نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


اميركا ليست على يقين تام من برنامج إيران النووي




على عكس ما يرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فإن أعضاء في الكونغرس وغيرهم من الخبراء أخبرونا بأن أجهزة الاستخبارات «ليست على يقين تام» بشأن أوجه التسليح في البرنامج النووي الإيراني في الماضي.
فخلال اجتماع مع المراسلين الصحافيين عبر «الدائرة المغلقة»، الثلاثاء الماضي، سُئل كيري عما إذا كانت إيران سوف تجيب عن الأسئلة المعلقة ببرنامجها النووي السابق وتعاونها مع الوكالة الدولة للطاقة الذرية كشرط أساسي للغرب قبل رفع أو تخفيف العقوبات المفروضة عليها.


 
 
 
ولأنه لم يتبقَّ سوى أسبوعين لتوقيع الاتفاق مع إيران، فقد أثارت إجابة وزير الخارجية استغراب الحضور حين قال: «لم نستقر بعد على توضيح إيران لما اتخذته من إجراءات في مرحلة معينة». وأضاف: «نعرف ماذا قاموا به، ليس لدينا شك، ولدينا يقين كامل فيما يخص الأنشطة العسكرية التي قاموا بها».
وبدلا من التركيز على الماضي، قال كيري إن الاتفاقية التي يتفاوض بشأنها سوف تجعل إيران تمتنع عن الحصول على الأسلحة النووية في المستقبل.
وبدا ديفين نيونز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، متشككًا عند سؤاله هذا الأسبوع عن تعليقات كيري، حيث قال: «تفسيري الوحيد هنا هو أن وزير الخارجية ربما أخطأ التعبير، أو لم يفهم السؤال».
وأشار إلى أنه لم يفهم ما قصده كيري، وأردف نيونز: «ليست لدينا الصورة الواضحة التي نحتاجها عن قدرات إيران، هذا ما يؤرقنا في أي اتفاق نوقعه».
تعتبر تعليقات كيري مهمة، لأن المسؤولين الأميركيين، ومنهم كيري، قد طالبوا بأن تلتزم إيران بالإجابة عن الأسئلة العالقة التي أثارتها هيئة الطاقة الذرية كشرط لتخفيف العقوبات.
وصرح جون كيربي، المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء، بأن هذا هو الموقف الحالي للولايات المتحدة، واصفا الموقف الحالي بـ«التصالحي». وأضاف أن الولايات المتحدة «لا تسعى لانتزاع اعتراف؛ فقد أصدرنا حكمنا بالفعل عن الفترة الماضية، إلا أن مسألة رفع العقوبات سوف تتم عندما تأخذ إيران الخطوات المتفق عليها، بما في ذلك معالجة الأبعاد العسكرية للمشكلة».
تمثل تعليقات كيربي تحولا هادئا لكنه مهم في مواقف الإدارة الأميركية، حيث قال كيربي إن العقوبات سوف ترفع مع اتخاذ إيران خطوات محددة. وأردف طبقا لخطة العمل المشتركة التي وقعت عام 2013، سوف يتوجب على إيران الرد على الأسئلة العالقة حول برنامجها قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.
«هناك خطوات إضافية تفصل بين الخطوات الأولى والخطوة الأخيرة، بما في ذلك معالجة قرارات مجلس الأمن الدولي بغية الوصول لنتيجة مرضية فيما يخص رؤية المجلس لهذه القضية»، حسب نص الاتفاق. أنشطة إيران الماضية في الأسلحة الكيماوية مثل عملها في اختبار الأجهزة بهدف تصغير حجم الانفجار في الرؤوس النووية يعتبر قضية حساسة بالنسبة لإيران. وأنكر الإيرانيون مرارًا تطوير أسلحة كيماوية، وحتى آية الله علي خامنئي كان قد أصدر فتوى بتحريمها، وعليه، فإن اعتراف إيران بماضيها النووي سوف يكشف ازدواجيتها.
وصرح العضو الديمقراطي بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ كريس كونس، لـ«بلومبيرغ»، الخميس، بأن طلب اعتراف إيران سوف يمثل ضربة لمصداقية النظام الإيراني.
وأردف كونس: «صراحة، سوف يجعلنا ذلك نعلن للعالم أن تأكيدات إيران المتكررة بأن برنامجها كان سلميا وللاستخدام المدني لم تكن صادقة». وأضاف: «سوف يقاوم الإيرانيون مجددا أي تأكيد بأنهم تورطوا في برنامج نووي غير مشروع حتى النهاية».
وبيّن أنه وغيره من أعضاء مجلس الشيوخ سوف يحكمون على الصفقة الإيرانية بصيغتها النهائية، بناء على قدرة الصفقة على إجبار إيران على الاعتراف بتسليحها في الماضي. وعلى الولايات المتحدة أن تفهم تفاصيل تسليح إيران النووي غير الشرعي كي تدرك حجم قدراتها التي طورتها في الماضي، على عكس ما دأبت إيران على ترويجه في السابق.
وتعود آخر تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية عن برنامج الأسلحة النووية الإيرانية إلى عام 2007، حيث يقول التقرير إنه حتى عام 2003، كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية على ثقة في أن «الهيئات العسكرية الإيرانية تعمل تحت المراقبة المباشرة لحكومتها لتطوير الأسلحة النووية». بيد أن التقرير أقر بوجود ثغرات مخابراتية، واستخدم تعبير يقين «متوسط» عند الحديث عن أن توقف البرنامج جزئيا 2003 قد أدى لتوقف كامل لبرنامج التسليح النووي.
ومنذ نهاية عام 2007، حقق الجواسيس بعض النجاح في الكشف عن فضيحة إيران النووية. وفي عام 2009، على سبيل المثال، أجبرت إدارة أوباما إيران على الاعتراف بإخفاء منشأة لتخصيب اليورانيوم في جبل بالقرب من قم، تُعرف باسم «فوردو».
وأبلغنا مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية، عمل في مجال الانشطار النووي الإيراني، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية بحوزتها اليوم قوائم بمواقع مشتبه بها، قد تكون جزءا من منشآت إيران النووية غير المعلنة. وخلال جلسة استماع في الكونغرس في فبراير (شباط) الماضي عقدت للنظر في ادعاءات جماعة إيرانية ماركسية معارضة عن وجود تلك المنشأة السرية، أقر كيري نفسه بأن الولايات المتحدة تحتفظ بقوائم لمثل تلك المنشآت.
وبناء عليه، إذا كان كيري قد اعترف بأن الحكومة الأميركية تشك في أن بعض المنشآت قد تكون جزءا من البرنامج النووي الإيراني، كيف له أن يدعي أن الولايات المتحدة على «يقين تام» بماضي إيران فيما يخص التسليح؟
إحدى الإجابات قد تكون أن كيري قد أخطأ التعبير عندما قال إن الولايات المتحدة على يقين تام، إلا أن كيري كان محقا، عندما صرح بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لا ينتابهم أي شك في أن إيران تمتلك المعرفة والمقدرة على صناعة الأسلحة.
وأبلغنا توماس فينغر، أحد الذين شاركوا في كتابة التقارير الأميركية عام 2007 حول قدرات إيران النووية، أنه يرى أن تصريح كيري يفتقر للأناقة، إلا أنه يمكن الدفاع عنه. «نعرف الكثير عن تاريخ البرنامج، إلا أن الأهم هو أن الإيرانيين أتقنوا القدرة على إنتاج المادة الانشطارية للقنبلة»، حسب فينغر.
وأبلغنا دارى كيمبال، المدير التنفيذي لهيئة الحد من الأسلحة، أن كبار القادة الأميركيين يعرفون الكثير حول أعمال التسليح الإيرانية، إلا أنني أعتقد أن كلمة «مؤكد» لم تكن في محلها.
إلا أنه يقول إن الفرق بين كلمة «كثير» و«مؤكد» يجب ألا تنهي المفاوضات.. «هل سنوقف الصفقة حتى نحصل على معلومات كاملة؟ لا، فنحن في حاجة إلى صفقة تؤكد أنهم لن يستمروا في تلك الأنشطة».
ليس الجميع في واشنطن موافقين، حيث يخشى الكثيرون في الكونغرس من عدم التزام إيران باتفاقاتها الجديدة طالما لم تعترف بخرق اتفاقاتها القديمة.
------------------------
الشرق الاوسط
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»

ايلي ليك وجوش روغن
الاثنين 22 يونيو 2015