نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


بعد اقرار القانون.. هل تكبح أمريكا قدرة "الأسد" على تجارة الكبتاغون؟




في خطوة جديدة للحد من توسع النظام السوري في تجارة المخدرات، أقر الكونغرس الأمريكي مشروع قانون لوقف إنتاج المخدرات والاتجار بها وتفكيك الشبكات المرتبطة بـ"بشار الأسد"، قبل أن يوقع عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وجاء القانون رداً على التزايد الكبير في كميات المخدرات، خصوصاً أقراص الكبتاغون، التي تصادر عالمياً، والتي غالباً ما يكون مصدرها دمشق أو المليشيات الموالية لها مثل حزب الله اللبناني.
ودمج المشرِّعون الأمريكيون المشروع في موازنة وزارة الدفاع لعام 2023، التي أقرّها مجلس الشيوخ، يوم 15 ديسمبر 2022، بدعم 83 سيناتوراً ومعارضة 11 آخرين.
وبعد 10 أيام أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن وقّع قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2023 الذي قدمه الكونغرس، بقيمة 816.7 مليار دولار، وتضمن قانوناً لمحاربة وتفكيك إنتاج وتجارة مخدر "الكبتاغون" التي يقودها النظام السوري.


 
- ما القانون الأمريكي الجديد؟
قانون يزيد من رقابة واشنطن وعقوباتها على "الأسد" على خلفية تجارته بالمخدرات.
- ما أبرز دول المنطقة التي تهددها مخدرات الأسد؟
السعودية والأردن.
- هل تنجح واشنطن في كبح تجارة الكبتاغون السورية؟
صحيفة "لوموند" ترى أن من الصعب تحجيم هذه التجارة بعدما تمددت بقوة خلال السنوات الماضية.
 
وجاء في مشروع القانون أن تجارة المخدرات المرتبطة بنظام الأسد تعتبر "تهديداً أمنياً عابراً"، ويطالب الوكالات الأمريكية بوضع استراتيجية مكتوبة خلال مدةٍ أقصاها 180 يوماً، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها، والشبكات المرتبطة بنظام الأسد في سوريا والدول المجاورة.
كما يتضمن القانون منحة مالية بقيمة 400 مليون دولار لسلطات الجمارك وحماية الحدود في الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، ومن ضمنها الأردن ولبنان ومصر وتونس، وهي دول يصل إليها "كبتاغون الأسد"، سواء للاستهلاك أو للعبور إلى دول أخرى.
 

تهديد عابر للحدود

وينص القانون الملزم لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أن "الاتجار بحبوب الكبتاغون المرتبط بنظام الأسد يشكل تهديداً عابراً للحدود".
ويدعو المشروع، الذي تقدم به نواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إدارة بايدن إلى تطوير وتطبيق استراتيجية "لتفكيك شبكات الاتجار بها التابعة للنظام السوري".
وقال صاحب فكرة القانون، النائب الجمهوري فرينش هيل، الذي طرح المشروع في ديسمبر من العام الماضي: "إضافة إلى ارتكاب جرائم حرب ضد شعبه، أصبح نظام الأسد في سوريا دولة مخدرات".
وأشار هيل إلى أن "مركز الاتجار بالمخدرات حالياً في منطقة يسيطر عليها نظام الأسد"، محذراً من أن "الكبتاغون وصل إلى أوروبا، ووصوله إلينا مسألة وقت فقط".
وأضاف النائب الجمهوري: "إن لم نعمل مع شركائنا للحد من الاتجار بالمخدرات واستبدال نظام مؤسسات به يخدم الشعب السوري، حينها سيضيف الأسد لقب ملك المخدرات إلى لقبه المعترَف به دولياً كقاتل جماعي".
وينص القانون على إلزام إدارة بايدن بدعم الحلفاء الشرق أوسطيين الذين يواجهون أزمة تهريب كميات كبيرة من الكبتاغون إلى أراضيهم عبر نظام الأسد، إضافة إلى توظيف العقوبات ومن ضمنها عقوبات "قيصر" لاستهداف شبكات المخدرات التابعة للأسد.
كما ينص أيضاً على تقديم لائحة بالدول التي تتلقى شحنات كبيرة من الكبتاغون، وتقييم قدراتها على وقف عمليات التهريب، وتوفير المساعدة وبرامج تدريبية لهذه الدول لتعزيز قدراتها على التصدي لهذه العمليات. التفاف على العقوبات في يناير من العام الجاري، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية: إن "الأسد طوّر صناعة الكبتاغون في سوريا، من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية وترسيخ شبكات الولاء له"، مشيرة إلى أن إثناءه عن متابعة مثل هذه التجارة المربحة أو حتى تحجيمها "أصبح غاية في الصعوبة".
وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو، في مقال بالصحيفة، إن الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الأسد "أصبحت منطقة الإنتاج الرئيسة للكبتاغون".
ومؤخراً، قال السيناتوران الأمريكيان جيم ريش ومايك مكول، في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "إن الأردن المهدد، باطراد من خلال تدفق الكبتاغون عبر حدوده، يعاني من مواجهات خطِرة مع مهرِّبي المخدرات على حدوده مع سوريا".
وأضافت الرسالة: "السعودية أيضاً تتعرض لتدفق الكبتاغون السوري، وعمدت إلى زيادة الموارد الأمنية لتعزيز جهود التصدي له".
وطالب مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون الإدارة الأمريكية بإدراج سوريا على لائحة البلدان المنتجة للمخدرات أو المسهّلة لتمريرها.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية إحباط تهريب نحو 4 ملايين حبة كبتاغون، وقالت إن اثنين من بين المتورطين يحملان الجنسية السورية وإنهما دخلا أراضيها بتأشيرات مزورة.
ونهاية أغسطس الماضي، ضبطت السعودية نحو 47 مليون حبة من مادة "الأمفيتامين" المخدرة، مشيرة إلى أنها "أكبر محاولة تهريب في عملية واحدة" لهذا النوع من المخدرات منذ سنوات في البلاد، وقالت إن المتورط فيها يحمل الجنسية السورية.
وأعدمت السعودية، قبل أيام، مواطناً سوريّاً على خلفية إدانته بتهريب كميات كبيرة من المخدرات عبر منطقة الجوف.
وفي ديسمبر الماضي، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن أنشطة النظام السوري في تصنيع المخدرات والاتجار بها أسهمت في مضاعفة كمية المخدرات المضبوطة عالمياً عشرات المرات.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 250 مليون حبة "كبتاغون" ضُبطت في جميع أرجاء العالم حتى الآن، أي أكثر من 18 ضعفاً للكمية التي ضُبطت قبل أربع سنوات فقط.
وخلال السنوات القليلة الماضية، أحبط العديد من دول العالم، خصوصاً في منطقة الخليج، مئات شحنات المخدّرات القادمة من مناطق سيطرة الأسد، الذي أصبح يعتمد على الكبتاغون لمواجهة حالة السقوط الاقتصادي الحر التي يواجهها.
ولم تكن الكويت مثلاً بعيدة عن هذه العمليات، وقد أحبطت عديداً من الشحنات وعززت يقظتها الأمنية؛ لوقف تدفق الكبتاغون إلى أراضيها، فضلاً عن لبنان الذي يعتبر سوقاً وممراً في الوقت نفسه.

إغراق المنطقة

المحلل العراقي د. ناصر الدريد قال إن الأردن أصبح حالياً حائط الصد الأساسي لقطع الطريق على المد الهائل للمخدرات التي تتدفق من مناطق سيطرة الأسد إلى دول الخليج عموماً.
وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أضاف "الدريد" أن هناك موجة توزيع كبتاغون كبيرة اجتاحت سوريا والعراق ثم اتجهت إلى الخليج، مؤكداً أن الأردن يخوض معركة مسلحة لوقف هذا التدفق.
وتابع: "الأسد وعائلته يحققون مكاسب مالية ضخمة من تجارة الكبتاغون الهائلة التي تصنّع حالياً في سوريا بخبرات ورأسمال إيراني، وهي ليست مجرد تجارة فقط، وإنما خطة ذات أبعاد استراتيجية لإغراق دول المنطقة في مستنقع المخدرات".
ويرى المحلل العراقي أن القانون الأمريكي الأخير ليس مبالغاً في حديثه عن الأسد وسعيه لكبح جماح تجارته الضخمة، بل يعتقد أنه تأخر كثيراً؛ لأن هذه التجارة لم تعد خافية على أحد.
وحول سؤال: هل أمريكا جادة في الذهاب بعيداً؟ يقول "الدريد": إنها "فعلاً الآن تحاصر نظام الأسد، وهي لم تكن جادة كفاية سابقاً، لأنها أهملت الشرق الأوسط وملفاته عموماً، وهذا أحد أسباب غضب السعودية"، مشيراً إلى أن "واشنطن تحاول أن تصحح مسار علاقتها بدول المنطقة من خلال إعادة اهتماماتها بمشاكل المنطقة، وهذا هو أحد أسباب صدور القانون".
وسبق أن قال موقع "إيكونوميست" البريطاني إن سوريا تحولت إلى دولة مخدرات تشكل أقراص الكبتاغون صادراتها الرئيسة، مشيراً إلى أن الاستخدام الداخلي لهذه الأقراص انتشر بشكل واسع وأصبح يلحق أضراراً بالشباب.
كما قالت وكالة "فرانس برس"، في نوفمبر الماضي: إن حبوب الكبتاغون "أصبحت أبرز صادرات سوريا، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، خلال العامين الماضيين".
وتتداخل علاقات تجارية وعشائرية وقبلية ومصالح بين خطوط تهريب وتجارة الكبتاغون، فضلاً عن أنها تمثل مصدر دخل أساسياً للنظام الذي يواجه سقوطاً اقتصادياً حراً، في ظل تهاوي مخزونه المالي وندرة الوقود والسلع الأساسية.
ونقلت "فرانس برس" عن بعض المنخرطين في التجارة، أنها "شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية"، مشيرين إلى وجود رابط عشائري غالباً يجمع بين المناطق والبلدان.
والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها "الأمفيتامين" المحفّز، أصبحت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
---------
الخليج أونلاين
 

أشرف كمال
الجمعة 30 ديسمبر 2022