نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


الوهابية تنتشر على حساب الصوفية في داغستان والشيشانيون يجدون كل التعاطف في القوقاز




موسكو - اليسا دي كربونيل و انطوان لمبروشكيني - قالت يوليا لاتينيا الباحثة المتخصصة في منطقة القوقاز ان "شرارة اسلامية تنتشر في كافة جمهوريات القوقاز الشمالي باستثناء الشيشان حيث نجحت مكافحة المتمردين بفضل قديروف".واضافت ان "المتمردين يشعرون بانهم منبوذون في الشيشان لكن وضعهم افضل في غيرها من الجمهوريات حيث يجمعون الاموال من المسؤلين السياسيين ورجال الاعمال".
وفي حين عقدت الصراعات بين المجرمين والقبائل حكم هذه الجمهورية عين مدفيديف في شباط/فبراير رئيسا محليا جديدا محل موخو علييف الذي خشي ان لا تكون قبضته قوية بما فيه الكفاية لتفادي الاضطرابات المتزايدة.

ــــــ


رمضان قديروف "وسط" يحتفي بالمطرية اللبنانية مريام فارس التي زعمت انه طلبها للزواج
رمضان قديروف "وسط" يحتفي بالمطرية اللبنانية مريام فارس التي زعمت انه طلبها للزواج
ومن المعروف ان العنف ليس بجديد في هذه الجمهورية المتالفة من مزيج بين اكثر من ثلاثين اتنية قوقازية عمدت السلطات السوفياتية على تحريض بعضها على البعض الاخر والتي ما زالت حتى اليوم تتصارع حول موارد المنطقة.
وينتمي الرئيس الجديد محمد سلام محمدوف الى اتنية كوميكي وهي الثالثة من حيث الاهمية في داغستان بعد اتنيتي افار ودارغين

لكن اكثر حركات الاسلام تطرفا على غرار الوهابية، لم تظهر الا مؤخرا وقد كان المسلمون هناك يمارسون الصوفية ويقع مركزهم العقائدي في مدينة دربنت.
وقالت لاتنينا ان "داغستان كانت دائما صوفية وترفض الوهابية مثلما كان الكاثوليك يفعلون مع البروتستانت لكن خلال السنتين الاخيرتين نجح الوهابيون في اكتساب مزيد من النفوذ".

ان جمهورية داغستان الجبلية الواقعة في القوقاز الروسي والتي شهدت الخميس اعتداءين خلفا 12 قتيلا، بلاد جبلية ينخرها الفقر والجريمة المتفشية والصراع القبلي والاتني ما يجعل منها ارضا خصبة للتمرد.
وتباهي داغستان التي تقع بين قمم جبال القوقاز جنوبا وساحل بحر قزوين شرقا، بتاريخ يعود الى القرن الثامن قبل ميلاد المسيح.
لكن هذه الجمهورية اصبحت اليوم من اعنف مناطق روسيا بسبب حركة تمرد اسلامية تزداد قوة.

واصبحت عمليات اغتيال المسؤولين المحليين والاعتداءات الانتحارية والمواجهات المسلحة في ضاحية العاصمة محج قلعة، شبه يومية خلال الاشهر الاخيرة.
واقر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف السنة الماضية، خلال زيارة قصيرة لداغستان اثر اغتيال وزير الداخلية المحلي، ان "العصابات والسطو والرشوة" تساهم في تجنيد الناشطين الاسلاميين في المنطقة.
الا ان اعتداءي الاربعاء اللذين اسفرا عن سقوط 12 شخصا في كيزليار بشمال داغستان هما الاعنف منذ 2002. وهما مؤشر على ان حركة التمرد اصبحت لها اليد الطولى في المنطقة.
وفي حين كان النشاط الانفصالي في القوقاز مقتصرا خلال تسعينيات القرن الماضي على جمهورية الشيشان المجاورة، اصبح التمرد اليوم يمتد الى داغستان وغيرها من المناطق.

ولم يعد الانفصال هو الشعار المركزي اليوم بل اصبح المقاتلون المتمردون يسعون الى فرض الشريعة الاسلامية في المنطقة التي اطلقوا عليها اسم "امارة القوقاز".
ويرى الخبراء ان المجموعات الاسلامية المتمردة التي هزمها الرجل القوي في الشيشان رمضان قديروف نقلت ساحة عملياتها الى ادغال داغستان وانغوشيا.

وعلى صعيد متقارب فان دوكو عمروف "امير القوقاز" وقائد حركة التمرد الشيشانية الذي تبنى الاربعاء الاعتداءين الانتحاريين اللذين استهدفا مترو موسكو، قاتل على الدوام القوات الروسية، في البداية من اجل استقلال الشيشان والان باسم الجهاد.
وفي حزيران/يونيو 2006 اصبح هذا الرجل الملتحي "رئيس" الشيشان الانفصالي، متوليا زعامة حركة تمرد مناهضة لروسيا خلفا لعبد الخالد سعيد اللاييف الذي قتل في عملية عسكرية.

وكان عمروف يعتبر مقربا من التيار المتطرف لزعيم الحرب شامل باساييف الذي عينه في منصب نائب الرئيس قبيل مقتله في تموز/يوليو 2006 وكبير جنرالاته بعد مماته.
لكن في تشرين الاول/اكتوبر 2007 نشبت عداوة بين عمروف والقادة التاريخيين في الصراع من اجل استقلال جمهورية الشيشان، مثل "وزير الخارجية" اللاجئ في لندن احمد زكاييف، وذلك بعد اعلان عمروف قيام "امارة القوقاز" التي تعتبر الشيشان احدى ولاياتها شأنها في ذلك شأن باقي جمهوريات القوقاز الروسي.

وبناء عليه اقاله "البرلمان" الشيشاني في المنفى من الرئاسة، في حين اعلن هو نفسه "امير القوقاز" وقرر توسيع المعركة الى كافة جمهوريات المنطقة مثل انغوشيا وداغستان اللتين تمددت فيهما حركة التمرد شيئا فشيئا.
وقد كان عمروف من اوائل المقاتلين في حرب الشيشان الاولى (1994-1996) التي ارتقى مع نهايتها الى رتبة جنرال وقلد بوسام "شرف الامة" و"بطل الامة"، وكان رفيق درب كافة القادة الانفصاليين.

وبحسب سيرة ذاتية رسمية نشرت في 2006 فان عمروف وهو اب لستة اطفال، اصيب "مرارا بجروح في المعارك مع المحتل الروسي"، بينما قتل اثنان من اشقائه في المعارك.
وتولى خلال "رئاسة" اسلام مسخادوف (1997-2005) مناصب هامة جدا منها رئيس مجلس الامن وقائد اركان مكافحة الجريمة رغم اتهامه بعمليات خطف وهجمات استهدفت متعاونين مع النيابة العامة الانفصالية.

وبعد ان عينه عبد الخالد سعيد اللاييف في منصب نائب الرئيس، خلفه بعد مقتله، لكن حركة التمرد استمرت في التقهقر تحت قيادته في الشيشان امام قتال شرس تخللته تجاوزات ارتكبتها قوات موسكو وحلفاؤها الشيشان بقيادة الرئيس الموالي لروسيا رمضان قديروف.
وفي مؤشر على استقرار نسبي في الشيشان، اعلنت روسيا اخيرا في نيسان/ابريل 2009 نهاية عملية مكافحة الارهاب التي كانت جارية في تلك الجمهورية منذ نحو عشرة اعوام.

وفي شريط فيديو بث على الانترنت الاربعاء في موقع للانفصاليين الشيشان تبنى دوكو عمروف اعتداءي مترو موسكو اللذين خلفا صباح الاثنين 39 قتيلا، مؤكدا انها عملية "انتقامية" ردا على عمليات القوات الروسية في القوقاز.
واتهم في الشريط، الذي لم يتم التحقق من صحته، "سكان روسيا" بعدم الرد على "التجاوزات والجرائم التي ترتكبها عصاباتهم بقيادة (رئيس الوزراء فلاديمير) بوتين" مهددا البلاد "باعمال جديدة انتقاما مما تقترفه قوات الاجهزة الخاصة الروسية في القوقاز".

وغالبا ما تسري شائعات حول مصير هذا الرجل الذي يدعوه انصاره باسم دوكو ابو عثمانوف، وفي حزيران/يونيو الماضي تحدثت وسائل الاعلام الروسية عن مقتله اثر عملية خاصة نفذتها القوات الروسية.


اليسا دي كربونيل و انطوان لمبروشكيني
الخميس 1 أبريل 2010