نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


ترامب.. الظاهرة والمعنى








ترامب كشخص ولد عام 1946 في عائلة غنية ودرس في جامعة بنسلفانيا وحصل على بكالوريوس في التجلرة والاقتصاد وفي بداية عمله التجاري تعرض للخسارة وفشل في تلافيها ورفض ان ينجده والده بالمال وفضل اعلان الافلاس ثم استعاد بعد سنوات وضعه الاقتصادي وعمل في السياحة والعقارات وفي

بناء الفنادق والقمار فيها ونجح كثيرا ودخل نادي المليارديريات.


 

اهتمامه في السياسة جاء متاخراً  وكان يمول حملات بعض اعضاء الكونغرس  والاحزاب لاسباب  تتعلق بالحماية لتجارته فكان له نفوذ في الحزبين الديمقراطي والجمهوري .

اكتشف ترامب اهمية المال في صناعة الحكام والسياسين عبر تمويله لهم وفكر انه بدلا من السعي الى نفوذ عبرهم ان ياخذ النفوذ بامواله مباشرة  .

انتسب للحزب الديمقراطي فلم يحصل على تزكية لدور له فانتقل الى الحزب الجمهوري وفشل في الحصول على دور وكان ينظر اليه كتاجر ولا يصلح للسياسة  فعاد الى الحزب الديمقراطي الذي

نظر اليه كمتشدد راسمالي  تتعارض افكاره مع  الافكار الديمقراطية التي تعمل على زيادة الضرائب  على  الاغنياء والتخفيف من سيطرة الر أسمالية   الكبرى وشركاتها على البلد .

اخيرا عاد عام 2012 الى الحظيرة الجمهورية  وبدأ التخطيط  للحصول على ترشيح لمنصب الرئاسة

وفي هذا العام دخل السباق مدعوما باموال هائلة وظفها في الاعلام  وطرح افكارا صدامية جديدة  فخرج منافسوه واحدًا تلو الآخر وصار المرشح ا لأوحد للحزب الجمهوري غصبًا عن القيادات الفاعلة العليا فيه والتي لم ترغب به ولا بافكاره حول مسائل عديدة ولكن لم تستطع  أن تجابه ا لأكثرية من  أعضاء الحزب  التي صوتت له .

شعارات ترامب  في مرحلة السباق الرئاسي

1- ( نحو اميركا قوية ومطاعة )  اتهم ترامب ادارة اوباما والحزب الديمقراطي باضعاف  الدور الدولي وبالفشل الذي انتج مشاكل عديدة  اهمها ان حلفاء اميركا فقدوا الثقة  بقدرتها على حمايتهم من قوى تنمرت عليهم مستفيدة من سياسة الهرب والضعف والتردد.

في هذا المجال وفي اكثر من حديث له كان يصر على قيادة اميركا للعالم باعتبارها القوة العسكرية والاقتصادية الاهم ولكنه لايريد حرباً  عالمية ولا حرباً باردة  في اطار  احترام القوى  العظمى لا في الصدام معها ( الولايات المتحدة هي الاول بين متساوين لا القائد بين اتباع )  اي انه يرغب  بتعددية دولية تحترم الدور المتقدم للولايات المتحدة ومن هذه الزاوية كان يرغب بحوار مع الروس كقوة نووية لها مصالح يجب احترامها ومناقشتها.

2–   ( منع هجرة المسلمين والارهابين ) وفي احاديثه اتهم المسلمين بانهم يرفضون الاندماج ويتكاثرون عبر تعدد الزوجات ويشكلون حاضنة  للارهابين وانهم مشبعون بالتعصب ولذلك يرفض قبول اي هجرة منهم و يطالب بالتدقيق الشديد والتحري  عن المتطرفين الارهابين بينهم.

3- ( وقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعين  عبر الحدود المكسيكية )  واقترح بناء جدار عازل على طول الحدود لان الاجراءات  الامنية الاخرى لم تنفع وتم اختراقها .

4- ( حماية الصناعات الاميركية ومنع انتقالها) فالشركات الكبرى سعت الى  نقل مصانعها الى المكسيك وغيرها من الدول للاستفادة من العمالة الرخيصة  و حيث الاراضي  قليلة الثمن ومن تسهيلات في الضرائب بحيث ان اجر ساعة عمل واحدة  في اميركا  يكفي كاجر  لعامل اجنبي ليوم كامل ويرى ان هذه الشركات  استفادت من التجارة الحرة فادخلت    منتوجاتها الى الولايات المتحدة فنافست المصانع الاميركية   وتسببت في بطالة عمالية اميركية  لذلك فانه لم يسع  الى عرقلة  نظام التجارة الحرة بل اكتفى بان  يفرض على البضائع الواردة  جمارك تعيد التوازن و ترغمها على اعادة مصانعها الى الداخل الاميركي  وحماية الصناعة الاميركية.

5- (  القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية فورا وبسرعة)  في هذا المجال فانه  قال بضرورة التعاون مع روسيا لا الصدام معها  واقامة مناطق آمنة   للحفاظ على المدنين ومنع هجرتهم الى خارج مناطق النزاع وامتدادا الى اوروبا وتامين عودتهم وقال بصراحة ان نفقات اقامة المناطق العازلة وا لآمنة يجب ان ترغم دول الخليج على دفعها .

6-  ( الغاء الاتفاق النووي مع ايران ) وقال ان هذا الاتفاق اظهر اميركا كطرف ضعيف يتوسل الحل  وقال ان الاتفاق افاد ايران ماديا وشجعها على  التدخل في دول الجوار والانفاق على الحروب فيها

كما وضع ايران في وهم الدولة العظمى في المنطقة ولذلك يجب تجريدها ولو بالقوة من السلاح النووي  ومنع امتدادها الى دول الجوار واعادتها الى حجمها الطبيعي .

7- ( ماجرى في مصر ليس انقلابا  بل ثورة ) ففي لقائه مع الرئيس السيسي دعم شرعية النظام المصري وانه نتيجة لثورة شعبية لا انقلابا على شرعية الاخوان على عكس ما كانت تراه ادارة اوباما ودعم ترامب مصر في حربها على الاْخوان دون شروط .

8-  ( تعهد بنقل  السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس ) تماما كما فعل كل الروؤساء الاميركين في مرحلة الانتخابات ولم ينفذوا ذلك وفي تفسير لاحد انصاره الاعلامين قال  لامشكلة من نقل السفارة الى القدس الغربية  لان مصير الشرقية هو محل تفاوض دولي  لذلك اعتقد انه  عبر هذا التفسير سينفذ هذا التعهد .

9-( اسقاط شبكة الفساد في واشنطن )   وهو تهديد  لكبار اصحاب الشركات  واعضاء النادي الذي اعتاد على صنع الرؤوساء والذي  هو لوبي ضاغط ناصب ترامب العداء ولم  يهزمه وضمن هؤلاء قوى صهيونية فاعلة .

التأثير الذي احدثته هذه الشعارات

1-  كما سعى الديمقراطيون لهزيمة الجمهورين عبر ترشيح اوباما للاستفادة من اصوات السود فان ترامب كان يعول وينشط   ويعتمد على البيض ضد الاقليات الاخرى  للاستفادة من اصواتهم له كمرشح مضاد ابيض.

2- خسر ترامب تاييد المسلمين والسود ولكن  لم يهتم لذلك لانه يعرف انهم لا يملكون  الحماس للذهاب الى الانتخابات  كما يفعل انصاره وفعلا فان  نسبة الذين اقترعوا منهما كانت قليلة  ومسلمون وعرب كثيرون احجموا عن ذلك لانهم غاضبون من اوباما وحزبه في الازمة السورية كما انهم لايحبذون ترامب.

3- الولايات التي تأذت من رحيل الشركات وعمالها الذين فقدوا  وظائفهم  صوتوا بكثافة لترامب لكي تعود الشركات الى اميركا وبعض هذه الولايات كانت ديمقراطية دائما ً.

4-  اليهود  اكثرهم ايد ترامب لانه وعدهم بنقل السفارة الى القدس والاهم الغاء الاتفاق مع ايران ففقد الديمقراطيون  جزءا من حليف دائم لهم .

5- الحرب السريعة على الارهاب  ومراقبة المسلمين اوجدت لترامب انصارا لم يكن يحلم بهم فالخوف من تصاعد الارهاب وتهديد الاستقرار اوجد دافعا لدى شريحة كبيرة من السكان  باتجاه دعم ترامب المستعد لارسال القوات والحرب .

الان وبعد ان نجح ترامب وتوفر له ظرف قوي حيث صارت للجمهورين  الاكثرية في مجلسي الشيوخ والنواب فان الولايات المتحدة كدولة مؤسسات سوف تسعى عبر القوى السياسية الى اعادة النظر في شعارات ترامب الانتخابية وفرض الاعتدال عليها بسبب المصالح العليا  و الاستراتيجيات العسكرية لذلك من المتوقع  ضبط تصريحاته   للتصرف كرئيس دولة لا كتاجر سليط اللسان وهذا هو السؤال
-----------
كلنا شركاء


المحامي ادوار حشوة
الجمعة 11 نونبر 2016