نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


تعز اليمنية.. مكتظة بالسكان تجتاحهاالاوبئة ويخنقها الحصار




صنعاء - قبل قليل استطعت الخروج من سرير المرض الذي اجتاح بدني لأيام عديدة جراء الإصابة بوباء حمى الضنك، هكذا يقول عبدالعزيز الصبري، مواطن أربعيني يعيش في مدينة تعز جنوب غربي اليمن.

يشير بجسده الهزيل إلى مأساته المرضية، ويتحدث بأنه عاش حوالي ثلاثة أسابيع يعاني مع وباء حمى الضنك الذي انتشر كثيرا في مدينة تعز التي باتت محاصرة بالأوبئة والأمراض، كشيء إضافي للحصار المفروض على معظم مداخلها من قبل جماعة أنصار الله الحوثية، منذ قرابة خمسة أعوام.


لم يستطع الصبري تحمل تكاليف الأدوية الخاصة بوباء حمى الضنك، فلجأ إلى العيش مع مرضه في منزله بالمدينة حتى الشفاء، بعد أن تجرع ويلات الآلام والأوجاع، وفقا لما تحدث به بشكل مقتضب لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب. أ).

وتابع " لم أكن أتوقع أن أشفى من المرض بعد طول مدته... لقد كنت أتوقع الموت في أي لحظة بسبب الأعراض المفجعة المصاحبة له؛ لكن الله لطف بنا".

الصبري واحد من بين آلاف المواطنين الذي عاشوا مع عدة أمراض وأوبئة اجتاحت مدينة تعز، فيما لا زالت أوبئة جديدة تظهر على السطح للمرة الأولى، كفيروس"غرب النيل" الذي أدى إلى إصابة العشرات وظهر في المدينة كأول ظهور باليمن كلها.
وسبق أن اجتاح وباء الكوليرا العديد من المديريات في محافظة تعز المكتظة بالسكان، وأدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بينهم أطفال ونساء ومسنون.
وتعتبر مدينة تعز(عاصمة المحافظة) واحدة من أكبر المدن اليمنية اكتظاظا بالسكان، فيما المحافظة بشكل عام تعد الأولى من حيث نسبة السكان باليمن، الذين يقدر عددهم بالملايين.

ومدينة تعز توصف بأنها عاصمة الثقافة في اليمن، وتخضع معظمها لسلطة القوات الحكومية، فيما يحاصرها الحوثيون من معظم مداخلها، ما أدى إلى تفاقم أكبر للوضع الإنساني والصحي فيها، وهو الأمر الذي عمق من مسألة انتشار الأوبئة.

ويعاني القطاع الصحي في اليمن من تدهور حاد جراء الصراع المرير المستمر للعام الخامس على التوالي بين قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا المسنودة من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وجماعة أنصار الله الحوثية المتهمة بتلقي الدعم من إيران، من جانب آخر.
وأدت هذه الحرب التي توصف بأنها "عبثية" إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني، وفقا لبعض التقارير الحقوقية.
مقر للأوبئة

يقول محمد الأحمدي، وهو مواطن مقيم في مدينة تعز، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ)، إن المدينة باتت مقرا للأوبئة والأمراض، نتيجة لعدم وجود النظافة، وتكدس النفايات في الشوارع والأزقة، مشيرا إلى أنه أصيب بأمراض جلدية بشكل متكرر، "وأصبحت هذه الأمراض كأوبئة منتشرة في صفوف السكان".
وأضاف" حتى أولادي أصيبوا بعدة أمراض بينها ضيق التنفس وآلام الصدر والطفح الجلدي المستمر جراء الهواء الملوث".

وتابع الأحمدي" المؤسف في الأمر أن تحركات السلطات المحلية في المدينة لم تكن كما هو متطلب، حيث إن الأمر يستدعي إعلان الطوارئ لمواجهة هذه الأوبئة التي قتلت الكثير من السكان، لكن هناك تباطؤ وتقاعس واضحين من قبل السلطات من أجل مكافحة الأمراض والأوبئة".

ولفت الأحمدي إلى أن" المدينة المحاصرة تعاني من انعدام العديد من أنواع الأدوية إضافة إلى افتقارها للقطاع الصحي المؤهل الذي يمكن الوثوق فيه".

وبين أن عددا من أصدقائه أصيبوا مؤخرا إما بمرض حمى الضنك أو الطفح الجلدي والدمامل بسبب البيئة الملوثة وعدم الاهتمام المتواصل بالنظافة الشخصية واستخدام المياه النقية نتيجة الظروف الصعبة التي يمرون بها.

تدهور القطاع الصحي
كان تدهور القطاع الصحي جراء ظروف الحرب سببا رئيسيا لانتشار الأوبئة في تعز والعديد من المحافظات الأخرى التي قد تعاني من وضع شبيه لذلك، في الوقت الذي يكافح السكان من أجل البقاء على قيد الحياة بفعل الصراع المرير.

وتقول تقارير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن الحرب في اليمن أدت إلى إغلاق قرابة نصف المرافق الصحية في البلاد، فيما أشار تقرير سابق صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن اليمن يفتقر إلى 70% من أنواع الأدوية.

ويقول تيسير السامعي، نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي بمكتب وزارة الصحة في تعز، إن المحافظة تعاني من انتشار للأوبئة والأمراض نتيجة لتدهور القطاع الصحي جراء الحرب المستمرة.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن" قدرات السلطات الصحية في المحافظة لا تتناسب مع الوضع الصحي المتأزم الذي يعاني من قصور كبير جراء الوضع العام الناجم عن الحرب والحصار".

وتابع" خلال الفترة القليلة الماضية انتشرت أوبئة الحميات بما فيها حمى الضنك بشكل كبير في تعز، ما جعل مكتب الصحة يعلن حالة الطوارئ لمواجهته".

وأردف" قمنا بحملات رش ضبابي لأماكن تكاثر البعوض في العديد من أحياء المدينة، إضافة إلى القيام بحملات توعية في كيفية الوقاية من الأوبئة، ما أدى إلى تراجع للحميات خلال الأيام والأسابيع الماضية".

ولفت إلى أنه" تم رصد أكثر من 13 ألف حالة مصابة أو يشتبه إصابتها بأوبئة الحميات منذ مطلع العام 2019".

وذكر أن" الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية للقطاع الصحي في تعز ما زال لا يتناسب مع حجم الاحتياجات الهائلة ".

وحذر من عودة انتشار وباء الكوليرا من جديد إذا لم يكن هناك تدخلات كبيرة وحملات توعية بهذا الوباء الذي سبق أن قتل وأصاب الكثيرين في المحافظة.
ومضى قائلا" الوضع بحاجة إلى استمرار حملات التوعية بالأوبئة وخلق وعي طبي لدى السكان، وهو الأمر الذي يتطلب دعما مستمرا لهذه الأنشطة من قبل المنظمات".
(د ب ا) ال/ ب ت

د ب ا
الثلاثاء 7 يناير 2020