كلنا يذكر كيف كانت المخابرات السورية بتنسيق مخيف مع المخابرات الايرانية تعمل على خط تجنيد المقاتلين العرب و بينهم الانتحاريون في كل البلدان العربية و يأتون بهم الى سوريا ليعبروا منها الى العراق فيحصدوا الموت في كل مكان. لقد كانوا في أساس التفجيرات المذهبية التي استهدفت الشيعة في العراق في سياسة جهنمية هدفت الى استقطاب الشارع الشيعي العربي في العراق المتأثر بمرجعية النجف العربية في سياق حالة شيعية متعصبة تتأثر بالتنظيمات التابعة لايران.
في لبنان لنظام بشار تاريخ طويل مع التنظيمات الاصولية المسلحة. وقضية "فتح الاسلام"هي الدليل الاسطع على ذلك: أتوا بهم الى مخيم نهر البارد و سلموهم قواعد "فتح الانتفاضة" التابعة لدمشق ثم أمروهم بالاشتباك مع الجيش، وأخيرا لما صاروا عبئا باعوهم الى الجيش بعدما جرى التنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني لتهريب عدد من قادتهم الكبار قبيل ايقاع العناصر العاديين في مكمن محكم.
لقد بات معلوما ان تنظيم" القاعدة" صار أشبه بمجموعة كارلوس الارهابي الشهير في سبعينات القرن الماضي بعدما فتحت باب بيع الخدمات الامنية في كل مكان حتى لأطراف يفترض فيها ان تكون معادية كايران و النظام في سوريا. ففي ايران تقيم منذ سقوط نظام "طالبان" في افغانستان سنة ٢٠٠١ مجموعة قيادية كبيرة لـ"القاعدة" و تضم أفرادا من عائلة أسامة بن لادن. وفي سوريا جرت أكبر عمليات تبادل للخدمات بين النظام وبعض فروع "القاعدة" خلال معركة العراق. وفي لبنان يبدو ان اغتيال رفيق الحريري شكل ذروة التقاطع العملاني الارهابي بين نظام بشار والايرانيين عبر "حزب الله" وتنظيم "القاعدة".
بناء على ما تقدم نقول حبذا لو قدم البعض تعازي للشعب السوري بدل تقديمها لقاتل أطفالهم بشار حافظ الاسد.