تجربة مهمة لمستقبل سوريا ولبنان والمنطقة كلها ، خاصة اذا استفدنا من التفاصيل التي خبرها جنبلاط اثناء انخراطه السابق بمشروع الشرق الاوسط الجديد نحن كسوريين نطوي الصفحة مع جنبلاط لنبني المستقبل ولا نقبل ما قاله حول النسيان واغتيال والده كمال جنبلاط لاننا لا نقايض بل نبي للمستقبل ".

ومع "بوح " جنبلاط في دمشق بكل شئ او باكثر ما يعرفه فان الكثير من "الألغام" التي كانت معدة سابقا "للتفجير" ­ طبعا بالمعنى السياسي والمجازي ­ سيتم تفكيكها أو تفكيك ما خفي منها من أجل صنع مستقبل مشترك لا تشوبه الآلام

جوني عبو- د ب ا - ا ف ب
الخميس 1 أبريل 2010