نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


تأملات في روعة البناء على مياه البحر مع غروب الشمس في الكويت




الكويت - أحمد المصري - عند غروب الشمس، وهناك.. بعيدا عن مركز المدينة على الواجهة البحرية في الكويت العاصمة، تلفت نظرك تلك الإطلالة الجمالية الرائعة التي تمتزج فيها ظلال ناطحات السحاب التي تميز الكويت بجمال تصميماتها وتفرد أشكالها بمياه الخليج الزرقاء لتشكل لوحة يصطف قاطنو الكويت لمشاهدتها والاستمتاع بها لاسيما في ساعات الغروب، فالمباني الأنيقة التي تسر الناظرين ببنائها الحديث تزيد جمال الواجهة البحرية رونقا وبهاء بإبداعاتها الهندسية وارتفاعاتها الشاهقة المتراصة كالنخل الباسقات.


تأملات في روعة البناء على مياه البحر مع غروب الشمس في الكويت
ناطحات السحاب في الكويت هي أجمل ما يمكنك مشاهدته من الأبنية الحديثة، حيث يشهد العقد الأخير على روعة بناء الأبراج العالية التي تتمركز في العاصمة الكويت وخصوصا على الواجهة البحرية بعيدا عن مركز المدينة، وستدهشك البنايات التي تهدف إلى جعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً في المنطقة. 
 
في السابق؛ لم تكن الحكومة تصرح ببناء ناطحات السحاب في الكويت، لكن الأمر تغير منذ عام 2006عقب دعوة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بجعل الكويتمركزا ماليا وتجاريا بين جيرانها، وهذا كان بمثابة الضوء الأخضر الذي انطلقت على إثره المشاريع الكبرى، حيث ارتفعت اول ناطحة سحاب في سماء الكويت مؤذنة ببداية ظهور الأبراج العالية.
 آخر برجين عملاقين في الكويت هما برج "كيبكو" وبرج "الحمراء"، وعن هذا الأخير يقول المدير الإداري بالبرج احمد السهيل لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ): إن مشاريع ناطحات السحاب تُبنى لتدوم، ولذلك فإن الرؤية عند بنائها لا ينبغي أن تكون قاصرة على مكوثها لسنوات قليلة بل يجب أن تمتد لمدى بعيد"، مضيفا أن "ناطحات السحاب تحتاج إلى جرأة كبيرة أثناء التخطيط والتنفيذ لكي يكون بقاؤها مضمونا في المستقبل، ويتوازى مع ذلك ضرورة أن تكون تصميماتها من الخارج لافتة حتى تعطي قيمة للمكان التي تُبنى فيه وتصبح من معالمه السياحية، وهذا هو الحاصل في بلد مثل هونج كونج على سبيل المثال". 
وتابع: "ناطحات السحاب لها أهمية اقتصادية كبيرة داخل البلد الذي يحتضنها، ففضلا عن كونها مجتمعا متكاملا لكثرة الشقق والمتاجر التي بداخلها، وهي تعمل كذلك على إضفاء صبغة سياحية للبلد وتضيف إليه ميزة جديدة، فماليزيا مثلاً تغير شكلها بعد بناء ناطحتي /بتروناس/ حيث أصبحتا شعارا في كافة الإعلانات التسويقية للسياحة في ماليزيا، بل وأعطتا انطباعا بأنها بلد اكثر جاذبية". 
وأردف: "الحال نفسه تكرر في دبي، فالقيمة الاقتصادية التي أضافها برج خليفة للمدينة جعلت العالم ينظر إليها كأحد أبرز المدن الاقتصادية في المعمورة، على الرغم من شهرة دبي خلال العقد الأخير بنشاط القطاع العقاري فيها، حيث لم يمنع ذلك من أن ترتبط المدينة ببرجها الأسطوري برج خليفة".
 وأفاد السهيل أن ناطحات السحاب تعد مرآة للقطاع العقاري لأنها تضيف التميز للسوق العقاري وتعكس جاذبية السوق وديناميكيتها.
 وقد بلغت تكلفة بناء برج الحمراء 180 مليون دينار (630 مليون دولار) بخلاف قيمة الأرض البالغة 100 مليون دينار(350 مليون دولار) أي بتكلفة كلية بلغت المليار دولار واستغرق بناؤه 6 سنوات حيث بدأت أعمال إنشائه في 2006 وانتهت في 2012.
 ويتمتع البرج بتصميم فريد جعل من تنفيذه تحديا عمرانيا، فهو يقوم على مساحة تصل إلى 300 ألف متر مربع، ويصل ارتفاعه إلى 414 مترا وهو مكون من 80 طابقا، وتبلغ مساحة الطابق 2400 متر مربع بارتفاعات طوابق تختلف عن أي برج آخر في العالم لتصل إلى 10 أمتار في بعض الطوابق، ما يجعله يساوي 100 طابق بالمعايير العالمية، كما تحيط بالمشروع من الخارج مساحات خضراء ونافورات مائية تقدر مساحتها بـ6000 متر، ولأنه أول وأطول ناطحة سحاب منحوتة في العالم، فقد حاز على عدة جوائز عالمية. 
أما أحمد السميط، العضو المنتدب لشركة أبراج المتحدة المالكة لثاني أكبر برج في الكويت وهو برج /كيبكو/ فأكد لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن الشركة "ترجمت رغبة سمو أمير البلاد في جعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً بإنشائها برج /كيبكو/ على مستوى وشكل معين لكي نعطي انطباعا بأننا سنكون مركزا ماليا وتجاريا عالميا".
 وأضاف أن "سبب تأخر الكويت في بناء ناطحات السحاب هو التأزيم السياسي المستمر بين الحكومة والبرلمان، والذي عطل خطة التنمية ولم يمكن الاستثمار الأجنبي من الدخول، وبالتالي دارت عجلة التنمية ببطء". 
وأكد السميط أن الشركات التشغيلية العقارية طورت أصولها وأنجزت منتجا جيدا استطاعت من خلاله أن تتخطى العقبات وهو ما حدث في برج /كيبكو/، لافتا إلى انتظار شركته وكثير من شركات التطوير العقاري التشريعات التي ستقرها الدولة لجذب المستثمر الأجنبي واستقطاب راس المال غير المحلي. 
وتابع: برج /كيبكو/ مبنى ذكي بمعنى الكلمة نظرا لتمتعه بالكثير من التقنيات العالية مثل الألياف الضوئية /الفايبر أوبتكس/ إضافة إلى احتوائه على كثير من المساحات التي تتناسب مع السوق وتلبي احتياجاته. 
رئيس اتحاد العقاريين في الكويت توفيق الجراح يرى أن تنافس الشركات العقارية من أجل  بناء ناطحات السحاب في الكويت يأتي نتيجة لارتفاع معدلات الإيجارات التي تراوحت بين 12 و14 دينارا كويتيا للمتر الواحد، وهو ما جعل شركات العقار في الكويت تتسابق في بناء ناطحات السحاب نظراً لعوائدها المجزية، لكن الأمر اختلف بعد الأزمة المالية العالمية التي تسببت في انخفاض الإيجارات تدريجيا إلى ما دون ستة دنانير في بعض الأحيان، وبالتالي عرقلة إقامة مثل هذه المشاريع في الوقت الراهن.

أحمد المصري
الاحد 24 مارس 2013