تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


تأخر هطول الثلوج ينعكس سلباً على الرياضات الشتوية والسياحة في لبنان




بيروت - ينتظر هواة التزلج في لبنان بفارغ الصبر موسم ثلوج تأخر لتحل محله ايام ربيعية دافئة نسبيا ليست استثناء في هذا البلد المتوسطي، الا انها تقلق اصحاب الفنادق ومدارس التزلج والمؤسسات التجارية ويؤكد وليد كنعان، المدير العام لفندق مزار انتركونتينتال الفخم في منطقة فاريا (55 كيلومترا عن بيروت)، ان "تاخر الثلج ينعكس سلبا على حركة الفندق"، مشيرا الى الغاء حجوزات خلال كانون الثاني/يناير


تقلق هذه الظاهرة اصحاب الفنادق ومدارس التزلج والمؤسسات التجارية
تقلق هذه الظاهرة اصحاب الفنادق ومدارس التزلج والمؤسسات التجارية
ويشهد الفندق الواقع قرب حلبة التزلج زيادة في الطلب في مثل هذا الوقت من السنة عادة. ويقول كنعان "عمد بعض الزبائن الى تأخير حجوزاتهم (..) نتفهم خيبة املهم ونتساهل في مسالة تحميلهم رسوم الالغاء والمغادرة المبكرة".

كما تحاول ادارة "مزار" ان تقدم بدائل للنزلاء تتمثل في "انواع اخرى من الرياضة داخل الفندق وتنظيم رحلات ايه تي في (الدراجات الرباعية الدفع) وتوسيع المساحة المخصصة لالعاب الاطفال".

ويأمل كنعان ببدء الموسم قريبا لتعويض ما فات حتى الآن خلال شهري شباط/فبراير وآذار/مارس اللذين يشهدان اعيادا "في قبرص ودبي والكويت" كما يقول. ويوضح ان مواطنين وعائلات لبنانية يأتون من هذه الدول الى لبنان خلال فترة العطل لممارسة هوايتهم الشتوية المفضلة.

ويؤكد صاحب مؤسسة تجارية للبيع بالجملة تستورد ملابس رياضية ان خسائر المحلات التجارية المعنية بتجهيزات التزلج في منطقة فاريا وحدها تقدر حتى الآن، "بحوالى عشرين مليون دولار"، مشيرا الى ان خسائره هو تبلغ عشرات الاف الدولارات.

ويضيف التاجر الكبير رافضا الافصاح عن هويته "ان خبرة ثلاثين سنة في هذا المجال علمتنا ان 40% من الموسم يقع بين 20 كانون الاول/ديسمبر والخامس من كانون الثاني/يناير، وبالتالي فقد ضرب حتى الآن اكثر من اربعين في المئة من الموسم".

ويقصد لبنان في مثل هذا الوقت من السنة الذي يترافق مع عطل الميلاد وراس السنة والاضحى الكثير من السياح واللبنانيين المقيمين في الخارج.

ويشير التاجر الى ان له مبالغ طائلة في ذمة تجار وانه يصلي من اجل ان ياتي الثلج "ليتمكن التجار من البيع وتحصيل المال".

ويقول رئيس مصلحة الارصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبه لوكالة فرانس برس "الملاحظ خلال السنوات الاخيرة ان هناك تأخيرا في موسم الامطار، كما ان الحرارة بشكل عام مرتفعة عن المعتاد، اي ان ظاهرة الامطار والبرد التي كانت تبدأ في الماضي في تشرين الاول/اكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر باتت تتأخر الى كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير".

ويضيف "تشير احصاءات السنوات الثلاثين الاخيرة الى ان لبنان شهد سنوات مثل التي نشهدها اليوم. في 1971 مثلا، بلغت الحرارة في الثامن من كانون الثاني/يناير 28 درجة مئوية، وفي 1966 سجل 27 درجة في مثل هذا الشهر، وفي 2001، وصلت الحرارة الى اكثر من 31 درجة في بيروت".

ويشير الى عدم وجود دراسات علمية دقيقة عن الثلوج في لبنان، "الا ان الذاكرة الجماعية تحفظ ان تراكم الثلوج على ارتفاع امتار كان يدوم وقتا طويلا في الماضي، الامر الذي لم نشهده خلال العقود الاخيرة".

وتخلو طريق فاريا عيون السيمان الجبلية شمال شرق بيروت من الزحمة التي تشهدها اجمالا خلال موسم التزلج. وتشاعد على المرتفعات، بقع ثلج متفرقة بينما حلبتا التزلج فارغتان الا من بضعة سياح سوريين وعراقيين جاؤوا "بحثا عن ثلج لبنان الابيض ولم نجد شيئا"، كما يقول احدهم. لكنهم يسعدون كثيرا في استئجار دراجات "ايه تي في" والسير بها باقصى سرعة على المنحدرات الترابية.

وللمفارقة بدت ساحة فاريا عيون السيمان التي تضيق عادة بالسيارات وهواة التزلج فارغة الا من باعة متجولين يبيعون الفستق والذرة والكستناء المشوية، تحت مظلات ملونة تقيهم حرارة الشمس الحارقة.

ومن ابرز محطات التزلج في لبنان بالاضافة الى فاريا حيث يتراوح ارتفاع المنطقة بين 1800 و2500 متر، محطة الارز (على ارتفاع 2000 الى 3000 متر)، واللقلوق (1650-1920 مترا)، والزعرور (1700- 2000 متر).

ويقول شربل سلامة (22 عاما) الذي بدأ يعمل مدربا في حلبات التزلج منذ سنتين انه ينتظر "الموسم بفارغ الصبر. فانا اتكل على هذا الموسم لاسباب مادية وكذلك لامارس رياضتي المفضلة". ويعمل شربل سلامه مع شركة متخصصة ويتقاضى مئة دولار اميركي في الساعة.

واشار الى ان عددا من الاجانب يحجزون على الانترنت اوقاتا للتدرب مع الشركة ويأتون الى لبنان خصيصا لممارسة هوايتهم، "لكن هذه السنة لم يأتوا بعد". ويعبر الخبراء عن خشيتهم، في حال كان موسم الثلوج قصيرا هذه السنة، من ان ينعكس الامر على تخزين المياه الجوفية.

ويقول الخبير المائي نديم فرج الله، الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت، ان "المياه السطحية التي يتم تخزينها في السدود والخزانات والتي يحتاج اليها لبنان قد تتأمن من الامطار" التي سجلت معدلا اعلى من المتوسط حتى الآن. الا ان "تاخر الثلج قد يؤثر سلبا على الموسم الزراعي في الصيف، اذ قد يؤدي الى انخفاض معدل تخزين المياه الجوفية التي تستخدم للري".

وردا على سؤال عما اذا كان تأخر الثلوج مرتبط بالتغير المناخي، قال فرج الله "التغير المناخي يحصل تدريجيا وليس ملموسا بشكل قاطع في لبنان حتى الآن".

الا انه اشار الى دراسة اجريت في الجامعة اثبتت انه "على مدى 125 سنة، تبين ان الحد الاعلى للحرارة لم يتغير في لبنان، بينما الحد الادنى ارتفع 2,9 درجة".

واوضح ان قسما من هذا الارتفاع مرده الى "تغير المحيط" في المنطقة التي يتم فيها رصد درجات الحرارة، و"القسم الباقي سببه التغير المناخي". واضاف ان "ارتفاع الحرارة سيحول مع مرور الزمن دون بقاء الثلوج لمدة طويلة".

في انتظار ذلك، لا يزال المعنيون يراهنون على الموسم الحالي. ويؤكد وهيبه ان الوقت باكر للحكم على موسم الامطار والثلوج وعلى الندب والبكاء، لا زلنا في بداية موسم الشتاء

أ ف ب
الاثنين 11 يناير 2010