نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


تجربة جديدة في الخليج ...دبي تطلق أول مترو مرفه بدرجة ذهبية ومواصفات خمس نجوم




دبي- أحمد هاشم - تخلى الشاب الاماراتي سعيد رضا عن سيارته الفارهة موديل العام الجاري والتي تزيد قيمتها عن 60 الف دولار، وقرر الاعتماد على قطارات المترو للتنقل بين احياء دبي. وسعيد واحد من مئات الاماراتيين الذين جذبهم مترو دبي بوسائله الترفيهية ومميزاته غير المسبوقة في أي مشروع مترو اخر في العالم.


إقبال كبير على أول مترو ينطلق في دول الخليج.
إقبال كبير على أول مترو ينطلق في دول الخليج.
ففي قطاراته يجد الراكب خدمة الانترنت اللاسلكي، التي تمكنه من التجول في المواقع الالكترونية عبر اجهزة الحاسوب الشخصية، وأجهزة الهواتف النقالة لإنهاء أعماله اثناء الرحلة. ويجد في محطاته المكيفة مضيفين يستقبلونه ويتولون إرشاده للحصول على بطاقات الصعود للمترو، ويوجهونه إلى القطارات، وفي المحطات أيضا تنتشر المقاهي ومحلات الانترنت، ويجد أيضا مواقف سيارات متعددة الطوابق ليصف سيارته فيها مجانا طوال اليوم.

وينقسم القطار إلى ثلاث درجات، الأولى هي الدرجة الذهبية للاثرياء ورجال الاعمال، والدرجة الثانية للنساء والاطفال، والدرجة الفضية ذات التذاكر منخفضة القيمة. ويفضل الاماراتيون الدرجة الذهبية، فعدد مقاعدها محدود، وتستقبلهم فيها مضيفات يتولين تلبية كل طلباتهم، والرد على كافة استفسارتهم، وتهيئة الجو المريح لهم. وفي هذه الدرجة يتاح لرجال الاعمال عقد اجتماعاتهم الصباحية مع الموظفين اثناء التوجه إلى مقار العمل، ويمكنهم عقد اجتماع الكتروني باستخدام الانترنت اللاسلكي. وتوفر الدرجتان الاخريان خدمة الانترنت اللاسلكي أيضا، ويساعد الجو المكيف وشاشات المعلومات داخل القطارات، الاستمتاع برحلة الانتقال بين أحياء دبي.

يقول سعيد رضا من داخل أحد قطارات المترو" مع النهضة العمرانية التي شهدتها دبي خلال السنوات العشر الماضية، ارتفع عدد سكان الامارة بأعداد كبيرة، ما أدى إلى اختناق الطرق، وتزاحم السيارات في الشوارع بعشرات الالاف، وتضاعف زمن الانتقال بين أحياء المدينة، لدرجة أنني أحيانا اظل حبيسا في سيارتي لمدة تصل إلى ساعة ونصف الساعة في مسافة لاتزيد عن 25 كيلو مترا".

واضاف "بسبب هذا الاختناق المروري كنت أرفض كثيرا الخروج من منزلي، أاو أظل في مكتب العمل لحين انخفاض الازدحام المروري في المساء". واكمل "كنا نحلم كثيرا بافتتاح مترو دبي ليخلصنا من الالام والمتاعب التي يسببها لنا الازدحام المروري، وبمجرد افتتاحه اتجهت إليه أنا والعشرات من زملائي، وقررنا التخلي عن استخدام سياراتنا الخاصة".

و يرى سعيد أن الوسائل الترفيهية التي وفرتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي للمترو، جذبته هو وغيره الكثير من الشباب الاماراتيين وأبناء الجنسيات المختلفة المقيمين بالامارات، "فلا فرق بين الانتقال داخل عربات المترو المكيفة والمزودة بالوسائل السمعية، وبين الانتقال بالسيارات الخاصة من الموديلات الحديثة". وباستقطاب سعيد وغيره من سكان دبي يكون المترو قد نجح في تغيير ثقافة الاعتماد الكلي على السيارات الفارهة في الامارات، وهي الثقافة التي كان من المستحيل التغلب عليها، واقناع الاماراتيين بالانتقال باستخدام وسائل مواصلات عامة.

وقال بيمان يونس مدير إدارة التسويق والاتصال في هيئة الطرق والمواصلات في دبي إن "الاقبال على المترو فاق كل التوقعات، فقد استخدم قطاراته في اليوم الاول لاطلاقه، وهو يوم الخميس 10 أيلول سبتمبر الجاري حوالي 67 الف راكب، وفي اليوم الثاني بلغ عدد الركاب 47 الف، و64 الف في اليوم الثالث".

وراعت دبي في تنفيذ مشروع المترو كافة عناصر الترفيه التي تجعل سكان الامارة يتخلون عن سياراتهم، منها المقاهي ومحال التسوق ومحال انترنت في المحطات، ومواقف السيارات المجانية، وجسور المشاه المزودة بالتكييف المركزي، والأحزمة المتحركة التي تمكن الركاب من الوصول الى بهو المحطات. واطلقت دبي المترو في موعد مميز، كان يوم 9-9-2009، وانطلق اول قطار الساعة 9 و9 دقائق. ويعتبر مترو دبي هو أول خط مترو في الامارات ومنطقة الخليج، وهو أطول مترو يسير آليا بدون سائق في العالم.

ويبلغ طول المترو المسمى بـ "الخط الاحمر" 52 كيلو مترا، وقد افتتحت 10 محطات منه، وتم تأجيل افتتاح 19 محطة اخرى بعد توقف مشروعات استثمارية وعقارية كان مقررا أن تخدمها تلك المحطات، بسبب تأثيرات الازمة المالية العالمية. وقد تكلف المشروع 28 مليار درهم، وكانت الموازنة المقررة لتنفيذه 15.5 مليار درهم) الدولار الامريكي 799ر3 درهم ( ، وقالت هيئة الطرق والمواصلات ان الزيادة في التكلفة نتجت عن اضافة محطات جديدة للمشروع، لم تكن مدرجة في التصميم الاول. وقال مسئولون في الهيئة لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) ان المترو يستوعب 23 الف راكب في الساعة الواحدة في كل اتجاه، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع مليون و200 الف راكب يوميا، وتبلغ سرعته 110 كيلو مترات في الساعة، ويسير المترو بقطارات كهربائية، لاتنبعث منها أية عوادم كربونية .

وتوصف إحدى محطات المترو، وهي محطة "الاتحاد" بانها أكبر محطة في العالم تحت سطح البحر ، اذ تبلغ مساحتها 25 الف متر مربع. وقال الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي للصحفيين على هامش افتتاحه للمترو إن "هذا المشروع انجاز كبير، وكان يمثل تحديا، ونحن في الامارات قادرون على التحدي".

وقال مطر الطاير الرئيس التنفيذي لهيئة الطرق في دبي ان "المترو يضع دبي في مصاف الدول المتقدمة، وسيقلل من حجم ازدحام الطرق، ويقلل الخسائر التي يسببها الازدحام لاقتصاد الامارة، وشركات القطاع الخاص والقطاع الحكومي" واعتبرت دبي أن المترو "سيشكل نقطة تحول في منطقة شبه الجزيرة العربية كونه أول نظام للقطارات من نوعه في دول الخليج". واشار الطاير إلى أن تكلفة التنقل بمترو دبي تعد واحدة من أرخص أنظمة التنقل بمترو في العالم، حيث تبلغ تكلفة الرحلة من اول محطة حتى المحطة الاخيرة نحو دولارين. وأكد ان المشروع الذي استغرق تنفيذه أربعة أعوام، روعي فيه الالتزام بأعلى معايير السلامة العالمية، وتم الاستعانة بمؤسسات دولية لتقييم تلك المعايير في جميع مراحله، كما تم استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال صناعة القطارات .

ولم تكتف دبي ايضا بهذه الاجراءات بل اطلقت 700 حافلة مكيفة الهواء في شوارع الامارة لتتولى نقل الركاب من الشوارع إلى محطات المترو. ولايقتصر استخدام المترو على الاماراتيين، فداخل قطاراته تجد الراكب الهندي الى جوار الراكب الصيني وعلى مقربة منهم البريطاني والسوري والمصري، وهو مايشبه كرنفال من الجنسيات المقيمة بدبي.

وتقول شارلي وهي بريطانية تعمل في مركز دبي التجاري العالمي، التقتها (د.ب.أ) داخل المترو انها قررت التنقل بهذا القطار من سكنها في منطقة مارينا دبي إلى مقر عملها، بعد أن وجدت وسائل ترفيه وراحة لم تراها في أي مترو اخر في اوروبا. واضافت "يكفيني أني انهي بعض اعمالي عبر شبكة الانترنت اثناء رحلة التنقل".

وإلى جانب أنه وسيلة انتقال أقبل عليها السكان، أصبح المترو وسيلة سياحية للتجول بين معالم دبي. تقول انجل وهي سائحة بريطانية ان "المترو الذي يسير على قضبان علوية بطول دبي، يتيح لك التجول بين معالم المدينة، ويكفي اني رأيت عبر نوافذه (برج دبي) وهو اعلى ناطحة سحاب في العالم، و(دبي مول) اكبر مركز تسوق عالميا، ومطار دبي، و وناطحات السحاب المنتشرة في قلب المدينة".

ولم ينس منفذو مترو دبي ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد وفروا مساحات في العربات لمقاعد المعاقين، ووفروا لهم الوسائل السمعية والبصرية التي تتيح لهم الاستخدام الامثل للمترو، ووفروا لهم كافة المعلومات التي يحتاجونها اثناء التنقل. وللمعاقين بصريا، وفر المترو ارشادات ارضية تمكنهم من الانتقال من منافذ بيع التذاكر والوصول الى داخل القطار دون اية عوائق.

أحمد هاشم
الاثنين 14 سبتمبر 2009