ولفت مينوتو ريتزو الى أن “مواقف موسكو وواشنطن وبروكسل ظلت على ما هي عليه. هناك ميزة صغيرة لروسيا، لأنها أجبرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على الرد، لذلك هناك عنصر الرضا الرسمي”. وبعد قول هذا، “في الرسالة الأولى، لم يكن بالوسع إلا إعادة تأكيد مواقفهم الأولية”، إذ “يقول الأمريكيون وحلف شمال الأطلسي: لنتحدث، دعونا نجتمع، ولكن على أية حال لا يمكننا ضمان أن أوكرانيا لن تكون قادرة على الانضمام إلى الحلف”.
وأكد السفير من بين أمور أخرى، أن موضوع الانتماء الأوكراني “لم يأت بعد في الوقت الحالي، لأنه لا يوجد طلب رسمي للعضوية، وأين ومتى سيكون، فسيحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء الثلاثين”.
وعلى الصعيد نفسه وصف عسكري إيطالي، الطلبات الروسية من الغرب بأنها “ممارسة لجدلية متهورة”. وقال رئيس أركان القوة الجوية والدفاع السابق، الجنرال فينشينتسو كامبوريني في تصريحات لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية الإيطالية، الجمعة: “بحق السماء، العالم مليء بالمفاجآت، حتى تلك القبيحة منها. لكنني لا أعتقد أن هناك إرادة لأي شخص للدخول في مواجهة مسلحة”.
وأضاف العسكري السابق، أن رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير “بوتين يمارس الضغط الذي يأتي من إظهار مهاراته العسكرية بقسوة كبيرة، على حكومة كييف أكثر من العالم الغربي”، لكنه رأى أن خطر نشوب نزاع مسلح في أوروبا أمر “بعيد جدًا”.
وأوضح الجنرال، “أقول هذا لأن الطلبات الروسية إلى الغرب غير مقبولة لدرجة أنها لا يمكن أن تكون أساسًا للنقاش، فهي لا تشكل أكثر من ممارسة ديالكتية، لكن بدون أي احتمال”، فـ”لا يمكن مطالبة الناتو بالعودة إلى وضع عام 1997، من بين أمور أخرى مع التناقضات الداخلية”.
وأسترسل: “لأنه إذا أردنا العودة إلى حالة التحالفات العسكرية لعام 97، فسيكون ذلك عكسيًا جدًا على السياسة الروسية، حيث سيتعين عليها الانسحاب من مناطق مثل أبخازيا”. لذلك “أعتقد أنها مجرد ممارسة جدلية يتم إجراؤها بانعدام ضمير وبدرجة كبيرة، لكن الأمر لن يتجاوز ذلك”.
وأشار كامبوريني إلى أنه “لطالما سعى حكام موسكو تاريخيًا إلى إقامة حزام أمني حول حدودهم، مما يعني ضمنيًا نوعًا من السيادة المحدودة لأولئك الذين يعانون من سوء حظ الحدود مع روسيا، وهو أمر غير مقبول بشكل موضوعي”.
وأوضح أن “الفيتو الروسي على دخول أوكرانيا إلى الناتو ينص على أن اليوم لا توجد شروط لانضمام أوكرانيا إلى الناتو أو الى الاتحاد الأوروبي (جزء آخر من المشكلة نفسها): إنها حقيقة”. وأردف “في الأيام الأخيرة، كان هناك حديث عن نوع من الوقف الاختياري، أي أن الناتو سيبقي أبوابه مفتوحة لأي أعضاء جدد، بينما يؤجل الاحتمال الحقيقي إلى مستقبل غير محدد”.
وذكر كامبوريني أن “من المفارقات أن هذا الاقتراح، الذي قد يبدو مبدأً منطقيًا، لا يجد عقبات كثيرة في أوكرانيا، بل في بلدان أخرى كفنلندا والسويد، التي لا تنضم إلى الحلف الأطلسي، لكنها تريد أن تترك الباب مفتوحًا حتى لو لم تكن لديها في الوقت الحالي نية القيام بذلك”.
وخلص العسكري السابق الى القول، إنه “مع ذلك، أعتقد أن هناك مساحات يمكن أن تشكل فيها سياسات معينة غير معلنة وغير رسمية نوعًا من الاتفاق حسن النية الذي يقلل التوترات”.