نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


بوتين ) يهدد … وجيش الفتح يقبل (التحدي) )




من الواضح أن الضغوط السياسية التي مارسها الغرب وقادته السياسيين على الرئيس “بوتين” في سورية قد وصلت مبتغاها, فالتصريحات التي أطلقتها المستشارة الألمانية “ميركل” والرئيس الفرنسي “هولاند” ووزير الخارجية البريطاني “بوريس جونسون” كانت حادة وقوية وأصابت القيادة الروسية بمقتل, وخصوصاً مع العبارات التي خرجت عن نطاق الدبلوماسية في جلسة مجلس الأمن عندما رفض المندوب البريطاني توجيه عبارات الشكر المعتادة لرئيس الجلسة “مندوب روسيا تشوركين” بعد استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار الفرنسي لوقف القصف عن مدينة حلب


 

“بوتين” الذي يدرك أن أفضل وسيلة للهروب من استحقاقات الوضع الداخلي الروسي المتأزم اقتصادياً وسياسياً هو بالتوجه نحو إشغال المواطن الروسي بأزمات خارجية وفق قاعدة “الهروب نحو الأمام”, وهذا ما فعله عبر تصعيد عسكري كبير وإصداره الأوامر لرئاسة الأركان الروسية لإرسال الغواصة النووية الأكبر “روستوف” إلى حوض المتوسط, ثم تبعها بإرسال الطراد “بطرس الأكبر” مع ثلاثة سفن أخرى, ثم إرسال الطراد الحامل للطائرات “كوزينتسوف” مع خمسة سفن أخرى إلى الشواطئ السورية, وختمها مؤخراً  بتحريك ثلاث غواصات (اثنتان نووية والثالثة ديزل) مزودة بصواريخ نووية وصواريخ “كاليبر”, وهذا الحشد لم يكن الوحيد المرسل لساحات المواجهة في سورية بل لحق بأكثر من (12) قطعة بحرية موجودة مسبقاً ويقودها الطراد الروسي “موسكوفا” والتي تناور مقابل موانئ اللاذقية وطرطوس منذ بداية الثورة السورية تقريباً (يتم استبدال الطراد “موسكوفا” أحياناً بالطراد “فارباخ”) وبهذا الحشد يظن “بوتين” أنه قفز فوق الدرع الصاروخي الذي أقامه الغرب على حدوده لحصار “موسكو” داخل جدرانها ووقف تمددها نحو الخارج, و”بوتين” الذي يعاني من عقدة النقص ويريد أن يعامله العالم كرئيس لدولة عظمى كما كان “الاتحاد السوفييتي”, لذلك هو دائماً ما يقارن نفسه وروسيا بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها, لكنه نسي أو تناسى أن اقتصاده وآلته العسكرية الخارجة من مستودعات بالية قد أكل عليها الزمن ولا تستطيع أن ترسم أمجاد تزيد عن قدراته الاقتصادية والعسكرية التي باتت محط شك واشتباه من أنها غير قادرة على الثبات أو المواجهة مع الغرب وأن اقتصاده أصبح يعاني من أزمات تعيد للذاكرة الأسباب التي أدت لبعثرة وتفكيك الاتحاد السوفييتي.

أمام هذا الواقع العسكري كان اجتماع وزراء خارجية حلف “الأسد” في موسكو ولقاء “لافروف- ظريف- المعلم” والذي كان بمثابة اجتماع حرب, وظهر ذلك من خلال التصريحات التي أعقبت اللقاء, وزير الدفاع الروسي أصدر نعوة بالحل السياسي في سورية وقال أنه أضحى بعيداً لأجل غير مسمى, وتبعه وزير الخارجية “لافروف” ليؤكد أن الطيران الروسي لن يبقى متفرجاً حيال ما يحصل في جبهات حلب, وكأنه يظن أن العالم قد صدق الرواية الروسية التي تتحدث عن رفض “بوتين” لطلب رئاسة الأركان الروسية بمتابعة القصف في حلب.

على الضفة الأخرى, ومع انطلاق “ملحمة حلب الكبرى” والتي هزت أركان “طهران” وهددت أحلام “موسكو”, ومعها تقدمت غرفتي عمليات “جيش الفتح” و”عمليات حلب” لتسطر بطولات أرغمت ميلشيات “إيران” وحلفائها على التراجع والانسحاب من “ضاحية الثورة” الأسد سابقاً, وتبعتها بانسحابات من عدة حواجز شمالاً وتراجعت عن مواقعها في مناشر “منيان” ولتتقدم فصائل الثورة وتحاصر “الأكاديمية العسكرية” من ثلاث اتجاهات بعد أن أنهت تحريرها لمشروع “1070” شقة وسيطرت على بعض الكتل في مشروع “3000”.

الطيران الروسي والأسدي الذي لم يفارق سماء حلب حتى قبل انطلاق المعركة, حاول جاهداً وقف تمدد وتقدم الثوار, لكن تكتيك التماس مع العدو الذي اتبعته غرف عمليات الثوار وتكتيك تقريب المسافات من العدو إلى أقصى حد ممكن حدت نوعاً ما من جهود الطيران وأوقعته بكثير من الأخطاء, فالأكاديمية العسكرية تلقت “نيراناً صديقة” من قبل الطيران الروسي ولمرتين متتاليتين بعد أن صوبت بالخطأ صواريخها نحو ميليشيات الجيش الأسدي, وأيضاً طائرات النظام قصفت حلفائها داخل مشروع “3000” شقة بطريق الخطأ, وبعد أن ظهر عجز الطيران بوقف عجلة تقدم وانتصارات الثوار, لجأ النظام كعادته إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والتي طالت مواقعه بعد أن خرجت حسابات اتجاه الريح عن ذهن مخطط غرف عملياته وقائد الحوامة التي ألقت باسطوانات “الكلورين” على ضاحية الثورة المحررة فسحبت الرياح غمامتها إلى مواقع النظام وأدت لإصابات ليست بقليلة في صفوف الطرفين.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، يعتزم شن هجوم ضخم على مدينة “حلب” السورية, وأفادت الصحيفة أن الهجوم المذكور على مدينة حلب سيكون في غضون الأسبوع الجاري وفق مسؤولين غربيين في الاستخبارات, وقالت الصحيفة إن الهجوم من المحتمل أن يفشل، مشيرة إلى أن “فصائل قوات المعارضة أثبتت صمودها أمام هجمات حلفاء “الأسد” طوال الوقت الماضي وفي كثير من الجبهات, وأشارت الصحيفة إلى أن حجم “الهجوم الضخم” المتوقع على مدينة “حلب” والذي قالت إنه قد يكون مدمراً لـ ما يقارب 275 ألف إنسان، من بينهم نساء وأطفال يعيشون في مناطق الثوار, وأوضحت الصحيفة أن “بوتين” يحاول أن يستغل انشغال “واشنطن” في الانتخابات الرئاسية ليحقق “انتصاراً كبيراً” على المعارضة في الجزء الشرقي من المدينة دعماً لنظام “بشار الأسد”.

الهجوم الروسي الذي أشارت إليه الصحيفة يرتبط بشكل كبير بالحشود الإيرانية والأسدية القادمة مباشرة إلى مطار النيرب من “طهران”, والقادمة إلى جبهات “حلب” من الساحل وحماه عبر طريق إثريا- خناصر”, وكذلك يرتبط بالحشود البحرية الروسية التي تصل تباعاً إلى شواطئ الساحل السوري وتتضمن “50” طائرة مقاتلة (ميغ 29 وسو24 و34) يحملها الطراد “كوزينتسوف” وتضاف لجهود “108” طائرات تربض على مدرجات قاعدة “حميميم” الجوية التي باعها “الأسد” واحتلها الروس, أما بقية السفن الروسية فمعظمها يحمل صواريخ “كاليبر” العابرة للقارات والتي قصفت بها “موسكو” مسبقاً المناطق المحررة عبر سفنها التي كانت تٌبحر في مياه “قزوين”, لكن معظمها ضل الطريق, فمنها ما وقع بالصحراء السورية ومنها أربعة سقطت في “إيران”, لكن وبما أن القصف الروسي غايته تهجير أهالي حلب كما يصر رجال “بوتين” فسقوطها في حي الشعار (مثلاً) لا يختلف عن سقوطها في حي المشهد الحلبيين, وبالتالي يصبح استخدامها أمراً محتوماً من قبل قيادة الكرملين.

التهديدات الغاضبة التي أطلقها الروس واجهتها غرفة عمليات “جيش الفتح” بالتحدي, وقالت عبر بيانات صدرت عن قادتها بأن مناطق الاشتباكات هي مناطق عسكرية ويجب إبعاد المدنيين عنها حفاظاً على أرواحهم, وزادت بأن قبلت التحدي وتشاركت مع حاضنتها الشعبية بأن سكان حلب ومقاتليهم لن يرفعوا الراية البيضاء لموسكو ولا لمرتزقة طهران وأنهم لن يغادروا حلب ويسلموها لمرتزقة “خامنئي” و”نصر الله” و”الخزعلي”, تساندهم جبهات مشتعلة أخرى في ريف حماه عبر “جيش النصر” والفصائل المساندة له, وكذلك حرب الاستنزاف التي أقلقت نظام “الأسد” والتي يخوضها رجال الساحل الشرفاء في جبلي “الأكراد” و”التركمان”.

أمام هذا المشهد المتأزم تستمر معارك “ملحمة حلب الكبرى” ويستمر التحدي, ويبدو أن “بوتين” وقادته الهلاميين لا يعرفون أحفاد أبو فراس الحمداني وأحفاد إبراهيم هنانو وأحفاد كل أحرار سورية, فأن يتم تفريغ حلب ليدخلها زناة هذا العصر من أتباع ملالي طهران وقاسم سليماني هو أمر أبعد عنهم بعد السماء عن الأرض, فأرض حلب لأهلها وقدسية ترابها ترخص له أرواح أبنائها ومن أجله تراق الدماء لتبقى حلب حرة أبية كما كانت على مر العصور والتاريخ.

نعم أحفاد وأبناء حلب أعلنوها ملحمة كبرى وقبلوا التحدي, شعارهم “نكون أو لا نكون”, وأطلقوها صرخة عالية في وجه الطغاة: إياكم والمساس بطهر مدينة الأصالة حلب.

“بوتين” يحشد قواته ويريد أن ينتقم من الغرب على حساب الدماء السورية.

الغرب يريد “بوتين” أن ينغمس أكثر برمال سورية المتحركة.

“إيران” و”الاسد” يدفعون بالروس نحو الهاوية أمام خياراتهم ذات الأفق المغلق.

فهل يصحوا الدب الروسي قبل فوات الأوان ؟؟؟

أم يعود ليتجرع مرارة درس أفغانستان ؟؟؟

ثوار حلب على أبوابها وأيديهم على الزناد … شعارهم: من دماء الطغاة يٌروى تراب الوطن.
--------------

  كلنا شركاء

العميد الركن أحمد رحال

محلل عسكري واستراتيجي


العميد الركن أحمد رحال
الخميس 3 نونبر 2016