نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


الينبوع الابيض... مدرسة الأطفال الايزديين الناجين من داعش




دهوك(العراق) -افتتحت مجموعة من رجال الدين الأيزديين والمدرسين بشكل طوعي مدرسة "كانيا سبي" الدينية(الينبوع الابيض) في مخيم شاريا بمحافظة دهوك/80كلم شمال الموصل/ بإقليم كردستان، حيث يتعلم فيها 115 طالبا وطالبة من الأطفال الناجين من قبضة داعش بهدف مساعدتهم على الاندماج بمجتمعهم الايزيدي.


يذكر أن مسلحي داعش قاموا بعد استيلائهم على منطقة شنكال(سنجار) والمناطق الايزيدية الأخرى في سهل نينوى في آب/أغسطس 2014 بأعمال قتل جماعية بحق المئات من المدنيين الايزيديين، وكذلك اختطفوا أكثر من ستة ألاف مدنيا ايزيديا غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتم تحرير حوالي ثلاثة ألاف منهم حتى الآن.
وقال الشيخ خيري علي أحد مدرسي المدرسة لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.ا) إن "افتتاح هذه المدرسة كان بدعم من المتطوعين الايزيديين بهدف زيادة الوعي الديني لدى هؤلاء الأطفال الذين تحرروا من قبضة داعش بالدرجة الأولى ومعالجة الأفكار المتطرفة التي زرعها التنظيم في عقولهم".
وأشار إلى أن "المدرسة تعتبر الأولى من نوعها، وخطوة لإعادة دمج المحررين من قبضة داعش في المجتمع وإبعاد الفكر المتطرف من عقول الأطفال".
وأضاف ان "هؤلاء الأطفال مازالوا متاثرين ببعض أفكار داعش ويعيشون الخوف والقلق ولم يندمجوا بشكل جيد مع المجتمع... إنهم بحاجة إلى المزيد من العمل والعلاج مع التعليم الديني لكي يعودوا إلى مجتمعهم".
وبين أنه "من الصعب جدا أن تغير دين طفل خلال اربع سنوات عدة مرات، كانوا ايزيديين بعد ذلك قام داعش بإجبارهم على اعتناق الاسلام وعندما تحرروا نقوم نحن بتعليمهم الدين الايزيدي مجددا فهذا ليس بالشيء السهل ولكن مع الوقت سوف يتعودون".
وذكر الناجون والناجيات الايزديين أن داعش قام بالإضافة إلى سبي النساء الايزيديات بأخذ الأطفال قسرا إلى معسكرات التدريب العسكري العقائدي الخاصة بهم.
وأوضح الشيخ شيار، وهو أحد الأساتذة في المدرسة أن "أغلبية الطلاب من الناجين والأيتام"، وأن هدف المدرسة هو "تعليم الأطفال النصوص والقصائد والأدعية الدينية الإيزيدية، ومساعدتهم في التأقلم والاندماج مجددًا داخل المجتمع الإيزيدي المسالم".
وأضاف الشيخ شيار أن "المدرسة تفتح أبوابها للطلبة يومي الجمعة والسبت فقط، أثناء عطلة الطلبة، وأن ملابس الطلاب ستكون بزي موحد كالزي الذي يلبسه الخلمتكارين (المتطوعون لرعاية المعبد) في لالش لإعادة ربطهم بالتراث الايزيدي والاجواء الدينية الايزدية".
وقال ياسر الياس/ 12 عاما/ وهو أحد الناجين من داعش والان هو أحد طلبة المدرسة أن "هذه المدرسة هي مكان يجمعه هو وأصدقائه لكي ينسوا المواقف والأيام الصعبة التي عاشوها لدى داعش، وفرصة لتعلم السياقات الدينية والأدعية الروحانية".
واكد ان "تنظيم داعش اجبره خلال وجوده ثلاث سنوات تحت قبضتهم على ترك دينه واعتناق الإسلام على نهج داعش المتطرف وتلقي التدريبات القتالية وحمل السلاح".
وأضاف "انا سعيد جدا مع أصدقائي هنا ومع أساتذتي حيث ادرس في هذه المدرسة التعاليم الدينية والاخلاقية السلمية منذ ستة أشهر، واشعر بالتحسن حيث بدأت اتقبل المجتمع والدين الايزيدي تدريجيا وبدأت أتخلص من الخوف والرعب الذي كنت أعيشه بسبب داعش".
وقالت هيفاء شمو /14عاما/ وكانت مختطفة لدى داعش لمدة 40 شهرا في مدينة الرقة السورية "لقد عدت إلى أهلي والان أدرس في هذه المدرسة منذ شهرين وأنا اتعلم التعاليم الدينية الايزيدية كما يقوم الاساتذة بتعليمنا على الاعمال الخيرية والانسانية والابتعاد عن التطرف وممارسة طقوسنا الدينية دون أن نجرح الاخرين، وكيف يفرض ديننا علينا احترام بقية الاديان وأن نعيش باحترام وسلام مع بقية الاديان والمذاهب".
وأضافت "بدأت في هذه الفترة القصيرة اندمج مع المجتمع وأتذكر حين عدت إلى كردستان كنت أرفض فكرة العيش بين الايزيديين وتقبل دينهم، لأننا تعلمنا افكارا اخرى متطرفة".
وتابعت وشفتيها ترتجفان "هؤلاء الوحوش قاموا باغتصابي وأجبروني على اعتناق دينهم والقيام بكل فرائضهم وطقوسهم اكراها، حيث بدأت فعلا أتغير تدريجيا وأؤمن بدينهم، لذا أنا أحتاج الان لمزيد من الوقت لكي أعود مرة اخرى كما كنت، وفعلا هذه المدرسة ساعدتني كثيرا وبدأت أتغير مرة أخرى".
وتقول مايا درويش/11عاما/ "كنت مختطفة لدى داعش أنا و وجميع افراد عائلتي وقد إشتراني عمي من داعش قبل حوالي سنة وتحررت والان اعيش في بيت عمي وأدرس في هذه المدرسة وأتعلم المفاهيم الدينية الايزيدية ونسيان داعش والعيش بسلام".
وأضافت ببراءة "انا اكره داعش لانهم قاموا بتخويفنا ولأنهم حرموني من والدي ووالدتي، الآن احب هذه المدرسة والاساتذة جيدون جدا معي اعتبرهم مثل والدي واحب جميع الطلاب هنا انهم اصدقائي".

د ب ا
السبت 10 نونبر 2018