تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


بعد حملات أمنية مكثفة... مليونا مدمن في مصر بدون " حشيشة كيف " فكيف يستمر الشباب




القاهرة - فادي عاكوم - تحولت المخدرات في الفترة الاخيرة بمصر من مجرد رفاهية لبعض كبار القوم واداة اساسية لسهرات الانس والفرفشة، الى اداة ضرورية للحياة ووسيلة بل دواء للخروج من دوامة البطالة والفقر للكثير من الشباب التي وجد فيها ملجا له ولهمومه ولمستقبله الغير مرئي، وساعد رخص اسعار البانجو والحشيش على انتشارها بين القاعدة الشبابية بشكل كبير


أكد مصدر امني ندرة الحشيش في الاسواق
أكد مصدر امني ندرة الحشيش في الاسواق
الاغرب ما كشفه مراسل الهدهد خلال جولة له بين الشباب وفي بعض الازقة، فالصورة مغايرة تماما لما ينطبع في اذهاننا عن من يتعاطون الكيف، فطالما كانت الصورة القائمة هي مجموعة من "المساطيل" المترنحين في الشوارع الغاطسين بالضحك والنكت والكلام الغير مفهوم، لكن الواقع غير، بل انه مفاجئ اذ ان غالبية المتعاطين من الناس العاديين جدا منهم العاطل عن العمل ومنهم الموظف ومنهم العامل ومنهم عناصر من الشرطة، والجميع ينظر لهذه المادة المحترقة بين يديه على انها وسيلة للراحة ودواء يساعده على الاستمرار.

غالبية من التقاهم مراسل الهدهد كانوا غاضبين بل حانقين على الحكومة وهذه المرة ليس بسبب قلة فرص العمل وتدني الرواتب والاجور والاحوال الاقتصادية، بل بسبب الحملات الامنية على تجار المخدرات التي ادت الى مصادرة عشرات الاطنان في جميع انحاء مصر وتسببت بانقطاع المادة العجيبة من الاسواق، وقال احدهم للهدهد:" لو الحكومة تعرف شغلها بجد كانت شرعت تعاطي المخدرات حتى نفضل مساطيل لاننا لو فقنا حنطالب اننا نعيش بكرامة".

مصدر امني تحدث للهدهد عن سبب النقص بل ندرة الحشيش في الاسواق، وقال ان السبب يعود الى الحملات الامنية المكثفة التي قامت بها السلطات المصرية بعد مصرع مجموعة من الضباط على راسهم ضباط من رتبة لواء يدعى ابراهيم عبد المعبود وكان يشغل منصب مدير ادارة البحث الجنائي بالسويس، حيث تم في الحملة الاخيرة الاستعانة بجميع التقنيات الحديثة وعناصر الشرطة الحديثي التدريب بالاضافة للكلاب المدربة، ويضيف المصدر الامني للهدهد ان الحملات تكثفت ايضا خصوصا في الاسكندرية بعد التقاير الاعلامية عن انتشار بيع المخدرات علنا في الشوارع الامر الذي انتقلت احاديثه الى تحت قبة البرلمان الذي طالب نوابه بوضع حد لما يجري، لكنه في الوقت نفسه اكد ان الكميات المضبوطة لا تمثل الحجم الحقيقي للاستهلاك، فتجار المخدرات وكما يبدو فضلوا الانكفاء خوفا من القاء القبض عليهم واستغل اخرون الوضع لمضاعفة الاسعار .

ابرز الانواع التي كانت سائدة قبل الحملة الاخيرة كانت تحمل اسماء "نانسي عجرم" و"هيفاء وهبي" و"اوباما"، اختفت وحل مكانها حشيش مغشوش تم تصنيعه من "الحبهان" و"المستكة" و "الحنة" بالاضافة الى ارتفاع الاسعار الكبير، فما كان يشترى بـ900 جنيه قفز الى 1500 جنيه واكثر، وتصدر عنه بعد اشعاله رائحة الغاز، واطلق عليه "الحشاشون" اسم "الفستك"، واصبح العثور على الحشيش النظيف الغير مغشوش اصعب من العثور على عمل او الوقوف في طابور العيش "الخبز" في المنافذ التموينية.

والجدير بالذكر ان اكبر منافذ دخول الحشيش الى مصر وبعد تشديد المراقبة على المعابر البحرية حاليا، هي البوابة الغربية والتي يدخل عبرها الحشيش المغربي القادم من المغرب مرورا بتونس وليبيا، بالاضافة الى البوابة الشرقية التي يدخل عبرها الحشيش اللبناني.

الطالب الجامعي "احمد" قال للهدهد انه لم يحلم يوما بتدخين الحشيش، لكنه وبعد وصوله للسنة الاكاديمية الرابعة بكلية الحقوق، شعر بالخطر الذي ينتظره في سوق العمل بعد تخرجه بل تحول الشعور الى رعب فلجا الى بعض اصحابه للخروج من الدوامة وتعاطى الحشيش التي جعلته ينسى المستقبل ويشعر بتحسن كبير استطاع من خلاله الاستمرار بكليته.

اما عبد الرازق وهو موسيقي في احدى الفرق ويتقاضى راتبا لا يتعدى 400 جنية شهريا فقال ان الحشيش كان "يروق" اعصابه فيعزف طوال الليل بشغف مع احساسه بحب كبير للموسيقى، لكنه حاليا لا يستطيع العثور على غير الحشيش المضروب، فانخفض مستوى ادائه مما تسبب له الكثير من المشاكل في عمله.

ويؤكد محمد عبد المنعم الاختصاصي بالامراض النفسية للهدهد ان المخدرات او الحشيش تؤثر سلبيا بالسلوك العام للمتعاطي دون ان يشعر هو نفسه بالتغيير، وغالبا ما ينقلب الى العدائية بعد زوال مفعول الكيف من راسه، وربط ارتفاع نسبة الجرائم الفردية وحالات الاغتصاب، لكنه في الوقت نفسه اشار الى ان اختفاء المادة من السوق سينتج عنها مشاكل اكبر اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فالمدمن بحاجة الى العلاج التدريجي والمطول ومن المستحيل ان يتحول عن التعاطي فجاة من دون مقدمات او علاج مناسب، واشار الى ان عدد من يتعالجون في المصحات المصرية لا يتعدى العشرون الفا فقط، بينما يبلغ عدد المدمنين تخطى المليون شخص بكثير

فادي عاكوم
السبت 20 مارس 2010