نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


بعد 40 عاما على "أيلول الأسود" الاردنيون والفلسطينيون يحاولون طي صفحته الدامية




عمان - رندا حبيب - بعد مرور 40 عاما على مواجهات "ايلول الاسود" الدامية بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الاردني، طوى الاردنيون والفلسطينيون هذه الصفحة الدامية من تاريخهم لكن غياب اتفاق سلام يتيح قيام دولة فلسطينية في الاراضي التي تحتلها اسرائيل ما زال يؤرق الطرفين


رئيس الوزراء الاردني وصفي التل الذي اغتيل لطرده المسلحين الفلسطينيين
رئيس الوزراء الاردني وصفي التل الذي اغتيل لطرده المسلحين الفلسطينيين
وتعود بداية تلك الاحداث الى فترة ما بعد هزيمة العرب في حربهم مع اسرائيل عام 1967 حينما ظهر فدائيون فلسطينيون يقومون بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل.

في ذلك الوقت اراد زعيمهم ياسر عرفات أن يجمع هؤلاء المقاتلين ورأى في الاردن، الذي يحاذي اسرائيل والضفة الغربية، موقعا مثاليا لذلك فأنشأ في المملكة قواعد عسكرية للفدائيين الذين وصل عددهم الى نحو 40 الفا.

الا انه وبمرور الوقت وبتنامي هذه القوة التي اصبح وجودها اشبه بدولة داخل الدولة، امر العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال في 17 ايلول/سبتمبر 1970 جيشه الذي ضم خمسين الف جندي بالعمل على اخراج هؤلاء المسلحين من الاراضي الاردنية.

وجاء القرار بعد قيام مسلحين من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بخطف ثلاثة طائرات توجهوا باثنتين منها الى منطقة الازرق الصحراوية (شرق عمان). وبعد ثلاثة ايام خطفت طائرة رابعة وحطت أيضا في الأزرق وتم احتجاز 56 بريطانيا واميركيا اسرائيليا كرهائن.

وفي 27 ايلول/سبتمبر وقع اتفاق لوقف اطلاق النار في القاهرة برعاية الزعيم المصري جمال عبد الناصر قبيل وفاته. لكن الفدائيين بقوا في الاردن.

ولم ينته القتال فعليا حتى تموز/يوليو 1971 حين قام رئيس الوزراء الاردني وصفي التل بطرد المسلحين الفلسطينيين خارج الاردن. لكنه دفع حياته ثمنا لذلك فقد تم اغتياله بعد حوالى اربعة اشهر في القاهرة من قبل افراد منظمة "ايلول الاسود" الفلسطينية.

وتراوحت اعداد القتلى نتيجة معارك "ايلول الاسود" بين ألفين وفقا للاردن وثلاثة آلاف قتيل وفقا للفلسطينيين.

ويقول عدنان ابو عودة وهو فلسطيني الاصل وكان وزيرا للاعلام في الحكومة الاردنية اثناء وقوع تلك الأحداث لوكالة فرانس برس ان "تلك المواجهات كانت ضرورية (...) لو لم نتصرف كما فعلنا لكان ذلك خدم مصالح اسرائيل باقامة دولة فلسطينية في الاردن".

ويضيف ابو عودة، عضو مجلس ادارة المجموعة الدولية للازمات، "حتى يومنا هذا امن الاردن لايمكن ان يتحقق الا باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية".

وما زال هاجس ان يصبح الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين، كما ينادي بذلك المتطرفون في اسرائيل، يؤرق بعض الاردنيين.

ويقول محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية لوكالة فرانس برس ان "الخيار الاردني هاجس موجود والدليل انه يجري الحديث عنه ما ان تبدأ مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية او حصول تطور على الصعيد الداخلي".

ويشكل الفلسطينيون حوالى نصف عدد سكان الاردن البالغ عددهم 2،6 مليون نسمة.

وكان الملك حسين وعرفات تصالحا في ثمانينات القرن الماضي لكن علاقتهما ظلت مشوبة بالحذر حتى وفاتهما، بحسب مقربين من الزعيمين.

ومنذ اعتلائه عرش المملكة عام 1999 يكرر الملك عبد الله دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني ويدعو اسرائيل الى قبول حل على اساس قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية.

ويقوم الاردن والقيادة الفلسطينية بالتنسيق حول ملف السلام مع اسرائيل. وحضر الملك عبد الله اطلاق مفاوضات السلام المباشرة في واشنطن في الثاني من ايلول/سبتمبر الحالي.

ويقول عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح التي اسسها عرفات حول احداث ايلول الاسود "هذه صفحة طويت والى الابد منذ زمن بعيد ولن تعود ومن الخطا الحديث عنها انما يجب ان تبقى عبرة لنا جميعا".

واضاف الاحمد وهو احد المقربين من الرئيس عباس ان "محاولة قول البعض ان هناك وطنا بديلا للفلسطينيين وهو الاردن هدفه تعميق النزعات الاقليمية".

بدوره اعتبر المحللل السياسي الفلسطيني هاني المصري ان العلاقات الفلسطينية الاردنية تمر بافضل حالاتها.

وقال المصري "هناك اتفاق اردني فلسطيني على مسار التسوية والسلام في المنطقة يصل لدرجة التحالف بينهما. لكن هناك مخاوف ومخاطر ليس سببها لا الاردنيين ولا الفلسطينييين بل اسرائيل التي تتحدث عن تهجير الفلسطينيين الى الاردن والوطن البديل للفلسطينيين في الاردن".

واضاف "ايلول الاسود ترك جراحا عميقة لان هناك دماء سالت من الطرفين لكن الان هذا التاثير تراجع ولم يعد قويا كما كان في مرحلة سابقة".

رندا حبيب
الجمعة 17 سبتمبر 2010