تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


انجلينا جولي تواصل دورها الاول خلف الكاميرا كمخرجة عن حرب البوسنة




لوس انجليس- ليليانا مارتينز سكاربيلليني - لم تكتف انجيلينا جولي بما حققته حيث تم تصنيفها على أنها الممثلة الأعلى أجرا والأكثر جمالا في العالم وذلك في عدة مناسبات مختلفة علاوة على حصولها على الأوسكار وكونها سفيرة نوايا حسنة بالأمم المتحدة وفي نفس الوقت هي أم لسته أطفال، بل تغامر الآن في تجربة جديدة بالوقوف خلف الكاميرا لأول مرة كمخرجة في فيلم عن مآسي الحرب في البوسنة.


انجلينا جولي تواصل دورها الاول خلف الكاميرا  كمخرجة عن حرب البوسنة
يعتبر فيلم "أرض الدم والعسل" الذي بدأ عرضه في أواخر الشهر الماضي أولى تجارب جولي الإخراجية، ولأنها جريئة كما عرف عنها، فهي لم تختر موضوعا سهلا في أول وقوف لها وراء الكاميرا بل على العكس تماما اختارت قضية مؤلمة ومادة لم تطرح من قبل من خلال أبطال فيلمها وهم فرقة مسرحية في سراييفو قبل وبعد حرب البلقان.

تستعرض جولي ويلات الصراعات العرقية حيث يركز الفيلم على العلاقة بين مواطنين بوسنيين اثنين يمثل كل منهما أحد طرفي الصراع الدامي الذي عاشته المنطقة.

يروي فيلم "أرض الدم والعسل " قصة ضابط صربي يدعى دانيال ويقوم بالدور الممثل جوران كوستيك وأجلا التي تقوم بدورها "زينا مارجانوفيك " وهي امرأة بوسنية مسلمة حيث تم القبض عليها أتناء الحرب واحتجزت في أحد معسكرات الاعتقال حيث التقت بدانيال وتنشأ بينهما قصة حب مثيرة للجدل.

أما بطلة الفيلم وهي من منطقة تشانجيلينج والتي تبلغ من العمر 36 عاما وقد قضت جزءا كبيرا من حياتها في الأعمال الإنسانية فتقول إن "فكرة الفيلم قد أثارت حماستها حيث يمكن من خلال الفيلم لفت أنظار العالم نحو الناجين من هذه الحرب الشنعاء في تاريخنا الحديث ".

وقد صرحت بطلة الفيلم في مقابلة لها مع الصحفية الشهيرة كريستيان امانبور "أنها تشعر بمسئولية لمعرفة المزيد عن هذا الصراع حيث يعد من أسوأ جرائم الإبادة الجماعية منذ الحرب العالمية الثانية في أوروبا.. وماذا فعلنا تجاه ذلك؟ وهل فعلنا ما يجب علينا فعله؟ إننا لا نتناول الموضوع ولا نتحدث عنه بما يكفي لمداواة الجروح". كان هذا ما قالته الممثلة بصدق وموضوعية.

أما عن كوستيك أحد أبطال الفيلم والذي عاش الصراع في وقته فيذكر أن "جولي استطاعت أن تمس لب الموضوع وأن تصل إلى ما هو شخصي وخاص جدا ومرتبط ارتباطا وثيقا بالمنطقة" وقد أوضح الممثل /40 عاما/ أنه على الرغم من أن هذه القصة خاصة بمنطقته إلا أنها يمكن أن تصلح "لكل زمان ومكان".
وقد لاقى الفيلم استقبالا ووقعا طيبا لدى المختصين وقد وصفته امانبور بأنه فيلم جريء ومختلف.

من جانبه أكد مورات تاهيروفيتش، رئيس جمعية أسرى الحرب في البوسنة أن "جولي قد نجحت بالفعل في عرض قصة الحرب حيث عرضت المواقف التي يتعرض لها المعتقلون مثل الإعدام والاغتصاب علاوة على استخدامهم كدروع بشرية وغيرها من الأهوال"

يذكر أن أحد العقبات التي واجهتها جولي أثناء تصوير الفيلم كانت الاعتراضات التي قدمتها رابطة أمهات ضحايا مجزرة سربرينتشا والعديد من النساء من ضحايا حرب البوسنة، مما اضطر النجمة الجميلة إلى تصوير جزء كبير من أحداث الفيلم في المجر بدلاً من البوسنة.

في الوقت نفسه أشادت نقابة المنتجين الأمريكيين بالفيلم الاجتماعي الدرامى الذي قامت "جولى" بإنتاجه وتأليفه. إلا أن مديرة الرابطة السيدة هايتدشا مهميدوفيمش قد أعربت عن امتنانها لانجيلينا، فيما بعد لاستثماراتها الفكرية والمالية مشيدة بالفيلم بانه قد جاء صورة واقعية لما حدث ووصفته بأنه فيلم ممتاز وموضوعي وصادق.
كما ذكرت بعض السيدات اللاتي عاصرن هذه الحروب بأن الفيلم مؤثر للغاية ويصعب مشاهدته حيث يذكرهم بكل ما حدث من انتهاكات ضد الإنسانية.

ومع كل النجاح الذي حققته انجيلينا إلا أن الأمر لا يخلو من الإحباطات حيث تقدم أحد الصحفيين الكرواتيين وهم جيمس برادوك بدعوة ضد جولي يتهمها فيها باقتباس مقتطفات من كتابه الذي نشر في عام 2007 .

وقد نفت جولي الأمر برمته بعد أن قرأت الكتاب مؤكدة أن مصادرها كانت كلها من الصحف والوثائق ومن روايات لأناس قد عاصروا الصراع ولكن هذا الكتاب بالأخص فلم تقرأه قبل عمل الفيلم، حسبما ذلك في مقابلة مع صحيفة التايمز بلوس انجليس.

أما عن جولي فانه ليس بالغريب عليها تناول قضايا خارجية فإلى جانب عملها في مخيمات اللاجئين في سيراليون وتنزانيا وكمبوديا وأفغانستان وباكستان وبطولة فيلمها "السيد والسيدة سميث" فقد تبنت أبناءها الثلاث مادوكس وباكس وزهرة من كل من كمبوديا وفيتنام واثيوبيا على التوالي. كما شاركت في إنتاج العديد من الأعمال ومنها "لارا كروفت" و"تومب رايدر" و"وراء الحدود" و "القلب الشجاع" عن الصحفي دانييل بيرل الذي ذبح في باكستان على يد متطرفين وغيرها.

وقد صرحت جولي في لقاء لها مع" أفاز" إحدى الصحف اليومية في البوسنة قائلة "قد سافرت في السنوات العشر الماضية إلى جميع أنحاء العالم وقد شعرت بالإحباط لرؤية الناس بعد حالات الصراع والحروب وكيف يشعرون بالصدمة وخيبة الأمل حيث لم يقدم لهم أحد أي شيء".

وقد حصل فيلم "أرض الدم و العسل" الذي قامت بإخراجه الممثلة الأميركية أنجلينا جولي على جائزة ستانلي كريمر لعام 2012 والتي تمنح لعمل فني يعالج قضايا اجتماعية حساسة تكريماً للمخرج الراحل ستانلي كريمر. كما لاقى الفيلم حين عُرض لعدد محدود من المشاهدين في البوسنة مؤخراً استقبالا حارا من أشخاص كانوا من أشد منتقديه في السابق.

هذا وقد حقق الفيلم إيرادات عالية في هوليوود ومن المتوقع أن يحصد العديد من الجوائز مثل الجولدن جلوب التي رشح لها بالفعل مع وجود احتمالات قوية لنيل الأوسكار الذي اقترب موعد الإعلان عن ترشيحاته النهائية منتصف كانون ثان/ يناير الجاري.

ليليانا مارتينز سكاربيلليني
السبت 7 يناير 2012