بينما غاب ممثلو النظام من ذوي المناصب، أو الرتب العسكرية العسكرية، رغم أن حيدر كان منخرطًا في المؤسسة العسكرية لسنوات طويلة
ولم تنعِ مؤسسات النظام السوري الرسمية حيدر، كما لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية عن وفاته.
وحملت جنازة حيدر طابعًا شعبيًا غابت عنه المراسم المنظمة، أو التنظيم الرسمي والبروتوكولات التي تقام لمسؤول، باستثناء كونه حُمل في تابوب ملفوف بعلم قبل دفنه في قريته.
وتفاعلت الشبكات المحلية مع وفاة وجنازة اللواء حيدر، ونقلت “شبكة بيت ياشوط 24” رسالة قالت إنها من العميد المتقاعد نايف العاقل، الذي كان قائد فوج خلال حياة علي حيدر العسكرية.
وتوفي حيدر أمس الجمعة، عن عمر ناهز 90 عامًا، بحسب ما نشره أقرباء له عبر صفحاتهم الشخصية في “فيس بوك”.
وتسلّم علي حيدر قيادة “القوات الخاصة السورية” لفترة تقدّر بـ26 عامًا، وكان من أبرز الرجال العسكريين المقربين من حافظ الأسد، وكان صديق الأسد الأب منذ طفولته.
أُبعد علي حيدر عن منصبه في عام 1994، وسط روايتين عن سبب ذلك، كانت إحداهما أنه تعرض للسجن في 3 من آب 1994، بحسب مصادر قالت لصحيفة “الحياة” حينها، إن اعتقاله جاء بعد انتقاده لحافظ الأسد، لاستدعائه بشار الأسد من لندن، وإعداده للحكم عقب وفاة شقيقه باسل الأسد.
بينما قالت مصادر أخرى، إن إبعاده عن منصبه كان يرتبط بمعارضته “القوية” لمحادثات السلام التي أجراها مبعوثون سوريون وإسرائيليون في واشنطن بذلك الوقت.
------------- وقد توفي اللواء في قوات النظام السوري علي حيدر صباح اليوم، الجمعة 5 من آب، عن عمر ناهز 90 عامًا، بحسب ما نشره أقرباء له عبر صفحاتهم الشخصية في “فيس بوك”.
بينما لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية أو المقربة من النظام خبر وفاة حيدر أو تنعاه، حتى ساعة نشر هذا التقرير.

صديق الأسد الأب

تسلّم علي حيدر قيادة “القوات الخاصة السورية” لفترة تقدّر بـ26 عامًا، وكان من أبرز الرجال العسكريين المقربين من حافظ الأسد.
وهو من مواليد 1932، ولد في قرية بيت ياشوط بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية، وكان صديق الأسد الأب منذ طفولته.
ومنذ أن كان طالبًا في المدرسة، انضم حيدر إلى حزب “البعث” الذي أسسه ميشيل عفلق، كما انتُدب كضابط مشاة في عام 1952 وذلك بعد أن التحق بالكلية الحربية في حمص.
وبعد تسلّم حزب “البعث” السلطة بعد 1963، تدرّج حيدر في رتبته العسكرية ليصبح قائد “القوات الخاصة السورية” عام 1968.
دعم حيدر حافظ الأسد عسكريًا في الانقلاب الذي قام به لتسلّم السلطة عام 1970، وعقب ذلك برز كشخصية رئيسة في الدائرة المقربة من الأسد، وكان واحدًا من أكثر الضباط الموالين له، بحسب ما ذكره الكاتب والمؤرخ السوري سامي مبيض في كتابه “فولاذ و حرير: رجال ونساء صنعوا سوريا الحديثة في الفترة ما بين 1900- 2000“.
وتحت قيادة حيدر، توسعت “القوات الخاصة” لتضم حوالي 25 ألف عسكري حينها، كما شكّلت جزءًا أساسيًا من الأجهزة الأمنية للحكومة.
وكان لحيدر و”القوات الخاصة” دور بارز في مجزرة حماة 1982، التي استمرت لمدة 27 يومًا، إلى جانب “سرايا الدفاع” بقيادة رفعت الأسد، ووزير الدفاع، مصطفى طلاس.
كما نُشرت وحدات “القوات” في لبنان كجزء من التدخل السوري في الحرب الأهلية اللبنانية، وخلال الحرب اشتبكت مع وحدات “منظمة التحرير الفلسطينية” التي كان يقودها ياسر عرفات.
في عام 1988، ترك حيدر منصبه نتيجة إصابته بتمدد بالأوعية الدموية، إلا أنه عاد للمنصب أوائل التسعينيات.
في عام 1983، عندما مرض حافظ الأسد، بدأ شقيقه رفعت الأسد بالتخطيط لانقلاب للاستيلاء على السلطة، وكان علي حيدر حينها مقربًا من رفعت الأسد أيضًا، إلا أنه “رفض” عندما طلب منه تقديم الدعم لرفعت في الانقلاب الذي كان يخطط له، كما نشر قواته الخاصة ضد “سرايا الدفاع” في 1984 بشوارع دمشق ليمنع الانقلاب على حافظ الأسد.

السجن والإقالة “بسبب بشار الأسد”

أُبعد علي حيدر عن منصبه في عام 1994، وسط روايتين عن سبب ذلك، كانت إحداهما أنه تعرض للسجن في 3 من آب 1994، بحسب مصادر قالت لصحيفة “الحياة” حينها، إن اعتقاله جاء بعد انتقاده لحافظ الأسد، لاستدعائه بشار الأسد من لندن، وإعداده للحكم عقب وفاة شقيقه باسل الأسد.
بينما قالت مصادر أخرى، إن إبعاده عن منصبه كان يرتبط بمعارضته “القوية” لمحادثات السلام التي أجراها مبعوثون سوريون وإسرائيليون في واشنطن بذلك الوقت.
وعلى الرغم من اعتقاله، لم يُقدم حيدر أبدًا للمحاكمة أو التشهير العلني، ولكن بدلًا من ذلك عُومل بشكل جيد خلال فترة “اعتقاله الوجيزة” قبل أن يطلق سراحه ويحال إلى التقاعد، بحسب ما ذكره المؤرخ سامي مبيض في كتابه، إذ ظل شخصية “مهمة” في حزب “البعث” والجيش حتى موت حافظ الأسد عام 2000.
وبعد اندلاع الثورة السورية، وتحديدًا نهاية عام 2012، نقلت وسائل إعلام محلية حادثة جرت مع علي حيدر، لم تتمكّن عنب بلدي من التحقق من مدى صحتها، إذ ظهر حيدر بمجلس عزاء في قريته بيت ياشوط، لعسكري قُتل جراء وقوفه مع قوات النظام، منتقدًا ازدياد عدد القتلى بين العسكريين العلويين.
ونقلت صحيفة “الراي - ” الكويتية، في مقال خاص، ما جرى خلال مجلس العزاء حينها، أن حيدر أبدى أسفه على سقوط رجال “القوات الخاصة” في مواجهات داخلية، مشيرًا إلى دورهم في “التصدي لإسرائيل في حرب تشرين”، ودورهم في مجزرة حماة 1982.
ورد عليه ضابط بالقول، “والله يا عمي أبو ياسر، المعلم لا ينام من همه على الجيش”، لينفجر حيدر بالشتائم على بشار، طالبًا من الضابط أن يوصل له من الكلام بأن أباه “عمل مية مصيبة للبلد، ولكن كلها بكفة والتوريث بكفة”، بحسب مقال الصحيفة.