تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


بطل متقاعد يحرس سمعتها التاريخية .....رقابة "ريش" اقوى من "سكانر" المطارات الاميركية




القاهرة - فادي عاكوم - قامت الدنيا ولم تقعد بسبب اجهزة السكانر التي انتشرت في المطارات الاميركية والاوروبية بسبب فضحها للكثير من الخصوصية لدى المسافرين، مما اعتبره البعض تعديا على حقوق الانسان خصوصا وان قرار نشرها تزامن مع اللائحة الاميركية التي شدت الطوق على مسافري بعض البلدان بالاخص القادمين من الشرق الاوسط، فبرزت تفرقة عنصرية بوجه عصري حدثي تحت راية مكافحة الارهاب التي كسرت اعرافا كثيرة وقيم واستباحت القوانين ليدخل العالم في نظام جديد باسس جديدة.


مقهى ريش في قلب القاهرة
مقهى ريش في قلب القاهرة
وبعيدا عن شاشات السكانر في المطارات وبعيدا عن ضباط امن المطارات وشاشات الحواسيب وفي احد اكثر احياء القاهرة عراقة وازدحاما، يقبع احد المقاهي العريقة والذي تعدت سنواته المئة على احدى الزوايابالقرب من ميدان طلعت حرب، ليجذب الكثير من الرواد المتعطشين لجلسة هادئة مليئة باحاديث الصحافة والثقافة والادب، لكن عند المدخل يقبع احد المالكين وراء مكتبه، مراقبا الداخلين متفحصا وجوههم فيتحول الداخل الى تلميذ ينتظر اذن استاذه للدخول الى غرفة الصف.

المقهى هو مقهى "ريش" العريق والمراقب هو ماجد احد ابطال حرب اكتوبر المجيدة، الذي تفرغ للمقهى بعد احالته الى التقاعد المبكر لاسباب لا يعلمها الا مهندسي السياسة المصرية في سبعينات القرن الماضي، مع الاشارة الى ان الكلام عن المقهى هو بسبب رمزيته الكبيرة اذا ما اخذنا بالاعتبار ان الاوزباشي جمال عبد الناصر كان يعقد حلقاته السرية الممهدة للثورة في السرداب الذي لا يزال موجودا تحت المقهى.

لائحة ماجد لممنوعي الدخول ليست طويلة ولا اسماء محددة فيها ولا تعتمد في اسسها على العرق او الدين، وتتلخص بالاتي: ممنوع دخول الصهيونيين واتباعهم، بالاضافة الى المتشددين دينيا من الديانات السماوية المختلفة وصولا الى منع دخول خفيفي العقل والثقافة، واللافت ان ماجد بمجرد نظره الى الداخل ياخذ قراره بالسماح بالدخول او الاعتذار بطريقة لبقة، كقوله "اقفلنا اليوم"، علما ان اصحاب المقهى وفي كتيبات السياحة المصرية اصروا بان يتم ذكر ان ماجد هو من ضباط سلاح الجو المتقاعدين الذين شاركوا بحرب اكتوبر، كعلامة واشارة للكثير من السواح الذين سيمتنعون عن التوجه اليه لكونهم من اتباع الصهيونية العالمية، خاصة ان لنسور السماء ثقلا كبيرا لما لعبوه في تلك الحرب.

نظرة ماجد لم تخب يوما فكم وكم من اتباع الصهيونية اصطدموا بحاجزه الامني وكم من المتشددين رجعوا خائبين، اما خفيفي العقل والثقافة فوجدوا لهم ملجا قريبا على ناصية مجاورة لمقهى اطلق على نفسه اسم مقهى المثقفين وذلك بالاسم فقط يكركرون الكلام مع كركرة صوت النارجيلة على الرصيف ويراقبون الذاهب والآيب.

كم نحن بحاجة في مطاراتنا الى امثال الضابط الطيار ماجد ليتفرس في الوجوه دون اي مضايقة وعدم المساس بحقوق الانسان، علما ان مطاراتنا والتي هي بواباتنا الى بلداننا اشد حزما ومراقبة من المطارات الاجنبية، وربما نسي من وضع قوانين المراقبة الجديدة ان من حاول تفجير طائرة ديترويت الاخيرة كان يتنقل بين المطارات الاميركية والاوروبية ولم ينكشف امره، بينما ادق تفصيل او شبهة يتم كشفها في مطاراتنا العربية والشرق اوسطية.

قوانين المراقبة الجديدة وضعت لغاية في نفس يعقوب لكن من الواضح انها وضعت لاعادة تحويل الراي العام العالمي نحو بلدان الشرق الاوسط كمرطزا للارهاب بعد انكشاف الحكايات والاكاذيب التي تم نسجها لتكون مبررا لدخول العراق والتدخل في الشاردة والواردة في المنطقة العربية.

فادي عاكوم
الثلاثاء 19 يناير 2010