نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


تجدد الآمال في إنقاذ الببغاء البرازيلي الأزرق من الإنقراض




كوراسا(البرازيل) – اعلنت منظمة حياة الطيور العالمية المدافعة عن البيئة مؤخرا أن الببغاء الأزرق الصغير، أحد الأيقونات الأكثر تمثيلا للبرازيل، هو من الطيور المنقرضة والتي لم يعد لها وجود في الطبيعة، ومعه سبعة أنواع أخرى من الطيور. وعلى الرغم من النبأ المحزن، إلا أن بعض حدائق أوروبا مازال يوجد بها بعض نماذج من هذا الطائر، وهذا دفع البرازيل للتفكير في خطة طموحة تهدف إلى استعادة الطائر تدريجيا لبيئته الطبيعية، وإنقاذه من الانقراض.


يركز المشروع على إعادة توطين الـ(ararinhas) ببغاء المكاو بالبرتغالية من محميات الطيور في ألمانيا وبلجيكا وجعله يعتاد على الحياة في مراكز خاصة للحفاظ على نوعه أعدت خصيصا لهذا الغرض في إقليم باهيا، شمال البرازيل، لتأتي بعد ذلك مرحلة إطلاقها للبرية في بيئتها الأولى التي كانت تعيش فيها في السابق. في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أوضح وزير البيئة البرازيلي، إدسون دوارتي ملامح ومعوقات المشروع "الفكرة أننا نتأهب لوصول الدفعة الأولى وتضم 50 ببغاء بحلول آذار/ مارس المقبل".
كما يؤكد الوزير على أن "ببغاوات المكاو طيور لطيفة ومعبرة للغاية، كما أنها أصبحت من نجوم الفنون حيث ظهرت في السينما والموسيقى والشعر"، في إشارة إلى المرات العديدة التي كان فيها الببغاء الأزرق متصدر المشهد في عمل فني، ومن بينها فيلم "ريو" بجزئيه الأول والثاني. وقع الاختيار على بلدة كوراسا، التي كانت الطيور تستوطنها في الماضي، وتقع في شمال البلاد، ويبلغ تعداد سكانها 32 ألف نسمة، وتوفر نظاما بيئيا فريدا يعرف في البرازيل باسم "كاتانجا" أو الغابة البيضاء بلغة "التوبي" السكان الأصليين، وهي عبارة عن منطقة إحيائية "بيوما" تغطي مساحة مليون كيلو متر مربع تقريبا، وتتميز بمناخها الجاف وموسم مطر قصير، وتنوع النباتات الصحراوية التي تنمو بها، ومعظمها شجيرات ذات أشواك ومدببة الأوراق.
يقول الوزير دوارتي "ولدت في جوازييرو وهي بلدة تنتمي لنفس المنطقة، ورأيت في صباي ببغاوات المكاو الزرقاء تمرح بحرية . هذه منطقة بائسة تضررت كثيرا بفعل تعاقب مواسم الجفاف، وما يحدث مؤثر جدا بالنسبة لكثير من السكان وللبرازيل كلها، والتي كانت تتمنى عودة هذه الطيور إلى موطنها الأصل مرة أخرى".

يذكر أن أول وصف للبغاء أجري عام 1824 على يد الباحث النمساوي يوهان فون سبيكس. ونظرا لمنظره الجذاب وريشه البراق، تعرض للصيد الجائر على مدار فترة طويلة للبيع كحيوان أليف يربى في البيوت، وهذا ما أدى في النهاية إلى انقراضه.
في تصريحات لوكالة البرازيل الإخبارية الحكومية، قال بدرو ديفيلي مدير "انقذوا البرازيل" وهي منظمة تدافع عن حماية البيئة "هناك عملية تدريب لتكييف الطيور ويجب أن نعودها على ذلك. من الناحية المثالية ينبغي إطلاق عينات من الأفراخ الصغيرة لأن لديها المزيد من القدرة على التعلم". موضحا أنه ربما لذلك يتعين انتظار ظهور جيل جديد من المكاو، ويرجح أن يحدث ذلك عام 2020 لتبدأ عملية إطلاق أول نماذج منها.
وتبلغ مساحة ملاذ الحياة البرية الذي يجري بناؤه في كوراسا 30 ألف هكتار ويشمل مكاتب وأماكن إقامة ووسائل راحة أخرى. بالإضافة إلى ذلك ، تم إنشاء منطقة لحماية البيئة حول المركز، على مساحة حوالي 90 ألف هكتار. وماتزال الطيور التي سوف تتم استعادتها، حتى الآن في حديقة حيوان بياري ديازا البلجيكية ومقر الجمعية الدولية للببغاوات المعرضة لخطر الانقراض (ACTP) في ألمانيا وهي منظمة خيرية غير ربحية.
فيما يعرب وزير البيئة البرازيلي عن امتنانه قائلا "عندما ذهبت إلى أوروبا لبدء المشروع، فوجئت بتفاني هؤلاء الناس والتزامهم، كان الأمر مثيراً. يجب أن نشكرهم كثيراً، لأن ببغاء المكاو طائر نادر، يصعب الاحتفاظ به في الأسر. ولكنهم تمكنوا من ذلك وفعلوها بشكل جيد جدا".
جدير بالذكر أن عملية إكثار هذا النوع من الطيور بالغة التعقيد، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أنها تتميز بالعزوف عن "تعدد الزوجات"، حيث يميل الذكر إلى الارتباط بأنثى واحدة فقط طول حياته، وهذا يقلل من احتمالات توالدها بنسبة كبيرة مقارنة بطيور أخرى.
في عام 2015 ، أوضح العالم ريكاردو بيريرا، من مركز العش لحماية الطيور في ساو باولو (المكان الوحيد للبرازيل الذي يعيش به أحد عشر ببغاء أزرق) ، أن الصعوبات التناسلية ترجع إلى التنوع الجيني المنخفض لهذه الطيور ، بسبب انخفاض أعدادها، مشيرا إلى أنه "الطيور لديها في العادة ما بين 300 مليون وتسع مليارات حيوان منوي في المتوسط لكل مليلتر من السائل المنوي، ولكن في الببغاء الازرق الصغير هناك ثلاثة ملايين فقط والكثير منها معيب أيضا".
يوجد حاليا 158 طائرا فقط من ببغاء المكاو، جميعها في الأسر، اثنان منها فقط معروضة للجمهور في حديقة حيوان سنغفاورة. لذا يعرب دوارتي عن تفاؤله بقرب عودة هذه الطيور إلى بيئتها الأصلية، وانطلاقها بحرية، مؤكدا "هذه ستكون النهاية السعيدة لقصتنا".

فرناندو دوكلوس
الثلاثاء 16 أكتوبر 2018