تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


تحويل منزل والت ديزني في ضواحي شيكاغو إلى متحف






شيكاغو -
كريستينا هورستن

– الطلاء متساقط، الواجهة بالكامل ملطخة بالبقع، أفاريز بعض النوافذ مخلوعة، ولا يوجد أي شيء يميز هذا المبنى الرمادي اللون، بضواحي شيكاغو، عن باقي المنازل المجاورة القديمة المتهالكة في نفس الشارع. يسود الشارع مشهد مغاسل التنظيف الجاف ومحلات صغيرة لبيع الوجبات المكسيكية السريعة، وعلى بعد مسافة ليست بالكبيرة، تنسدل ظلال ناطحات السحاب العملاقة لتحجب الشمس عن منازل الأحياء الفقيرة.


 
للوهلة الأولى يترك حي "إيرموسا" أو "الجميلة"، لدى أي إنسان انطباعا كئيبا وبائسا، إلا أنه تحديدا خلف نوافذ الدور الأول بالمبنى القائم على الناصية بين شارعي نورث تريب وويست بالمر، ولد في الخامس من كانون أول/ ديسمبر عام 1901، واحد من الشخصيات الأمريكية الأشهر على مر العصور، إنه والت ديزني، وبالرغم من ذلك لا توجد أي لافتة أو أي علامة تشير إليه، وهذا ما دفع كلا من دينا بنادون وبرنت يانج لمحاولة تغيير هذا الوضع بصفة نهائية.
عثر هذان الشخصان وهما من لوس أنجليس، وشاركا في إنشاء العديد من المتنزهات ومدن الملاهي في الولايات المتحدة، بالصدفة على المنزل عن طريق البحث عبر الشبكة العنكبوتية، ووفقا لجريدة "نيويورك تايمز" قاما بشرائه مقابل 173 ألف دولار ما يعادل 125 ألف يورو. حتى وقت شرائه كانت ملكية المبنى قد انتقلت إلى أكثر من مالك، وبالرغم من أنه لا يزال يقطنه بعض الساكنين، فإن الغرض الأساسي من شرائه الآن هو تحويله إلى متحف.
في تصريحات للجريدة الأمريكية قال يانج "لا نريد إثارة أي فوضى في الحي من خلال إنشاء منطقة جذب شديد، ولكن في الوقت نفسه لا نريد تعليق لافتة على المبنى وينتهي الأمر عند هذا الحد، أخذا في الاعتبار أن هناك العديد من المعالم المشهورة المرتبطة بديزني مثل حدائق الملاهي الشهيرة في فلوريدا وكاليفورنيا وسان فرانسيسكو، والتي يوجد بها متاحف متخصصة في حياة وأعمال مبتكر شخصية ميكي ماوس الشهير، والمتوفي عام 1966 ، بالإضافة إلى ضيعة صغيرة بمقاطعة مارسلين، ميسوري، حيث قضى والت ديزني جزءا من طفولته، والتي تحولت بعد ذلك إلى متحف".
من ناحية أخرى، بالرغم من أن هذا المنزل في شيكاغو لم يعش به والت ديزني سوى سنوات عمره الخمس الأولى، إلا أنه لا يزال يعتبر مكانا متميزا، لأنه شهد ميلاد عبقري الرسوم المتحركة وشقيقه روي، كما أنه تم تشييده على يد والديه إلياس وفلورا. وفي هذا الصدد يقول بنادون لجريدة نيويورك تايمز إن "حلمنا هو تحويل هذا المنزل إلى مكان يوقظ الإبداع الفني، كما نريد أن نحث الآباء والأمهات على تنشئة أطفالهم على حب الفن مثل والت وروي".
بالرغم من ذلك، لا تزال فكرة تحويل المنزل الذي شهد مسقط راس والت ديزني إلى متحف، مهمة شاقة وضخمة للغاية، ولم يكتب لها النجاح حتى الآن. يذكر أنه عام 1997، رفض مجلس بلدية مدينة شيكاغو اقتراحا بتحويل المبنى إلى معلم أثري يحظى بالحماية. ومن هنا تشير صحيفة شيكاغو تريبيون، إلى أن هذا القرار أدى إلى تعرض المبنى إلى كثير من التشوهات، حيث اعتبرت مالكة المنزل في ذلك الوقت أن تحويله إلى متحف أو معلم أثري يحظى بالحماية سوف تحرمها من الانتفاع منه أو حتى إدخال تعديلات على هيئته، مما جعلها تتضامن مع قرار مجلس البلدية، حتى يسهل عليها ترميمه ومن ثم بيعه بعد ذلك.
في تلك الأثناء، نجح الملاك الجدد الذين أحيوا فكرة تحويل المبنى إلى متحف في كسب المزيد من المتعاطفين مع المبادرة. ومن ثم أعلن عمدة شيكاغو رام إيمانويل عن تأييده للفكرة، خلال مؤتمر صحفي في كانون أول/ ديسمبر الماضي، بغرض استغلال المتحف كوسيلة لجذب السائحين للحي والمدينة بصفة عامة. جدير بالذكر أن العديد من مؤرخي الفن والمعماريين أعربوا عن استعدادهم التام للتعاون من أجل إنجاز المشروع.
حول فكرة المشروع يقول روي ديزني ابن شقيق الفنان الأمريكي الراحل "يسعدنا أن يستعيد المكان الذي شهد مولد والت ديزني وسنوات عمره الأولى، والذي شيده والداه، جذوره المتواضعة"، مشيرا إلى أنه سوف يتم تذليل كافة العقبات من أجل إنجاز هذا المشروع. يشار إلى أن دينا بنادون وبرنت يانج يتعاونون أيضا مع أرشيف ديزني للهدف نفسه. بالرغم من ذلك، لم تعلق مجموعة شركات ديزني للإنتاج السينمائي ومالكة أكبر استديوهات رسوم متحركة في العالم رسميا على الموضوع، ومن ثم لا تزال مسألة تمويل المتحف من الصعوبات الجمة التي تواجه المشروع.
 
ويحتاج ملاك المنزل الجدد إلى نصف مليون دولار على الأقل لترميم وتحديث المبنى، إلا أنهم لم يجمعوا حتى الآن سوى خمس هذا المبلغ، ولهذا لا يزال في علم الغيب، متى سيتم إزاحة الستار عن المشروع لكي يرى متحف ديزني النور، ومع ذلك لم يتخل بنادون ويانج عن شعورهما بالتفاؤل " نأمل في العثور على شيئ ما بداخل المبنى. الرسوم الأولية لأشهر فأر في العالم، على سبيل المثال"، حسبما صرحا في تعليق مؤخرا إلى جريدة شيكاغو تريبيون.

كريستينا هورستن
الاحد 30 مارس 2014