نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


ايران زعيمة الممانعة تناضل لتصفية حماس






حركة حماس دست أنفها في أحداث المنطقة العربية، مقال معبر عنونته جريدة آرمان الإيرانية بتاريخ 16/ 5/ 2015 ، هذا المقال وغيره من التحليلات الإيرانية تكشف عن ما تعده إيران من إستراتيجيات تجاه هذه الحركة التي كانت بالأمس القريب رأس الحربه لمحور الممانعة الذي تتزعمه إيران . والملفت أن الاعلام الإيراني على غير عادته يكثف هجمتة الاعلامية ، وينشر بشكل ممنهج ومنتظم لقائمة من الاتهامات لحركة حماس ، والتي تصور حماس من خلالها وكأنها المسئولة عن كل مآسي المنطقة ؛ فهي الآن تتحمل المسئولية التاريخية على صعيد تشتيت جهود مواجهة العدو الاسرائيلي[1] ، وهي تتصدر المسئولية عن توقف حركة النضال الوطني ضد الشيطان الأصغر ” إسرائيل ” [2] ، وقادتها هم اللذين سمحوا بتمدد التيار التكفيري السلفي في قطاع غزه[3]، وحركة حماس المسئولة عن تمدد داعش إلى غزه والأراضي الفلسطينية .


 
 ولم يقف الأمر عند هذا الحد  ، فحماس باتت تحرك الوضع الاقليمي ؛ فهي المتهمة الآن   بالتوسع في تدخلاتها لتشمل تخريب الوضع الاقليمي برمته ؛  فهي التي
 
تدخلت في الشئون الداخلية المصرية لدعم الاخوان المسلمين لتخريب الأمن المصري بدعم أمريكي في اطار المؤامرة المسماة بـ”الربيع العربي”[[4]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn4 ، و حماس التي بدأت تحركاتها لايجاد موقع تخريبي  لها من خلال مدخل الأزمة السورية لتصطف مع قوى الاستكبار العالمي والاقليمي ، لتخريب سوريا التي تمثل إحدى أهم الدولة في معادلة الصراع مع القوى الشيطانية[[5]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn5 ، هذه القرارات التي اتخذتها حماس تم التنسيق باتخاذها مع جماعة الاخوان المسلمين التي بدأت يتقاطع دورها مع المؤامرة الكونية لأستهداف محور الممانعه[[6]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn6 .
ما نتائج ما قامت به حماس وتداعياته حسب الرؤية الإيرانية؟
النتيجة الأولى : فشل ذريع للمشروع الأخواني  والحمساوي في مصر وسوريه .
النتيجة الثانية : أن حماس لم تأخذ العبر والدروس من نتائج سياساتها الفاشلة ، والتي انعكست سلبا على صورتها ، كحركة مقاومة ، وأسهمت في تخريب علاقاتها الاقليمية ، خصوصا مع إيران ، سوريا ؛ فالبنسبة لمصر .فقد كان لسياسة حماس أثار سلبية  مدمرة على فلسطني القطاع، بفعل تدخل الحركة خدمة لجماعة الاخوان المرفوضة من جانب المصريين  ،كذلك كشفت سوء تقدير إدارة قيادة  حركة حماس لتداعيات ذلك عليها .  أما فيما يتعلق فيما يجري بسوريا فقد كشفت تدخلات حماس في الشأن السوري- حسب الزعم الإيراني – امتلاكها وإدارتها لخلايا تخريبية داخل مخيم اليرموك، والتي باتت تعمل جنبا الى جنب مع العصابات الارهابية المدعومة من دول البترو دولارات  في الوقت الذي يعاني فيه سكان هذا المخيم من الموت والتجويع من جانب هذه العصابات. النتيجة أن  حماس لم تأخذ كل ذلك في الحسبان وبمعنى أدق؛ لم يعد هناك مجال للشك بأن حماس إحدى الجهات الداعمة لمخطط “تدمير سوريا ”  وهو الذي يستهدف بالنتيجة محور الممانعة برمته ، فحماس دثرت نفسها تحت عباءة الاخوان المسلمين – المطاردين حتى عربيا من خلال اعتبارهم جماعة ارهابية –   وبالتالي  هي التي  وضعت مصلحة الجماعة فوق مصلحة الشعب الفلسطيني ، مع أن هذا الموقف لا يمثل بشكل مؤكد الفلسطينيين ، ولا حتى حركة الجهاد الاسلامي التي نأت بنفسها عن سياسة هذه الحركة[[7]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn7 .
النتيجة الثالثة : جلبت هذه السياسة الحمقاء الويل للشعب الفلسطيني المحاصر أصلا عربيا ، صهيونيا ، ودوليا . وبالتالي أثر بشكل كبير على مصلحة الفلسطنيين . فحماس راهنت على علاقاتها مع تركيا ومشروعها العثماني التوسعي ، وأصبحت تابعة لسياسة مشيخة قطر والسعوديه[[8]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn8 ، وبدأت تراهن على علاقات هذه الدول لتنشيط عملية التقارب مع الكيان الصهيوني ، حماية للمشروع الاسرائيلي ، وأطماعه غير المحدودة في المنطقة.[[9]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn9
 
النتيجة الرابعة : حركة حماس لم تعد تمتلك البوصلة، وهي تتجه نحو المسار الذي ترسمه الدول المتآمرة على محور الممانعة ، فهي خرجت من سوريا بشكل تلقائي وطوعي ، وتدخلت سلبا في الشأن الداخلي المصري ، فخسرت دعم المصريين وأوقعت أهل القطاع في معاناة كبيرة ، ودعمت دول الناتو العربي الذي تقوده السعوديه بالتعاون مع إسرائيل ، لأستهداف الشعب اليمني المظلوم . فالعدوان الغاشم على اليمن يكشف بوضوح الاوهام التي تعيشها  حماس الداعمة للسعودية للسيطرة على العالم الاسلامي، ويبين بأن الرياض بصدد فرض اهدافها الجيوسياسية على المنطقة، وانها تخوض منافسات استراتيجية وصراعات مع السياسات الاقليمية المؤثرة في المنطقة في بعض دول المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.وأن حماس لا تدرك أبعاد وتداعيات هذه السياسات الخرقاء عليها وعلى القضية الفلسطينية .[[10]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn10
 
النتيجة الخامسة : أنّ مواقف حماس اللامسئولة قد أعمت بصيرتها عما يحاك لها من مؤامرات ؛ فهي التي دفعت  قيادات الجيش الصهيوني للبحث عن  كيفية وسبل إمكانية شن هجوم على الضفة الغربية  وغزه لتصفية المشروع  الاسلامي المقاوم . ونتيجة لذلك بات العدو الإسرائيلي يمارس سياسة الانتظار عما ستؤل عنه نتائج “عاصفة الحزم” التي تشنها دول الناتو العربي بقيادة السعودية على الشعب اليمني المظلوم ، وذلك للتتمكن إسرائيل من كسب دعم الدول الخليحية لتصفية الوجود الإخواني ، والذي تمثله حركة حماس في فلسطين، بالمقابل  سيمنح دول الخليج هامشا متسعا للحرية والحركة  لتصفية بقايا النفوذ الأخواني في دولها  ، خصوصاً إذا تمكنت من تحقيق إنتصار ملموس في اليمن، حيث ستنتهي  من عدوين ” الأخوان وحماس ” في آنٍ واحد[[11]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn11 .
لكن  عدم وضوح نتائج  “عاصفة الحزم” بالنسبة لها  جعل “إسرائيل” تتروى في تنفيذ الخطوة التي إتخذتها سابقاً وارجأت تنفيذها إلى وقت لاحق، واعتبار إنتصار اليمنيين على دول تحالف “عاصفة الحزم” سيزعزع أمن “إسرائيل” وحلفائها في المنطقة، كما أنّه سيعطي دول وحركات المقاومة الإسلامية ، خصوصا حزب الله والجهاد الاسلامي  الجرأة على مهاجمة “إسرائيل” .
 فالقضاء على أنصار الله اليمني سيسعد الكيان الصهيوني ، لأنه توائم حزب الله اللبناني والجهاد الاسلامي ،  للمواجهة مع اسرائيل ، وبالتالي فإن دول الناتو العربي بقيادة السعودية -الوهابية الكافرة – ومن لف لفيها  من التنظيمات التي تدعي المقاومة تحت غطاء اسلامي،  تقدم خدمة مثلى لإسرائيل بوقوفها إلى جانب تحالف الناتو العربي الذي يسعى للقضاء أصلا على محور الممانعة   [[12]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn12 .
النتيجة السادسة  : حماس – وحسب الرؤية الإيرانية – عملت ضد مصالح الشعب الفلسطيني، والكرة الآن في ملعب الشعب الفلسطيني ، وحركة الجهاد الاسلامي لتدارك الموقف ، خاصة بعد أن تبين أن حركة حماس لها دور مهم في استهداف مخيم اليرموك وتجويعه ودخول داعش اليه، فالحركة لها ذراع يصطف الى جانب التنظيمات الارهابية المدعومة من القوى الشيطانية ، و التي تمارس القتل في صفوف قاطنيه يسمى بـ “أكناف بيت المقدس” ، و بيت المقدس منه براء ،كذلك فإن الدول الاقليمية  المهمة – خصوصا مصر – مدعوة لاعادة النظر في التعامل مع هذه الحركة[[13]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn13 .
النتيجة السابعة : أن إيران ، سوريه ، ومن خلفهما حركات المقاومة  ، والشعوب الاسلامية لم تعد تثق بحركة حماس  التي تقف مع الدول التي تدعم الارهابيين التكفيريين اللذين يقطعون الرؤوس ، ويمارسون العنف والارهاب الدموي في سوريا ، العراق ، ليبيا ، مصر . فحماس والتكفيريين وجهان لعملة واحدة .[[14]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn14
سيناريوهات إيران للتعامل مع حماس
 
1-سيناريو دعم حركة الجهاد الإسلامي ، وتعظيم عملية الدعم لها ، لايجاد بديل أساسي موثوق لتنفيذ الأجندة الإيرانية ؛ لهذا كثفت إيران اتصالاتها ولقاءاتها مع قادة الحركة، لدراسة سبل تقوية الجهاد الاسلامي ، وتحجيم قدرات حماس  .
2- سيناريو دعم ايجاد فرع لحزب الله بنسخته الفلسطينية ، بعد التنسيق مع حزب الله اللبناني .
3- سيناريو افتعال حرب إسرائيلية فلسطينية جديدة  لتحقيق عدة أهداف :
أ- إحراج ما أصطلحت إيران على تسميته بدول الناتو العربي التي تهاجم اليمن ؛ فحدوث هذه الحرب سيحرج هذه الدول – حسب الزعم الإيراني- أمام الشعوب الاسلامية ، ويطرح عدة تساؤلات حول احتمالية توجه طائرات عاصفة الحزم للدفاع عن غزه في حال استهدافها ، بدلا من التوجه لقصف الشعب اليمني المظلوم . وبالتالي ينقذ ما بقي من حركة أنصار الله والمليشيات الحوثية[[15]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn15 .
ب- قيام إيران بالضغط على حركة الجهاد الاسلامي ، أو الخلايا التابعة لإيران في غزه ،لاطلاق صواريخ إلى العمق الإسرائيلي،  سيسهم في حرب جديدة في المنطقة ، وهذا سيؤدي بالتأكيد إلى  خلط الأوراق في المنطقة ، انسجاما مع سياسة الفوضى الخلاقه التي بشرت بها واشنطن منذ سنوات . هذا السيناريو سينتزف قدرات العالم الاسلامي ، ويلفت الأنظار عن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة ، وهو ما تسعى إليه طهران.
ج- سيناريو دفع إيران والضغط  باتجاه ايجاد قيادة جديدة  عن القيادة الحالية لحماس(انقلاب أبيض داخل حماس ) . أو أن يأتي خالد مشعل ، ويركع أمام القيادة الإيرانية معتذرا ، وطالبا الصفح ، ثم تأتي مرحلة التفكير في شروط وكيفية إستئناف دعم إيران لحماس ،وهذا ما  عبرت عنه أحد المواقع  الإيرانية التابعة لأحد المؤسسات الثورية الإيرانية بشكل صريح [[16]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftn16  .
[[1]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref1 (جريدة جمهورى اسلامى ، 23/4/ 2015)
[[2]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref2 (جريدة كيهان ، 27/4/2015)
[[3]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref3 (جريدة سياست روز / 3/ 4/2015)
[[4]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref4  (جريدة جام جم ، 8/4/2015)
[[5]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref5 ( جريدة اطلاعات ، 2/ 4/2015 )
[[6]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref6 (موقع تابناك الفارسي ، 11/ 4/2015 )
[[7]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref7 (جريدة كيهان  ، 19/ 5/2015 )
[[8]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref8 ( جريدة جمهورى اسلامى ، 18/5/2015)
[[9]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref9 (جريدة جام جم ، 21/ 5/ 2015)
[[10]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref10 (جريدة أرمان ، 9/5/2015. جريدة سياست روز ، 25/ 5/ 2015 )
[[11]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref11 ( جريدة جمهورى اسلامى ، 17/5/2015 )
[[12]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref12 (كزارش أوضاع بحران يمن ، جريدة جمهورى اسلامى ، 12/ 5/ 2015 ) 
[[13]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref13 (سياست روز ، 23/ 5/ 2015 )
[[14]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref14 ( جريدة جمهورى اسلامى ، 20 / 5/ 2015)
[[15]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref15 ( جريدة كيهان ، 21/5/ 2015 )
[[16]]url:http://www.umayya.org/publications-ar/assessment-report-ar/6381#_ftnref16 (بسيج  ، 17/5/2015) 
-------------------------------
د. نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
في مركز أميه للبحوث والدراسات الاستراتيجية  

د. نبيل العتوم
الاربعاء 10 يونيو 2015