باريس سان جيرمان الفائز بلقب الدوري نهضة كروية فرنسية بتمويل قطري

وفي الوقت الذي كان خلاله اللاعبون يحتفلون باللقب على أرض ملعب نادي ليون جيرلان عقب صافرة النهاية في الثاني عشر من الشهر الجاري، خرج الآلاف من المشجعين إلى شوارع باريس بالسيارات والدراجات البخارية لقضاء ليلة غامرة بالفرح والسعادة عقب ضمان التتويج باللقب.
 
السبب الرئيسي وراء اللقب لا يجب البحث عنه في مياه نهر السين أو قوس النصر أو أي معلم فرنسي شهير، بل في قطر والـ250 مليون يورو التي استثمرتها للنهضة بالنادي الفرنسي.
 
خرجت الصحف الفرنسية بعناوين تشيد بما قام به النادي في اليوم التالي، مثل (لوباريزيان) التي عنونت مقالها بعبارة (باريس البطل) عقب نجاح الفريق الذي يضم النجمين ديفيد بيكهام وزلاتان إبراهيموفيتش وزملائهما في الفوز بهدف دون مقابل على ليون، الفريق الذي هيمن على البانوراما الكروية في فرنسا خلال السنوات الأخيرة ولضمان التتويج باللقب.
يعد هذا ثالث لقب دوري لباريس سان جيرمان عقب عامي 1986 و1994 ، ولكن في المكاتب الإدارية للنادي وبعيدا عن الأجواء الاحتفالية، يتم التفكير في المزيد مستقبلا وهو الأمر الذي يظهر في تصريحات رئيس النادي، ناصر الخليفي الذي قال "أنا فخور للغاية ولكن هذه مجرد بداية تاريخ جديد".
 
التاريخ بالنسبة لأي نادي أوروبي يعني التتويج باللقب الأغلى وهو دوري الأبطال، وهو الأمر الذي يسعى (بي إس جي) للوصول إليه في أقرب وقت ممكن، خاصة وأنه في النسخة الجارية سقط على أبواب نصف نهائي البطولة أمام برشلونة الإسباني في ربع النهائي، فإلى جانب كل الاستثمارات المالية التي قام بها النادي للتعاقد مع لاعبين على أعلى مستوى، يسعى باريس سان جيرمان الموسم المقبل لتكرار الأمر هذا الموسم حيث يتصدر نجم ريال مدريد الإسباني البرتغالي كريستيانو رونالدو قائمة اهتماماته.
 
وكانت صحيفة (ليكيب) الفرنسية أجرت مقارنة حول المبالغ التي أنفقتها كل الأندية التي توجت بدوريات أوروبا منذ الاستحواذ على باريس سان جيرمان في حزيران /يونيو 2011 من قبل جهاز قطر للاستثمار الرياضي، وكانت النتيجة هي تصدر (بي إس جي) للتصنيف بلا منازع، حيث أنفق 250 مليون يورو في عامين وتلاه يوفنتوس الإيطالي بـ142 مليون يورو ثم مانشستر يونايتد بـ126 مليون يورو ثم بايرن ميونخ الألماني بـ110 مليون و600 ألف يورو وبرشلونة الإسباني بـ93 مليون يورو.
 
وتبلغ ميزانية باريس سان جيرمان في الموسم الواحد 300 مليون يورو أي ما يقترب من ضعف ميزانية أوليمبيك ليون وهي 145 مليون يورو.
 
كل هذه الأمور لم تجعل تصريح لاعب وسط النادي الفرنسي الثري، الدولي بليز ماتويدي بأن الفوز بلقب (الليجا) منذ الآن أصبح "إجباريا"، يبدو أمرا غريبا.
على الرغم من هذا فإن اليوم الذي توج خلاله باريس سان جيرمان باللقب لم يكن كله ابتسامات وابتهاج، حيث إن إبراموفيتش الذي فاز بعاشر لقب دوري له في آخر 12 عاما من مسيرته، دخل في نقاش حاد مع المدير الرياضي للنادي، النجم البرازيلي السابق ليوناردو.
 
وكان إبراهيموفيتش /31 عاما/ يعاتب ليوناردو على تركه يخضع لاختبار كشف المنشطات عقب المباراة بشكل كان سيفقده فرصة الاحتفال باللقب، الذي ساهم بشكل كبير في الحصول عليه.
 
سيواجه باريس سان جيرمان في ختام الموسم مجموعة من المشاكل المحتملة، أولها قد يكون العملاق السويدي الذي بخلاف لهفته لتحقيق الفوز وموهبته الفطرية يتمتع بشخصية يصعب السيطرة عليها والتعامل معها، لذا فإنه على خلفية هذا الأمر ربما يرحل كعادته وكما يفعل دائما حتى في ظل صدور تصريحات منه تؤكد احترامه للتعاقد الذي يمتد لعامين.
ومن المخاطر الأخرى التي تهدد المشروع "القطري الفرنسي" في باريس سان جيرمان، احتمال رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يعتبره الكثيرون "الأب الروحي" للتتويج باللقب، عن النادي نحو ريال مدريد الإسباني ليخلف البرتغالي جوزيه مورينو، وهو الأمر غير المؤكد حتى الآن، وإن كان قريبا من الواقع خاصة بعد خروج النادي الملكي خالي الوفاض هذا الموسم.
 
وكان الخليفي أكد منذ عدة أيام قبل التتويج بالدوري الفرنسي أنه تلقى مكالمة من المدير العام للنادي الإسباني خوسيه أنخل سانشيز حيث أشار إلى أنه قال له "اذا ما كنتم ترغبون في التعاقد مع كارلو فلتعرفوا أنه لا يزال يتبقى في تعاقده عام آخر، لذا فلتحترمونا وتحترموا العقد".
 
بعدها بعدة أيام بدأت التصريحات تتأرجح فمن عبارات مثل "نرغب في بقاء كارلو الجميع يحبه هنا اللاعبون والمدربون وأنا أيضا" إلى عبارات مثل أن "رحيل أنشيلوتي لن يمثل مشكلة".
أنشيلوتي نفسه لم يرغب في الحديث عن الأمر بصورة مباشرة حتى أنه أجاب بغموض عند سؤاله بخصوص الموضوع وسط الاحتفالات بلقب الدوري الثالث الذي يحققه في مسيرته عقب التتويج مع ميلان الإيطالي في 2004 وتشيلسي الإنجليزي في 2010 حيث قال "الآن يمكنني الحديث أنا والنادي بهدوء، وسواء كنت موجودا أم لا فإن باريس سان جيرمان لديه القدرة على الفوز بالمزيد من الألقاب".
 
كل هذا حدث قبل أن تذكر قناة (بي.إن) الرياضية في 19 أيار/ مايو المملوكة للخليفي أن أنشيلوتي سيرحل عن الفريق الباريسي بنهاية الموسم، وإعلان فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الأسباني لكرة القدم في  مؤتمر صحفي  في 20 أيار/مايو  رسميا  عن رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن منصب المدير الفني للفريقبنهاية الموسم.